تتضمن المقالة الحالية آيات إبطال السحر الأربعة بشكل كامل، بالإضافة إلى استفسار حول حقيقة السحر من منظور علمي. هل يمكن اعتبار السحر كما هو موجود كعلم حقيقي؟ ما هي الأدلة التي تدعم وجوده وما هي تفسيرات العلماء حول هذا الموضوع؟ وما هو موقف الدين من السحر؟
كما نسعى إلى تقديم آيات إبطال السحر الأربعة مكتوبة بالكامل، متمنين من الله العلي القدير أن تحظى هذه المقالة بتقديركم.
تعريف السحر
السحر هو مصطلح شامل يستخدم لوصف مجموعة من الفعاليات التي تؤدي لتغيير حالة شيء أو شخص ما.
هذا التغيير يتم دون انتهاك القوانين الطبيعية أو الفيزيائية المعروفة.
يعتقد بعض الأفراد أن هذا النوع من التغيير قد يتجاوز القوانين الفيزيائية والطبيعة.
توجد في كثير من الأحيان خلطات بين مصطلحات السحر، وخفة اليد، والشعوذة، حيث تُستخدم جميع هذه الألفاظ كمترادفات رغم اختلاف معانيها.
تقنيّات السحر والشعوذة قد تطورت مع مرور الزمن، حيث كانت تستخدم في بادئ الأمر لمعالجة الأمراض البسيطة، وكعلامة للتحصين من العين، وجلب المحبة.
غير أنه مع مرور الوقت، تطورت تلك الأعمال لتصل إلى التفرقة بين الزوجين، بالإضافة إلى استخدام الأسحار.
ثم تطور الأمر إلى أن بدأ بعض الدجالين في ادعاء قدرتهم على التواصل مع الجن.
زعم هؤلاء أيضًا أنهم قادرون على مساعدة الأفراد في كسب المال والتواصل مع ملوك الجن، وغير ذلك.
هل السحر حقيقة أم خرافة؟
السحر ليس مجرد خرافة، بل هو واقع من نوعٍ ما؛ إذ يُعد واقعًا تخيليًا يتعين التعرف عليه. يوجِّه ذلك الناس لفهم أن الأشياء لا تتخذ طبيعتها دون تأثير الإرادة.
وبذلك نستنتج أن السحر هو كيان موجود ولكنّه يُظهر في صورة حقيقة تخييلية، وهو ليس من الخرافات.
ما هو الجن وكيف خلقه الله تعالى؟
الجن هي أحد مخلوقات الله عز وجل، وُجدت لطاعته وعبادته. ويعيش الجن مع البشر ويتفاعلون معهم بشكل كبير. منحت الله الجن القدرة على رؤية البشر، بينما لا يمكن للبشر رؤية الجن.
وقد خلق الله الجن من مارجٍ من نار، وهو اللهيب الأسود شديد الحرارة.
هذا الخلق أسهم في إكساب هؤلاء المخلوقات خصائصَ فيزيائية ومادية تميزهم.
هل توجد أدلة في القرآن والسنة تؤكد وجود السحر والعين؟
عندما يُذكر السحر أو العين، يهيمن شعور بالخوف والقلق لدى البعض، رغم أن الله تعالى أكد أن كيد الساحر ضعيف كما هو الحال مع الشياطين، وسيبطل كيد المفسدين.
رغم الاختلاف الرائج حول السحر، إلا أن رأي جماهير أهل العلم والصحابة رضي الله عنهم هو أن السحر والعين يحملان حقيقة.
من الآيات الدالة على هذا الشأن، قوله تعالى: بسم الله الرحمن الرحيم “قَالَ أَلْقُوا ۖ فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ” صدق الله العظيم [الأعراف – 116].
وهذا يُظهر أن سحرة فرعون قدموا سحرًا عظيمًا، مما يدل على أن له حقيقة مثبتة في القرآن.
كما ورد في سورة البقرة: “فَلا تَكْفُرْ ۖ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ” صدق الله العظيم [البقرة – 102].
ويُعبر هذا عن حقيقة التفريق، كما جاء في قوله: “قَالَ بَلْ أَلْقُوا ۖ فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِم مِّن سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تسعى” صدق الله العظيم [طه – 66].
وورد في الحديث الشريف: أنه جاءني ملكان، فجلس أحدهما عند رأسي، والآخر عند رجلي، فقال: ما وجع الرجل؟ قال: لبيد بن الأعصم في مشط ومشاطة في جف طلعة نخلة ذكر في بئر ذي أروان” [روي في صحيح البخاري ومسلم].
ما هي العلامات التي تشير إلى أن شخصًا ما مسحور؟
هناك أربع علامات معروفة تشير إلى أن الفرد قد يكون مُسحورًا، وتشمل:
- صداع متكرر في الرأس.
- ألم في أسفل البطن والمفاصل.
- ضيق وصعوبة في التنفس.
- رؤية خيالات من القطط والفئران.
ما هي آيات إبطال السحر؟
بسم الله الرحمن الرحيم
“قَالُوا يَا موسى إِمَّا أَن تُلْقِيَ وَإِمَّا أَن نَّكُونَ نَحْنُ الْمُلْقِينَ (115)، أَلْقُوا ۖ فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ (116) ۞ وَأَوْحَيْنَا إلى موسى أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ ۖ.”
“وَقد أُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ (120) قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ (121) رَبِّ موسى وَهَارُونَ (122)” صدق الله العظيم [الأعراف].
“فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً موسى (67) قُلْنَا لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنتَ الأعلى (68) وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا ۖ إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ ۖ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أتى (69)” صدق الله العظيم [طه].