آثار الطحالب السلبية على البيئة والصحة

أضرار الطحالب

تُعتبر الطحالب (بالإنجليزية: Algae) جزءًا من مملكة الطلائعيات (بالإنجليزية: Protista)، وتتميز بأنها كائنات حية مائية حقيقية النواة، قابلة لإنتاج غذائها بشكل مستقل عبر عملية البناء الضوئي. إلا أن هناك جوانب سلبية عدة تنتج عن انتشار الطحالب، مما يؤثر سلبًا على صحة الإنسان والكائنات الحية الأخرى. نستعرض فيما يلي بعض هذه الأضرار:

التأثيرات على الكائنات الحية

تشكل الطحالب تهديدًا لصحة الإنسان والحيوانات بطرق متعددة. على سبيل المثال، تساهم بعض الأنواع مثل الملتحفيات، والطحالب الخضراء الحبيبية، والطحالب المخاطية في تغيير لون المياه، مما يجعلها تبدو باللون الأخضر أو الأخضر المزرَّق.

علاوة على ذلك، تؤدي الطحالب إلى نفوق الأسماك، حيث تسد مجرى خياشيمها مما يعوق تنفسها، نتيجة لاستهلاكها كميات كبيرة من الأكسجين ليلاً. كما أن زيادة كميات الطحالب في المياه جعلت عملية شربها صعبة بالنسبة للمواشي، وفي حالات معينة، يمكن أن تتسبب الطحالب الخضراء المزرَّقة في وفاة الحيوانات.

إعاقة عملية التمثيل الضوئي

تيارات الطحالب الهوائية (بالإنجليزية: Epiphytic Algae) التي تنمو على النباتات والأشجار تمنع دخول الضوء إلى هذه النباتات، مما يؤثر سلبًا على قدرتها على القيام بعملية التمثيل الضوئي، وبالتالي يشكل ذلك خطرًا غير مباشر على صحة الأشجار والنباتات.

الأمراض بسبب الطحالب الطفيلية

تُعتبر بعض الطحالب الطفيلية مسؤولة عن إصابة النباتات بأمراض متعددة. كمثال، يستهدف طحلب (Cephaleuros virescens) نباتات الشاي ويسبب لها مرض يُعرف باسم مرض صدأ الشاي (بالإنجليزية: Red Rust of Tea)، مما يؤدي إلى تدمير نموها. كما تهاجم هذه الطحالب أنواع نباتية أخرى مثل فاكهة المانجو، وشجر الورد، والقهوة.

تلويث مصادر المياه

تسهم الطحالب الخضراء المزرَّقة والطحالب الخضراء في تلويث مياه الخزانات، مما يؤدي إلى انبعاث رائحة كريهة، وبالتالي تصبح هذه المياه غير صالحة للاستهلاك البشري.

بالإضافة إلى ذلك، تقوم الطحالب بإفراز مواد مخاطية تتناسب مع نمو أنواع معينة من البكتيريا الضارة، مما يزيد من احتمالية إصابة البشر والحيوانات بالأمراض.

اتساخ السفن

تعاني بعض أنواع السفن من التصاق الطحالب بأجسامها، مما يتسبب في تكوّن طبقة من الأوساخ تعيق حركة السفن. لتفادي هذه المشكلة، يتم عادة تجفيف السفن بشكل مستمر وطلاؤها بطبقة عازلة من النحاس.

تلف ألياف الملابس المكشوفة

تتعرض الأقمشة المبللة والمكشوفة للاحتكاك مع الطحالب الخضراء المزرَّقة لفترات طويلة، مما يؤدي إلى ظهور بقع سوداء عليها. وغالبًا ما يتبع ذلك نمو بكتيريا مسببة للأمراض، مما يتسبب في تلف كامل لألياف الأقمشة.

أنواع الطحالب الضارّة

يمكن تصنيف الطحالب الضارّة التي تؤثر سلبًا على الكائنات الحية في نوعين أساسيين:

البكتيريا الزرقاء

تُعد البكتيريا الزرقاء (بالإنجليزية: Cyanobacteria) ليست طحالب حقيقية، لكنها تُعرف باسم الطحالب الخضراء المزرَّقة (بالإنجليزية: Blue-Green Algae). تعتبر جزءًا من العوالق النباتية (بالإنجليزية: Phytoplankton) التي تعيش في المياه العذبة والتربة الرطبة، وتسبب الضرر من خلال إنتاج السموم في المياه أو النمو بكثافات مرتفعة.

طحالب السوطيات الدوارة والدياتوم

تغير طحالب السوطيات الدوارة (بالإنجليزية: Dinoflagellates) وطحالب الدياتوم (بالإنجليزية: Diatoms) لون المياه إلى الأحمر أو البني أو الذهبي، وهي عوالق نباتية تعيش في المياه المالحة أو ذات الملوحة القليلة، بما في ذلك مصبات الأنهار.

تُعرف حالة تكاثر هذه الطحالب بالمد الأحمر (بالإنجليزية: Red Tides) نظرًا لما تحدثه من تغيير في لون المياه. وتلحق هذه الطحالب أضرارًا بالبشر والحيوانات من خلال إنتاج السموم أو حدوث نمو كثيف في المياه.