آراء العلماء حول سن الأضحية وشروطها
عرف الفقهاء الأضحية بأنها اسم يشير إلى ما يُذبح بصورة شرعية من الأنعام، طلبًا لرضا الله -عز وجل-، وذلك خلال أيام النحر. وقد وضعت لهذه الأضحية شروط محددة، وهي مُشترطة أن تكون من الأنعام، مثل الإبل، والبقر، والغنم، والماعز. ويُستثنى مما يُعتبر أضحية ما يُذبح لغير وجه الله -تعالى-.
سن الأضحية
تنوعت آراء الفقهاء بشأن السن المقبولة للأضحية، ولخصت كما يلي:
- الرأي الأول: يتفق جمهور العلماء على أنه لا تُقبل الأضحية من الإبل والبقر والماعز إلا إذا كانت من الثني وما فوق، بينما يُجزي من الضأن الجذع وما فوق.
- الرأي الثاني: ينسب إلى الزهري، حيث يرى أن الجذع لا يُعتبر مُجزئًا سواء من الضأن أو من غيره.
- الرأي الثالث: هو رأي الأوزاعي، الذي يعتبر أن الجذع يُجزئ عن الإبل والبقر والضأن والماعز.
شروط الأضحية
توصل جمهور العلماء إلى مجموعة من الشروط الخاصة بالأضحية وهي:
- الشرط الأول: يجب أن تكون الأضحية من الأنعام، مثل الإبل، والبقر، والغنم. وقد اتفق على هذا الشرط من قبل جمهور العلماء بما فيهم أصحاب المذاهب الأربعة.
- الشرط الثاني: يجب أن تبلغ الأضحية السن المحدد والتي يُعتبر ذبحها جائزًا، كما ورد في نصوص الفقهاء.
- الشرط الثالث: ينبغي أن تكون الأضحية خالية من العيوب التي تمنع قبولها، بمعنى أنها يجب أن تكون جيدة، وسليمة، وخالية من العيوب التي تؤثر على جودة اللحم والشحم.
- الشرط الرابع: يجب أن تكون الأضحية قربة خالصة لله -عز وجل-، وإذا كانت الأضحية من الغنم فإنها تُجزئ عن أهل بيت واحد، ولا يُسمح بمشاركة أكثر من شخص فيها. بينما يحق الاشتراك في الأضحية من الإبل والبقر بين سبعة أشخاص كحد أقصى، أما الشاة فلابد أن تكون عن شخص واحد، لكن يجوز له أن يُشرك الآخرين في ثوابها.
حكم الأضحية
تباينت آراء الفقهاء بشأن حكم الأضحية كما يلي:
- الرأي الأول: يعتقد أبو بكر الصديق، وعمر بن الخطاب، وأكثر العلماء أن الأضحية سنة مؤكدة، وتكون واجبة على الشخص القادر.
- الرأي الثاني: ترى مجموعة من العلماء أن الأضحية واجبة، وقد اختلفت الآراء حول من تجب عليه. فقد قال ربيعة الرأي، والليث بن سعد، والأوزاعي، ومالك في قول مُسجل عنه إن الأضحية واجبة على المقيم والمسافر القادر، ما عدا الحاج في منى، حيث لا تجب عليه بل يُشرع له الهدي.
أما الإمام أبو حنيفة -رحمه الله- فقد أشار إلى أن الأضحية واجبة على المقيم القادر، في حالة أن المعسر هو الشخص الذي لا يقدر. وهذا يتوافق مع قول زفر والحسن، ورواية عن أبي يوسف ومحمد. وقد اختار شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- القول بوجوب الأضحية.
تُعتبر الأضحية من العبادات التي أُقيمت في كتاب الله وسنة نبيه محمد -صلى الله عليه وسلم-. فورد في كتاب الله -عز وجل- قوله: (فصل لربك وانحر)، بينما تؤكد السنة مشروعية الأضحية من خلال أقوال النبي -صلى الله عليه وسلم- وأفعاله، وقد نقل الإجماع حول ذلك عن عدد من العلماء.