آداب صلاة التراويح في المسجد
ما هي صلاة التراويح؟
صلاة التراويح تعد من مظاهر العبادة المميزة في شهر رمضان، حيث تشير كلمة “تراويح” إلى الاستراحة التي يتم أخذها بعد كل أربع ركعات. تعتبر هذه الصلاة مرتبطة بشهر رمضان المبارك، ويخصص الإمام وقتاً للراحة بعد كل أربع ركعات من هذه الصلاة.
الآداب المرتبطة بصلاة التراويح في المسجد
توجد مجموعة من الآداب التي ينبغي مراعاتها أثناء صلاة التراويح، منها:
آداب المشي إلى المسجد لأداء صلاة التراويح
- يفضل المشي بتؤدة وهدوء استعداداً للصلاة، مع الحفاظ على الخشوع والسكينة والامتناع عن النظر إلى ما يشتت الذهن ورفع الصوت؛ فقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إذا سمعتم الإقامة، فامشوا إلى الصلاة وعليكم السكينة والوقار، ولا تسرعوا، فما أدركتم فصلوا، وما فاتكم فأتموا).
- فضلاً عن ذلك، يُستحب تقليل الخطوات لزيادة الحسنات المتحصلة.
- عند الدخول إلى المسجد، ينبغي أن تكون الخطوة اليمنى أولاً، مع الذكر عند دخول المسجد وصلاة ركعتين تحية للمسجد، إذ أن المساجد تمثل بيوت الرحمة في الإسلام.
آداب انتظار الصلاة في المسجد
- يُنصح بالاشتغال بذكر الله وممارسة تلاوة القرآن الكريم، وتجنب الأمور التي تشغل الذهن مثل تشبيك الأصابع. أما بالنسبة لمن لا ينتظر الصلاة، فلا حرج عليه في تشبيك الأصابع، كما كان يفعل النبي -صلى الله عليه وسلم- بعد انتهائه من الصلاة.
- عند الجلوس انتظاراً لصلاة التراويح، ينبغي اجتناب الحديث في الأمور الدنيوية والمشاغل الجانبية، لأن ذلك يؤثر سلباً على الأجر مثلما تأكل النار الحطب.
- إذا كان المسلم في فترة انتظار الصلاة، فإن الملائكة تستغفر له، لذلك من المهم أن لا يفوت هذا الأجر؛ فقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إن الملائكة تصلي على أحدكم ما دام في مجلسه تقول: اللهم اغفر له، اللهم ارحمه ما لم يحدث أحدكم في الصلاة).
- يجب الحرص على استثمار الأوقات وعدم الانشغال بالقيل والقال؛ فهو فضل عظيم ينعم به المسلم باستمرارية مغفرة الله عليه واستغفار الملائكة له، وهو من بركات الشهر الفضيل.
- عند إقامة الصلاة، يجب على المسلم القيام عندما يقول الإمام (قد قامت الصلاة) لما ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، ويستحسن أن لا يقوم قبل أن يرى الإمام إن كان لا يراه.
- يستحسن للرجال أن يكونوا في الصفوف الأولى أثناء صلاة التراويح، حيث قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا). بينما يُفضل للنساء الصف الأخير حفاظًا على خصوصيتهن.
- يجب التأكد من تسوية الصفوف بحيث تكون الأكتاف والأقدام متوازية؛ قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (رصوا صفوفكم، وقاربوا بينهما، وحاذوا بالأعناق).
- لابد من سد الفرج بين الصفوف وإحكام التراص؛ وذلك لتحصين الصفوف وإبعاد الشيطان، مع تجنب فتح الأقدام بشكل مبالغ فيه لأنه يؤذي المصلين ويخلق فرجات غير مرغوبة؛ وقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- شديد الاهتمام بتسوية الصفوف.
حكم ووقت صلاة التراويح
تعتبر صلاة التراويح سنة مؤكدة للرجال والنساء، كما ورد عن الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يرغب في قيام رمضان من غير أن يأمر فيه بعزيمة، فيقول: من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه). حيث يشير “قيام رمضان” إلى إحياء لياليه بالصلاة وكافة العبادات.
تحدد أوقات صلاة التراويح بعد صلاة العشاء وحتى آخر الليل، ويفضل أن تكون قبل الوتر وبعد سنة العشاء. هذا هو الرأي السائد بين معظم العلماء، بينما يرى الحنفية أنها تتوفر بعد صلاة العشاء وقبل الوتر، ولا تجوز عندهم بعدها. ومما لا شك فيه أن تأديتها قبل العشاء غير مقبولة، وقد استند هذا الحكم إلى فعل الصحابة وابن علمائهم.