آداب تناول الطعام في الإسلام

آداب تناول الطعام في الإسلام

آداب تناول الطعام في الإسلام يجب أن نتعلمها حتى نتجنب أي موضع إحراج أو سخرية من الآخرين، وآداب الطعام نعنى بها هنا كل ما يتعلق بالسلوك الإنساني والذوق العام، والذي دعا إليه الإسلام، حيث يعبر ذلك عن مدى التحضر الذي وصل له الإنسان بعد عدة مراحل.. وهذا ما نوافيكم إيّاه من خلال موقع سوبر بابا.

آداب تناول الطعام في الإسلام

الطعام والشراب من النعم العظيمة التي أنعم الله بها علينا ويجب على الإنسان تقديرها واحترامها، والدليل على ذلك أنه يتم الجلوس على الطعام بطريقة معتدلة لا بانحناء أو اتكاء.. من باب تقدير الطعام كنعمة وحمدًا لمانحها.

عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنه-: (كانَ مِن دُعَاءِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بكَ مِن زَوَالِ نِعْمَتِكَ، وَتَحَوُّلِ عَافِيَتِكَ، وَفُجَاءَةِ نِقْمَتِكَ، وَجَمِيعِ سَخَطِكَ).. أما عما نادى به الإسلام فيما يخص آداب تناول الطعام، فيمكن تقسيمها إلى عدة فقرات:

أولًا: آداب ما قبل تناول الطعام

اهتم المسلمون ببعض الآداب قبل تقديم الطعام فمثلًا في حالة وفود ضيف.. يفضل تهيئة جميع سبل الراحة له وتقديم له كل ما يفضله من أطعمة أو مشروبات.

من الهام تشجيع الضيف للمبادرة حتى لا يمتنع الضيف من الشرب أو الأكل من باب التقدير للمضيف.. وسوف يُثاب على ذلك بالإضافة للفائدة الاجتماعية التي ستعود عليه.

  • يجب غسل اليدين قبل الأكل والحرص على نظافتها.
  • إذا كنت المضيف فمن الأفضل المبادرة بتناول الطعام من باب التشجيع للضيف.
  • أن نذكر اسم الله على الأكل أي نسمى الله ومن يسهو في البداية يمكن أن يقول بسم الله في أوله وآخره.

قال -صلى الله عليه وسلم-: «كانَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ يأكلُ طعامًا في ستَّةِ نفرٍ من أصحابِهِ فجاءَ أعرابيٌّ فأَكلَهُ بلُقمَتينِ فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ أما أنَّهُ لو كانَ قالَ بِسمِ اللَّهِ لَكفاكُم فإذا أَكلَ أحدُكُم طعامًا فليقُل بِسمِ اللَّهِ فإن نَسِيَ أن يقولَ بسمِ اللَّهِ في أوَّلِهِ فليقُلْ بسمِ اللَّهِ في أوَّلِهِ وآخرِهِ» (صحيح ابن ماجة).

  • يفضل في حالة وجود ضيف أن نقدم له كل ما يحتاجه أو يفضله في حال توافره من باب إكرام الضيف.

عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليقل خيرًا أو ليصمت، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليكرم جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليكرم ضيفه) رواه البخاري ومسلم.

اقرأ أيضًا:إذاعة عن الجودة في التعليم مكتوبة

ثانيًا: آداب أثناء تناول الطعام

هناك بعض القواعد العامة الأساسية التي من المفيد اتباعها أثناء تناول الطعام قد عرضها ديننا الإسلامي في غير موضع من القرآن والسنة.

  • الحرص على تناول الطعام والفم مغلق منعًا من تطاير أي شيء خارج الفم أو سماع صوت المضغ والتقطيع.
  • من آداب تناول الطعام في الإسلام عدم التحدث أثناء مضغ الطعام لتجنب المظهر غير اللائق بل أن ننتظر حتى نبلع ما في الفم ثم نتحدث.

1- المستحب فعله عند تناول الطعام

  • أن نأكل باليمين وغير ذلك يكون بعذر باستعمال الملعقة أو غيره.
  • تمرير الطعام للمشاركين فالطعام وتقريب صنف لكل ما يفضله.
  • أن يأكل مما يليه أي مما أمامه من الطعام.
  • لا تمتد يده مما هو أمام الآخرين وأيضًا لما هو في الوسط.

لما روي عن عمر بن أبي سلمة -رضي الله عنه- قال: (كنت غلاماً في حجر رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وكانتْ يَدي تَطيشُ في الصُّحْفَةِ، فقال لي رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: يا غلامُ سَمِّ اللهَ وَكُلْ بيمينكَ وَكُلْ مما يليكَ، قالَ: فما زالتْ تلكَ طعمتي بعدُ) * وإذا ما وقعت منه اللقمةُ فليمط عنها الأذى وليأكلها، لما روي عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم: (كانَ إذا طَعِمَ طعاماً لَعَقَ أصابعَه الثَّلاثَ وقالَ: إذا سقطت لقمةُ أحدِكم فَلْيُمِطْ عنها الأَذى وليأكلْها ولا يدعْها للشيطانِ) .

  • الانتظار حتى يبرد الطعام، وحتى في حالة وجود الضيف لا يقدم ساخنًا لدرجه احتراق اللسان، بل يقدم دافئًا ومقبولًا.
  • للضيف يفضل بعد الانتهاء من الطعام وعدم وجود حاجة للجلوس أن يستأذن وينصرف إذا أراد المضيف ذلك لقوله تعالى: ((فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا)) [الأحزاب/53].
  • يفضل الاجتماع أثناء الأكل وعدم الانتشار أو التفرد أن يأكل مع غيره من ضيف وأهل أو ولد أو خادم لخبر: «اجتمعوا على طعامكم يبارك لكم فيه» (رواه أبو داود والترمذي وصححه).

2- المكروه فعله أثناء الطعام

  • لا يستحب النفخ في الطعام أو المشروبات الساخنة أو التنفس فيه بل يتنفس خارجه والسبب في ذلك حتى لا يخرج من الفم شيء.. فيتقزز المشاركين.
  • فعل أي حركات منفرة للمشاركين كالجشاء والبصق أو المخاط وغيره، فذلك من أهم آداب تناول الطعام في الإسلام.
  • عدم ذم أو إلقاء العيب على الطعام لأن المرء قد لا يشتهى شيء ويشتهيه غيره، فليترك أي تعليقات غير لائقة، وعليه الرضى بالموجود وأن يحمد الله على رزقه من الطعام.

لقوله صلى الله عليه وسلم: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليقل خيرَا أو ليصمت لحديث أبي هريرة – رضي الله عنه -: «ما عاب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – طعاماً قط، إن اشتهاه أكل، وإن كرهه ترك» (رواه أبو داود).

اقرأ أيضًا:حوار بين شخصين عن التلوث

ثالثًا: آداب ما بعد الانتهاء من الطعام

يفضل بعد الانتهاء من الأكل أن يحمد المُسلم الله، وهذا فيه فوائد وأفضال عظيمة؛ حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “إن الله ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة فيحمده عليها، أو يشرب الشربة فيحمده عليها” رواه مسلم (2734).

  • غسل اليدين جيدًا من آثار الطعام.
  • أن يمضمض أو يخلل أسنانه بالسواك اقتضاء بالرسول عليه الصلاة والسلام.

آداب تناول الطعام في الإسلام يجب الامتثال لها، لما بها من مردود أخلاقي على النفس والغير؛ لذا من المفيد جدًا اتباع الأفعال والآداب الطيبة المتعلقة بالطعام وتعليمها وترسيخها في أذهان الأطفال.