أولى الإسلام اهتمامًا بالغًا بآداب المجالس، وقد وردت العديد من الأحاديث النبوية الشريفة وآيات قرآنية تشير إلى هذه الآداب. اليوم، من خلال موقع مقال maqall.net، سنستعرض آداب المجالس في الإسلام.
ما هي آداب المجالس في الإسلام
تحية السلام عند الدخول والخروج
- تعد التحية جزءًا أساسيًا من آداب المجالس، وينبغي إلقاء تحية الإسلام “السلام عليكم ورحمة الله وبركاته” والاستئذان قبل الدخول.
- في حديث ذكره أبو هريرة رضي الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا تدخلوا الجنة حتى تُؤمنوا، ولا تُؤمنوا حتى تحابوا، أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم، أفشوا السلام بينكم”.
- كما ورد في حديث آخر على لسان أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله قال: “إذا انتهى أحدكم إلى المجلس فليسلم، فإذا أراد أن يقوم فليسلم، فليست الأولى بأحق من الآخرة”.
الجلوس في المكان المخصص
- يجب على الإنسان أن يجلس في المكان المتاح له دون أن يأخذ مكان غيره. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “يُقيمن أحدكم أخاه ثم يجلس في مجلسه”.
- وكما ذكر أبو هريرة عن الرسول صلى الله عليه وسلم: “إذا قام أحدكم من مجلس ثم رجع إليه فهو أحق به”.
حفظ أسرار المجلس
- يتوجب على الجميع عدم الإفصاح عن أسرار المجلس، لقوله صلى الله عليه وسلم “المجالس بالأمانة”.
- وورد عن جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إذا حدث رجل رجلًا بحديث ثم التفت فهو أمانة”.
- ونصح الشيخ ابن سعدي رحمه الله بأن يكون الشخص حافظًا للسر ومعروفًا بذلك بين الناس، لكي يثقوا فيه ويفضوا إليه بأسرارهم.
توسيع المجلس للحاضرين
- من المهم توسيع المجلس للحاضرين بما يتناسب مع سعة المكان. قال الله تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ…”.
- روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان جالسًا، فأنشد الثلاثة رجال، حيث جلس اثنان وأعرض واحد، فقال النبي: “ألا أنبئكم بخبر الثلاثة: أما الأول فآوى إلى الله فآواه الله، وأما الثاني فاستحيا، فاستحيا الله منه، وأما الثالث فأعرض، فأعرض الله عنه”.
- إن عدم التوسع في المجالس يعد عادة مرفوضة.
- ومن آداب المجالس عدم احتكار الكلام وعدم التفريق بين اثنين إلا بإذنهما، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “لا يحل لرجل أن يُفرق بين اثنين إلا بإذنهما”.
قول دعاء كفارة المجلس
- من الآداب المتبعة ذكر كفارة المجلس والصلاة والسلام على رسول الله، حيث قال صلى الله عليه وسلم: “من جلس في مجلس فكثر فيه لغطه، فقال قبل أن يقوم من مجلسه ذلك: سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك، إلا غفر له ما كان في مجلسه ذلك”.
- أيضًا أشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى أن “ما جلس قومٌ مجلسًا لم يذكروا الله فيه، ولم يصلوا على نبيهم، إلا كان عليهم فترة”.
- يجب الانتباه إلى عدم التناجي، فإذا كان في المجلس ثلاثة أشخاص، فلا ينبغي اثنان منهما أن يتناجيا دون الآخر تقديرًا لمشاعره.
- وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “إذا كنتم ثلاثة فلا يتناجى اثنان دون الآخر، حتى تختلطوا بالناس، من أجل أن ذلك يُحزنه”.
التحذير من التسّمع
التسّمع إلى حديث الآخرين يعد عملاً محرمًا في الشرع، وله عقوبة في الآخرة، حيث روى عبدالله بن عباس رضي الله عنه أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: “مَن تَحَلَّمَ بحُلْمٍ لم يَرَهُ كُلِّفَ أن يُعَقدَ بيْنَ شَعِيرَتَيْنِ، ولَنْ يَفْعَلَ. ومَنِ استمع إلى حديث مجتمَعٍ وهُمْ له كارِهُون، أو يَفِرُّون منه صُبَّ في أُذُنِهِ الآنُكُ يَوْمَ القيامة”.
احترام الكبير والرفق بالصغير
يتوجب على الكبار في المجالس التحلي بالرفق تجاه الصغار، كما يجب على الصغار إبداء الاحترام للكبار، وهذا يعتبر من أبرز آداب المجالس في الإسلام.
اختيار المكان المناسب للمجلس
من الأهمية أن يتم اختيار المكان المناسب للمجلس والجالسين، وينبغي تجنب الجلوس في دور العبادة والطرقات العامة. وذلك وفق ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم: “إياكم والجلوس في الطرقات”.