يعد بر الوالدين من أسمى العبادات التي يسعى الفرد لتحقيقها للتقرب إلى الله، فالوالدان هما عماد الحياة ومصدر الأمان، وغالبًا ما تعجز الكلمات عن التعبير عن مكانتهما العظيمة. لذا، كي نعبر لهما عن امتناننا وشكرنا على جميل أفعالهما، سنقدم عبر موقعنا آيات قرآنية تتعلق ببر الوالدين، مناسبة للإذاعة المدرسية. إليكم خمس آيات قرآنية تتناول هذا الموضوع بأسلوب يتناسب مع طلاب المرحلة الابتدائية:
مقدمة إذاعية مدرسية حول بر الوالدين
نحمد الله ونستعينه ونستغفره، ونعجز عن حصر ثنائه كما أثنى على نفسه، ورضينا بالله ربًا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد -صلى الله عليه وسلم- نبياً ورسولاً. ونشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا عبده ورسوله. أما بعد:
أحبائي الطلبة والمعلمين الأعزاء، نقدم في إذاعتنا لهذا اليوم موضوع بر الوالدين، فهما المنجبان والمربيان، وهما أول من نستقبلهم عند قدومنا إلى هذه الحياة، وأول معلمين لنا.
ما هو بر الوالدين، وكيف يمكن للمرء أن يبر والديه؟ هل تناول القرآن الكريم أو تحدث الرسول صلى الله عليه وسلم عن ذلك؟ كل هذه الأسئلة سنجيب عنها في الفقرات القادمة، ونسعى لإضافة معرفة جديدة لكم.
آيات قرآنية تتحدث عن بر الوالدين
في أول فقرات إذاعتنا، سنستعرض آيات من القرآن الكريم تتحدث عن بر الوالدين وفضل ذلك، وسنقرأ بعض الآيات الكريمة التي أفاد بها الطالب -اسم الطالب- من القرآن، والتي تتعلق ببر الوالدين والإحسان إليهما. دعونا نستمع إلى الآيات، لنبدأ بآيات من سورة الأنعام:
- {قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ ۖ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ۖ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۖ وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِّنْ إِمْلَاقٍ ۖ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ ۖ وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ ۖ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ۚ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ}.
- {وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا}.
- {وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَىٰ وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ * وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ}.
- {وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا ۖ وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا ۚ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ}.
- {وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا ۖ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا ۖ وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا ۚ حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي ۖ إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ}.
أحاديث شريفة حول بر الوالدين
بعد انتهائنا من تلاوة الآيات، ننتقل الآن إلى الفقرة الثانية من الإذاعة والتي تتحدث عن الأحاديث النبوية المتعلقة ببر الوالدين. سنستمع إلى ما جاء في الأحاديث عن توصيات الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم- بشأن بر الوالدين وإحسان العشرة لهما. وهذه بعض الأحاديث التي جمعناها لكم:
- “عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: سَأَلْتُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أيُّ العَمَلِ أحَبُّ إلى اللَّهِ؟ قالَ: الصَّلاةُ عَلَى وقْتِها، قالَ: ثُمَّ أيٌّ؟ قالَ: ثُمَّ برُّ الوالِدَيْنِ، قالَ: ثُمَّ أيٌّ؟ قالَ: الجِهادُ في سَبيلِ اللَّهِ، قالَ: حدَّثَني بهِنَّ، ولَوِ اسْتَزَدْتُهُ لَزادَنِي”.
- “عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه قال: أَقْبَلَ رَجُلٌ إلى نَبِيِّ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وَسَلَّمَ فَقالَ: أُبَايِعُكَ علَى الهِجْرَةِ وَالْجِهَادِ، أَبْتَغِي الأجْرَ مِنَ اللهِ، قالَ: فَهلْ مِن وَالِدَيْكَ أَحَدٌ حَيٌّ؟ قالَ: نَعَمْ، بَلْ كِلَاهُمَا، قالَ: فَتَبْتَغِي الأجْرَ مِنَ اللهِ؟ قالَ: نَعَمْ، قالَ: فَارْجِعْ إلى وَالِدَيْكَ فأحْسِنْ صُحْبَتَهُمَا”.
- “عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه، عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- قال: رِضا الربِّ تبارك وتعالى في رِضا الوالدَينِ، وسَخطُ اللهِ تبارك وتعالى في سَخطِ الوالدَينِ”.
حكم حول بر الوالدين
الآن، نقدم بعض الحكم المتعلقة ببر الوالدين، والتي قالها الحكماء وذوو التجارب، وهذه بعض الأقول التي تعكس قيمة هذه العبادة:
- قال كعب الأحبار رحمه الله: إن الله ليعجل هلاك العبد إذا كان عاقًا لوالديه، ليعجل له العذاب.
- تقول ليلى الجهني عن الأمومة: الأمومة فردوس هش، لأن عقوق الابن قد يجعله ندمًا، ومرض الابن قد يجعله عذابًا، وموت الابن سيحيله جحيمًا.
- قال بعض الحكماء: لا تصادق عاقًا فإنه لن يبرك وقد عق من هو أوجب حقًا منك عليه.
- الأب والأم بابان مفتوحان للجنة، فأحسن إليهما لتدخل يوم القيامة من أي باب تشاء، فإن عققت والديك أغلق هذان البابان، وفتحت لك أبواب جهنم.
إن الوالدين نعمتان جليلتان من الله لا يمكن تعويضهما بأي ثمن، لذا يجب طاعتهما والإحسان إليهما لننعم بحياة هنيئة ورضا من الله. فعدم الطاعة لهما يعد سخطًا وكفرًا وخروجًا من رحمة الله سبحانه وتعالى.