تتغير القلوب، وقد تتحول مشاعر الحب إلى كراهية وفراق. ومن المُمكن تعزيز المحبة بين الزوجين من خلال تلاوة بعض الآيات القرآنية وتأمل معانيها والعمل بما أمر الله بها، مما يساهم في علاج تقلبات المشاعر.
كما يُمكن هذه الآيات أن تساهم في شفاء الجروح الروحية التي قد تحدث بين الزوجين، واستعادة الحميمية بين القلوب، وإعادة الحياة الزوجية إلى استقرارها كما كانت في بداية الزواج.
أسباب التنافر بين الزوجين
يتخذ الرجل قرار الزواج عندما يشعر بميل القلب تجاه الفتاة، وهكذا الحال بالنسبة للفتاة. كما تكون الحياة الزوجية في البداية مليئة بالحب نتيجة مراعاة كل طرف لاحتياجات الآخر. إلا أن هناك عدة عوامل قد تؤثر على مشاعر المحبة:
- الحسد: يُعتبر الحسد من الأمور المذكورة في الآيات، حيث يمكن أن يصاب به كل إنسان يمتلك نعمة من نعم الله مثل نعمة الزواج.
- قد يتعرض الزوجان للحسد نتيجة نشر صور أو كلمات حب على وسائل التواصل.
- أو بسبب مشاركة الأمور السعيدة التي تحدث بينهما مع الآخرين من الأقارب والزملاء.
- السحر: ذُكر السحر أيضًا في القرآن، حيث يمكن أن يقوم به شخص يمتلك حقدًا دفينًا تجاه الزوج أو الزوجة.
- كذلك يمكن أن يحدث بسبب عدم قدرته على الفوز بقلب الزوجة.
- المعصية: تُعتبر المعاصي سببًا لجلب الهموم إلى حياة الإنسان.
- كما قد تكون سببًا في تقلب المشاعر وتحولها من حب إلى كراهية.
- ضغط المسؤوليات: قد تكون بدايات الزواج سهلة، حيث تكون الفتاة مسؤولة فقط عن تلبية احتياجات الزوج.
- بينما يكون الرجل في حالة تمكن من تحمل نفقات الزوجة ونفقاته الشخصية.
- لكن بعد فترة، ومع حدوث حمل وولادة، تزيد المسؤوليات على الطرفين.
- التدخل من الآخرين في العلاقة الزوجية: بعض الأزواج لا يتمتعون بالخصوصية الكافية التي تحافظ على سريتها.
- حيث قد يتدخل أهالي الزوج أو الزوجة في علاقتهم.
- وهذا يمكن أن يؤدي إلى نزاعات بشأن أمور تافهة لا تستحق الجدل.
- العصبية: فإن الزوج العصبي أو الزوجة العصبية قد تفشل علاقتهما.
- ففي حال تحمّل الشريك بعض السلوكيات نتيجة العصبية قبل الزواج، فإنه قد لا يستطيع تحملها بعد زيادة الضغوط والمسؤوليات بعد الزواج.
آيات قرآنية لتعزيز المحبة بين الزوجين
الله هو خالق القلوب ومتحكم بها، فيقلبها كما يشاء. لذلك من الضروري الاستعانة بالله لاستعادة الألفة والمحبة، وتنفيذ أوامره المساعدة في ذلك، كما هو مذكور في الآيات التالية:
- التقرب من الله من خلال الطاعات، فإنها تجلب المحبة وتعززها بين الزوجين، كما يظهر في الآية من سورة مريم: “إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدّاً”، وأيضًا في الآية من سورة طه: “وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِّنِّي”.
- اليقين بأن الله هو النافع الذي يُلهم الحب والمودة في القلوب، والتضرع له بالدعاء بشكر هذه النعمة، وهو ما يتضح في الآية من سورة الأنفال: “وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مَّا أَلَّفَتْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَـكِنَّ اللّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ”، وأيضًا في سورة آل عمران: “وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ”.
- السعي لعمل الخير من خلال الصدقات، ومساعدة الآخرين، حيث أن ذلك يساهم في استمرار المحبة وزيادة الرزق وإصلاح عيوب الزوجين، كما يتضح في الآية من سورة الأنبياء: “فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَىٰ وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ ۚ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا ۖ وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ”.
- التغاضي عن أخطاء الشريك وفهم أن لكل إنسان عيوبًا، مما يزيد من المحبة بين الزوجين، كما يتضح في الآية من سورة فصلت: “وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ”.
نصائح لزيادة الحب بين الزوجين
يجب فهم المفاهيم المرتبطة بكسب المحبة الواردة في آيات القرآن، وتحصين النفس والمنزل من تأثيرات الحسد أو السحر، وتقديم الإحسان في معاملة الشريك، من خلال ما يلي:
- تحصين العلاقة من الحسد: يجب الاستمرار في تلاوة آيات القرآن، وخاصة المعوذتين والفاتحة.
- بالإضافة إلى آية الكرسي، وينبغي عدم نشر أخبار العلاقة على وسائل التواصل.
- كما يجب تجنب جعل الأخبار عن العلاقة هي محور الحديث في الاجتماعات العائلية أو مع الزملاء.
