في هذا المقال، سنستعرض بعض الآيات القرآنية التي تتناول موضوعي الظلم والصبر، بالإضافة إلى كيفية تطبيق هذه الدروس في حياتنا اليومية. فكل منا قد شهد تجربة الظلم في مرحلة ما من حياته.
غالباً ما يكون من التحدي الكبير أن يتحمل الإنسان الظلم الذي يتعرض له، حيث يميل إلى التفكير في الانتقام من الظالم. ولكن الله سبحانه وتعالى يأمرنا بالصبر على الابتلاءات، إذ أن الظلم يعد أحد أشكال الابتلاء من الله عز وجل.
آيات قرآنية تتعلق بالظلم
تحتوي آيات القرآن الكريم على معاني عميقة ترتبط بكافة جوانب حياة الإنسان، حيث تفسر المشاعر الإنسانية وما يمكن تحقيقه بفضل الله حتى في حالات الظلم. نقدم فيما يلي الآيات القرآنية المتعلقة بالظلم والصبر:
- سورة آل عمران: “مَثَل مَا ينفقونَ في هذه الحياة الدنيا كمثل ريح فيها صرّ أصابت حرث قومٍ ظلموا أنفسهم فأهلكتْه، وما ظلمهم الله، ولكن أنفسهم يظلمون.”
- سورة الأنعام: “وَمَنْ أظلم ممن افترى على الله كذبا أو كذّب بآياته إنّه لا يفلح الظالمون.”
- سورة النساء: “إن الذين كفروا وظلموا لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم طريقا.”
- سورة يونس: “إن الله لا يظلم الناس شيئا، ولكن الناس أنفسهم يظلمون.”
- سورة آل عمران: “يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون.”
- سورة البقرة: “ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها، أولئك ما كان لهم أن يدخلوا إلا خائفيين، لهم في الدنيا خزي ولهم في الآخرة عذاب عظيم.”
- سورة الأنعام: “ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو قال أوحي إلي ولم يوح إلي شيء، ومن قال سأُنزل مثل ما أنزل الله، ولَو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت والملائكة باسطو أيديهم أخرجوا أنفسكم، اليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تقولون على الله غير الحق وكنتم عن آياته تستكبرون.”
- سورة الروم: “أو لم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم، كانوا أشد منهم قوة وأثاروا الأرض وعمروها أكثر مما عمروها، وجاءتهم رسلهم بالبينات، فما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون.”
- سورة العنكبوت: “فكلًا أخذنا بذنبه، فمنهم من أرسلنا عليه حاصبًا، ومنهم من أخذته الصيحة، ومنهم من خسفنا به الأرض، ومنهم من أغرقنا، وما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون.”
أنواع الظلم
تتعدد أنواع الظلم، وأبرزها ظلم شخص لآخر. ولكن هناك أشكال أخرى من الظلم التي استخرجناها من تفسير الآيات المتعلّقة بالظلم، ومنها:
- شرك بالله يعدّ نوعًا من الظلم، حيث يظلم العبد نفسه بحرمانها من نعمة الإيمان.
- ظلم الفرد لنفسه هو من أخطر أنواع الظلم، إذ يُجهل العبد بوقوع الظلم، وينقلب عليه الأمر في الآخرة.
- النقص في المكاييل يُعتبر من الظلم الذي يقع بين البشر.
- النميمة والغيبة تمثل ظلمات تضر بالخلق.
- أخذ مال الآخرين من دون وجه حق يعدّ من صور الظلم، وذلك مثل بيع شخص لأكثر من شخص في نفس الوقت أو ذكر شيء مكروه عن شخص آخر.
العواقب الجانبية للظلم
يحذر الإسلام بشدة من الظلم، سواء كان تجاه الآخرين أو للنفس. الظلم كمرض سرطاني يؤدي لانتشار العديد من السلبيات في المجتمع. إليكم بعض عواقبه:
- زيادة غضب الله على الظالم.
- زيادة ذنوب الظالم وأخذ المظلوم من حسناته.
- الوعيد بعذاب الظالم وفقدان الجنة.
- جلب الخراب للعمران عبر الظلم.
- تدمير الأسر والمجتمعات بسبب الظلم.
- عدم الحصول على شفاعة الرسول يوم القيامة.
- ذلّ الظالم في الدنيا وصغره عند الحساب في الآخرة.
- فقدان النعمة وظهور أمراض مجتمعية.
فوائد الصبر في الإسلام
للصبر فوائد عدة تعود بالنفع على الشخص المظلوم. فيما يلي بعض هذه الفوائد مستندة إلى القرآن الكريم:
- يساعد الصبر على تحمل صدمات الحياة ويخفف من أثرها السلبي.
- يحصل الصابر على ثواب عظيم في الآخرة.
- يزيد الطمأنينة والشعور بالرضا.
- يوفر حماية من الرذائل.
- يستحق معية الله وعونه.
- الصبر يطهر النفس من الذنوب.
- يجنب الشخص التعرض لكيد الآخرين.
- الصبر يعتبر وسيلة تعين العبد عند الشدائد.
- الصبر هو مفتاح الفلاح في الدنيا.
آيات قرآنية عن الصبر
- قال الله تعالى في سورة البقرة: {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ}.
- قال الله تعالى في سورة البقرة: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ}.
- قال الله تعالى في سورة البقرة: {وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ}.
- قال الله تعالى في سورة آل عمران: {بَلَى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُسَوِّمِينَ}.
- قال الله تعالى في سورة آل عمران: {أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ}.
- قال الله تعالى في سورة آل عمران: {وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ}.
- قال الله تعالى في سورة آل عمران: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}.
أحاديث نبوية عن الظلم
- عن النبي صلى الله عليه وسلم: (يا عبادي إنّي حرّمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرّماً، فلا تظالموا، يا عبادي كلكم ضالٌّ إلا من هديتُه، فاستهدوني أهدِكم…)
- قال صلى الله عليه وسلم: (اتقوا الظلم، فإن الظلم ظلمات يوم القيامة).
- في رواية أنس بن مالك: (اتقوا دعوة المظلوم، وإن كان كافراً، فإنه ليس دونها حجاب).
كيفية معالجة شعور الظلم
يمكن أن يكون شعور الظلم مزعجاً وصعباً. ولكن توجد استراتيجيات للتعامل معه بشكل فعال. إليكم بعض النصائح التي تساعدك في تخفيف شعور الظلم:
- التفكر والتأمل:
- حاول فهم الأسباب التي تجعلك تشعر بالظلم. التفكير في الموقف وتقييمه بموضوعية قد يساعدك في تهدئة مشاعرك.
- الاستعانة بالدعاء:
- اللجوء إلى الله بالدعاء يمكن أن يخفف من مشاعر الظلم. استخدم أدعية مثل “اللهم عوضني خيرًا مما فقدت”.
- التحدث مع شخص موثوق:
- مشاركة مشاعرك مع شخص تثق به يمكن أن توفر لك الدعم وتخفف الضغط العاطفي.
- ممارسة الأنشطة الإيجابية:
- انغمس في الهوايات أو الأنشطة التي تجلب لك السعادة، مثل القراءة أو ممارسة الرياضة.
- التأمل في القيم والمبادئ:
- تذكر أن الحياة مليئة بالتحديات وأن الصبر والإيمان قد يساعدانك في تخفيف شعور الظلم.