نستعرض في هذا المقال الآثار ما قبل التاريخ في الجزائر، والتي تُعتبر جزءًا هامًا من تاريخ البلاد العريق. كانت تُعرف الجزائر قديمًا باسم نوميديا، وقد تمثل مدينة عين الحنيش واحدة من أقدم المواقع الأثرية بها. هناك العديد من الآثار التي تعكس حضارات قديمة مختلفة، وسنتناول بالتفصيل بعض هذه الآثار في السطور التالية.
مقدمة عن آثار ما قبل التاريخ في الجزائر
- تُعتبر الجزائر من الدول ذات التاريخ العريق، وقد شهدت العديد من الحضارات التي تعاقبت عليها. وأثناء الاحتلال الفرنسي، تم تدمير العديد من المواقع الأثرية لبناء مدن جديدة، وكان من بين المناطق المتضررة المدن الزيانية.
- تُقع الجزائر في الشمال الغربي من القارة الإفريقية، وهي من أكبر الدول في الوطن العربي وأفريقيا من حيث المساحة. تحدها من الشمال البحر الأبيض المتوسط، ومن الشرق تونس وليبيا، ومن الجنوب النيجر ومالي، ومن الغرب المغرب وموريتانيا.
- يعيش معظم سكان الجزائر في المنطقة الشمالية حيث المناخ المعتدل والتربة الخصبة المناسبة للزراعة، وغالبيتهم من المسلمون.
فترة ما قبل التاريخ في الجزائر
- احتلت الجماعات البربرية أراضي الجزائر خلال فترة ما قبل التاريخ، وينحدر منهم العديد من الجزائريين الحاليين. وقد أسس البحارة الفينيقيون مستوطنات على الساحل الجزائري.
- في القرن الثامن عشر قبل الميلاد، أصبحت المنطقة تحت سيطرة قرطاجة، حتى غزاها الرومان في عام 146 قبل الميلاد، لتحويلها إلى مركز ثقافي روماني.
- انتشرت المسيحية في تلك الفترة وازدهرت التجارة والزراعة، حيث تم تصدير زيت الزيتون من نوميديا إلى روما، وعلى الرغم من الازدهار العمراني، إلا أن الثورات البربرية ضد الرومان كانت متكررة.
- تدهور التأثير الروماني بعد الغزو البيزنطي، مما أدى إلى حروب مدمرة، وبعد الفتح الإسلامي عُرفت المنطقة بالمغرب الأوسط.
تاريخ الجزائر القديم
- كان العصر الحجري يتميز بازدهار الحياة في الصحراء الجزائرية نتيجة الأمطار الغزيرة، ويتوفر العديد من الرسومات التي تعكس الحياة اليومية للإنسان في تلك الأزمنة، بالإضافة إلى الأدوات الحجرية التي تم اكتشافها في عدة مواقع أثرية.
- امتد النفوذ الفينيقي بعد تأسيس قرطاجة في تونس، واستطاعوا السيطرة على التجارة عبر البحر المتوسط، وقد أنشأوا مدن ساحلية مثل شرشال ووهران. كانت العلاقات بين الجزائر والفينيقيين ودية، وقد تجلت من خلال المصاهرة بين الأمراء البربر.
العصور الجزائرية القديمة
العصر الفينيقي
- ركز الفينيقيون على الاستثمار بدلاً من التوسع السياسي في الجزائر، مما أثر على العلاقات مع البربر الذين واجهوا معاملة قاسية.
العصر الروماني
- كانت الجزائر تعرف في العصر الروماني بموريطانيا القيصرية، وأصبحت تحت حكم بطليموس يوبا بعد اغتيال كاليغولا الذي قام بتغيير اسم العاصمة إلى القيصرية.
- قام الرومان ببناء طرق عسكرية تطورت لاحقًا لغايات تجارية، مما أدى إلى تحسن التعليم وزيادة مستوى المعيشة، وبرز العديد من الفلاسفة والفنانين مع انتشار المسيحية.
الأمازيغ
- غزا الأمازيغ بعد نيلهم استقلالهم عن قرطاجة منطقة المغرب، عُرفت باسم نوميديا، وواجهوا الرومان في عدة حروب.
البيزنطيون والوندال
- استطاع الوندال احتلال الجزائر بعد دخولهم شمال إفريقيا عبر مضيق جبل طارق. قد بدأ احتلالهم بالمغرب، واستولوا على العديد من المناطق الخصبة قبل أن يحاول البيزنطيون السيطرة على المنطقة حتى جاء الفتح الإسلامي.
آثار ما قبل التاريخ في الجزائر
تُعتبر الكهوف والمقابر من أهم المعالم الأثرية التي خلفها الإنسان في فترات ما قبل التاريخ، ومن أبرز هذه المعالم:
- توجد العديد من المقابر في جبل مسيد تحت مسمى “نصب الأموات”، ومن بين الاكتشافات نجد قبورًا في كهف الدببة، الذي يصل عمقه إلى 60 مترًا في منطقة قسنطينة.
- كهف الأروي، الموجود في نفس منطقة الدببة، بطول 6 أمتار، ويعتبر واحدًا من المواقع الهامة قبل التاريخ في الجزائر.
- قبور منطقة الخروب، الكائنة في خلوة سيدي قشقلش.
- قبور في منطقة كاف تاسعة.
- المقبرة الميغاليتية، التي تبعد 32 كيلومترًا عن قسنطينة، تقع على منحدر جبل مزالة في الجنوب الغربي، وتعرف بالدولمينات، وهي تشكيلات صخرية عمودية تجمع عدة طبقات كلسية.
- كان البشر القدماء يدفنون موتاهم بطريقة محصنة، مع إمكانية إجراء بعض الطقوس.
- ضريح ماسينيسا وضريح الخروف، وهما تصميمان فريدان بشكل برجي يتكون من حجارة مصفوفة.
- مقابر بزناس ودلمون الشهيرة، التي يعود تاريخها إلى ما قبل التاريخ.