آثار الوحي وتأثيراته على المجتمع والثقافة

تأثير نزول الوحي على النبي

يعتبر الوحي حدثًا عظيم الأهمية وثقيلًا على من يتلقى هذا الإلهام، سواء كان في أي شكل أو درجة. فحينما ينزل الوحي على الإنسان، فإنه ينتقل من عالم المادة إلى عالم الغيب والملائكة. وهذا يتطلب استعدادًا خاصًا يعينه الله عليه. وقد عانى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مشقة شديدة أثناء تلقي الوحي.

تعرق النبي

تختلف طبيعة الملَك عن طبيعة الرسول البشرية، ومن أجل حدوث التواصل بينهما، يجب أن تتغير طبيعة أحدهما لتتناسب مع الأخرى؛ إما أن يبدو الملَك في هيئة بشرية، أو أن ينتقل الرسول إلى حالة ملائكية.

نتيجة لذلك كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يتعرض لتغيرات في طبيعته مما يؤدي إلى تعرقه. وكان يقول لمن حوله: “دثّروني، دثّروني”. وقد وصف الصحابة -رضوان الله عليهم- حاله عند نزول الوحي، فقالوا: “وكان جبينه يتفصّد عرقًا”.

ثقل جسم النبي

كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يشعر بثقل شديد عند نزول الوحي، حيث أن كلمات الوحي عظيمة. قال الله تعالى: “إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا”، كذلك ورد في القرآن: “لَوْ أَنزَلْنَا هَـذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّـهِ”. في بعض الأحيان، كان يشعر النبي -صلى الله عليه وسلم- بثقل الوحي على دابته، لدرجة أن الدابة تتبرك تحت وطأة هذا الثقل.

إذا كان النبي يضع قدمه فوق قدم أحدهم، فقد يكون ذلك الشخص غير قادر على تحريك قدميه. وقد روى زيد بن ثابت -رضي الله عنه-: “أنزل الله على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وفخذه على فخذي، فثقلت علي حتى خفت أن ترضّ فخذي”. كما أشارت أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-: “إن كان ليُوحى إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو على راحلته، فتضرب بجرا نِها”.

صوت صلصلة الجرس

في بعض الأحيان، كان الوحي يظهر لرسول الله بصوت يشبه صوت صلصلة الجرس. وقد ذكرت عائشة -رضي الله عنها- أن الحارث بن هشام -رضي الله عنه- سأل النبي: “كيف يأتيك الوحي؟”، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: “أحيانًا يأتيني مثل صلصلة الجرس، وهو أشدّه علي، فيفصل عني وقد وعيت ما قال”.

غير أن الأشخاص غير النبي الذين يسمعون هذا الصوت لن يفهموا معناه، ولكن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يعلم أن الوحي سيأتيه فور انتهاء الصوت. وصوت صلصلة الجرس هو أحد أصعب أشكال الوحي وأثقلها على النبي.

صوت دوي النحل

روى عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أنه قال: “كان إذا نزل الوحي على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يُسمع عند وجهه دوي كدوي النحل”. فصوت نزول جبريل -عليه السلام- يشبه دوي النحل، وكان الصحابة من حول النبي يسمعون الصوت دون أن يفهموا معناه.

التنفس بقوة

ذُكر عن يعلى بن أمية في حديث صحيح أنه قال: “فأشار عمر إلى يعلى: أن تعالَ، فجاء يعلى فأدخل رأسه، فإذا هو محمر الوجه، يغث كذلك ساعة، ثم سُرّي عنه”، وهذا يتسبب في القوة المفرطة التي يحملها النبي، والجهد الذي يبذله للانتقال إلى عالم الروح غير المحدود، مما يؤدي إلى حالة من الانفصال عن الوعي حتى ينتهي الوحي.

أثر الوحي على المسلم

إن قراءة الوحي -القرآن الكريم والسنة- والاستماع إليهما تعود بفوائد عديدة على متلقيها في الدنيا والآخرة، منها:

  • يُعصم الوحي متمسكه من الوقوع في المعاصي ويحميه من دخول النار يوم القيامة.
  • تلاوة القرآن بنية الحصول على رضا الله تُدخل القارئ ضمن الفائزين.
  • الوحي يهدى صاحبه إلى صراط الله المستقيم ويشفي صدور المؤمنين.
  • القرآن والسنة هما الحبل المتين الذي من تمسك بهما فقد فاز في الدنيا والآخرة.
  • لقد صنف الله -تعالى- عباده الذين يستمعون القول ويتبعون أحسنه بأنهم على هدىً مّن الله.
  • تنزل الرحمة على من يستمع للقرآن ويصغي إليه بأدب.
  • الوحي سبب من أسباب انشراح الصدر.
  • القرآن دواء لكل أسقام الجسم والنفس.