آثار الحقبة ما قبل التاريخ
عاشت مجتمعات ما قبل التاريخ منذ حوالي مليوني عام، لكن تاريخهم الموثق بدأ فقط مع ظهور الكتابة منذ أكثر من خمسة آلاف عام. تُعرف الفترة التي سبقت ذلك بعصور ما قبل التاريخ، والتي تشمل الشعوب والفنون والآثار التي تركتها.
لقد ساهمت الشعوب التي عاشت في هذه الحقبة في تأسيس الأسس التي أدت لظهور الحضارات. اعتمد البشر في تلك العصور على الصيد وجمع النباتات الصالحة للأكل، ومع مرور الزمن أصبح لديهم القدرة على تربية الحيوانات وزراعة المحاصيل. بالإضافة إلى ذلك، قاموا بابتكار أدوات بسيطة أسهمت في تحسين مهاراتهم في الزراعة والصيد. كما تعلموا كيفية إشعال النار وصنع الفخار، مما أدى تدريجياً إلى إقامة أقدم المدن.
تظهر العديد من الآثار التي تم اكتشافها من تلك الفترات السابقة، ومع أنها تفتقر إلى السجلات المكتوبة نتيجة لعدم معرفة تلك الشعوب بالكتابة، فقد دفع ذلك العلماء إلى البحث والتنقيب عن آثارهم في الأدوات والعظام والمخلفات. يقوم الباحثون بدراسة كل ما يتم العثور عليه من هذه البقايا بهدف فهم الحياة تقريبياً لشعوب ما قبل التاريخ من خلال آثارهم.
الآثار التي كشفت عن شعوب ما قبل التاريخ
تتضمن معظم الآثار المكتشفة التي يعود أصلها لتلك الشعوب أدوات مصنوعة من الحجر، مما أدى إلى تسميتها بالعصر الحجري. وقد تم التوصل إلى معلومات شبه دقيقة حول عمر الإنسان على الأرض بفضل اكتشاف هياكل عظمية متحجرة قرب ألمانيا في القرن التاسع عشر، حيث كان من الصعب على العلماء في ذلك الوقت تحديد ما إذا كانت تلك العظام تعود لإنسان معاصر أو قديم، بسبب غياب الأدوات العصرية.
من أهم الاكتشافات هو هيكل عظمى يُعرف باسم “لوسي”، الذي تم اكتشافه ضمن الأحافير، وهو يعود لأجداد البشر الذين عاشوا قبل حوالي ثلاثة ملايين عام، أي قبل ظهور الإنسان الحديث بمليون عام تقريباً. تشير الدراسات إلى أن الإنسان الأول ظهر تقريباً قبل مليوني عام.
إضافةً إلى ذلك، تم العثور على نقوش ورسوم على جدران الكهوف، توضح بشكلٍ ما طريقة حياة الإنسان في عصور ما قبل التاريخ والأدوات التي كان يستخدمها يومياً. ومن خلال تلك الرسوم والفنون، بدأ الباحثون جهودهم الحثيثة في العثور على آثار أخرى تعود لتلك الحقبة الزمنية من تاريخ الأرض. على الرغم من أن هناك العديد من الآثار التي تم اكتشافها، إلا أنه لا يزال هناك العديد من الأسئلة التي تنتظر إجابات حول تفاصيل الحياة في تلك الفترة، مما يجدد الأمل في العثور على مزيد من الآثار.