- تحصين العلاقة من السحر: ينبغي تشغيل سورة البقرة في المنزل باستمرار، مع الحرص على عدم مرور ثلاثة أيام دون تشغيلها.
- يمكن كذلك تلاوتها في جلسة مشتركة بين الزوجين، حيث يقرأ كل منهما جزءًا منها.
- ثم يتضرعان إلى الله بالدعاء وشكره على نعمة المودة.
- التوبة من المعاصي: يجب التوبة فور ارتكاب أي معصية سواء بالقول أو الفعل.
- وذلك من خلال الاستغفار وأداء ركعتين للتوبة من الذنوب، بالإضافة إلى التصدق بالمال أو العلم أو الملابس لإطفاء غضب الله.
- تقديم المدح الشريط عن الواجبات والمسؤوليات: يُعتبر المدح وسيلة فعالة لتليين القلوب.
- وعلى الرغم من أن هذه الواجبات مفروغ منها، يجعل المدح على إنجازاتها الشريك متحمسًا لمواصلتها بحب دون ضغط.
- حماية خصوصية العلاقة: يجب احترام كل طرف لعائلة الآخر، لكن يجب وضع حدود تمنع أي شخص كان من تجاوز حدود الخصوصية.
- حفاظًا على الوئام والمحمودية بين الزوجين.
- الترفق في المعاملة: يجب على كل طرف أن يدرك عيوب وزلات شريكه.
- لذا، ينبغي تعزيز جلسات التفاهم لتصفية الأجواء من حين لآخر.
- واختيار سلوكيات تجعل الشريك مرتاحًا ولا تُبرز عيوبه.
أدعية لزيادة الحب بين الزوجين
يُعتبر الدعاء وسيلة فعالة لتحقيق ما يحتاجه الزوجان ويرغبان في تحقيقه، وتشمل هذه الجهود تحقيق علاقة زوجية ناجحة تدوم فيها مشاعر الحب، ويمكن الدعاء بالصيغ التالية:
- اللهم اجعل زوجي/زوجتي حبيبة قلبي وقرّة عيني، واسكب محبتي في قلبها، وارزقني خيرها.
- واحمني برحمتك من شرها كما سخر الحوت لنبينا يونس، وكما سخرت النار لنبينا إبراهيم.
- اللهم استر زلاتي وعيوبي عن أنظار زوجي وعائلته، وأظهر جميع محاسني وخصالي الجيدة.
- واستر زلاته وعيوبه عن أنظاري، وأظهر أحسن سلوكياته أمامي.
- اللهم بارك الود والمحبة بين قلوبنا، وارزقنا الألفة.
- واصرف عنا شرور أنفسنا وشرور الآخرين الذين يكرهون لنا الخير.
- اللهم صُرف نظر زوجي عن سيدات العالم كما صرفت يوسف عن النساء.
- واحفظه من فتنة الزنا واجعل قلبه وجسده لي وحدي.
- اللهم اجعل زوجي سكن وأمان لي، واجعلني سكن وأمان له، اللهم اجعلني أجمل نساء العالم في نظره.
- واجعله أفضل رجال الكون في نظري، اللهم احفظنا من فتنة الفراق.
- اللهم إني أسألك الهداية والتوفيق في علاقتنا، وأعوذ بك من كل ما يعكر صفو العلاقة ويؤدي إلى الفراق.
- وأستعين بك على واجباتي ومسؤولياتي، وأسألك أن تعين زوجي على واجباته.
- اللهم أصلح لي عيوب زوجي، وأصلح لي عيوبي التي تثير غضبه.
- واجعل غضبه على تصرفاتي برداً وسلامًا، واجعل غضبي عليه هدوءً وسلامًا.
آيات عن المحبة بين الزوجين
- في الإسلام، تعتبر العلاقة الزوجية من أسمى العلاقات البشرية، وقد خصص القرآن الكريم أهمية كبيرة لتأسيس هذه العلاقة على قواعد من المودة والرحمة.
- يظهر القرآن الكريم أن الزواج ليس مجرد عقد قانوني، بل هو ميثاق غليظ يجمع بين قلبين بناءً على المحبة والاحترام المتبادل.
وفي ما يلي بعض الآيات التي تعبر عن المحبة بين الزوجين:
- (هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ). “سورة البقرة، آية: 187”.
- (وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَـذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ). “سورة البقرة، آية: 35”.
- (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّـهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّـهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا). “سورة النساء، آية: 1”.
- (وَهُوَ الَّذي مَدَّ الأَرضَ وَجَعَلَ فيها رَواسِيَ وَأَنهارًا وَمِن كُلِّ الثَّمَراتِ جَعَلَ فيها زَوجَينِ اثنَينِ يُغشِي اللَّيلَ النَّهارَ إِنَّ في ذلِكَ لَآياتٍ لِقَومٍ يَتَفَكَّرونَ). “سورة الرعد، آية: 3”.
- (فَقُلنا يا آدَمُ إِنَّ هـذا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوجِكَ فَلا يُخرِجَنَّكُما مِنَ الجَنَّةِ فَتَشقى). “سورة طه، آية: 117”.
- (فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ). “سورة الأنبياء، آية: 90”.