الحسن بن الهيثم
يُعتبر الحسن بن الهيثم واحدًا من أعظم العلماء العرب في القرن العاشر الميلادي. وُلِد في البصرة ثم انتقل إلى مصر، حيث قام بدراسة علم البصريات، مُحدثًا فيها طفرةً كبيرة. وقد أثبت من خلال أبحاثه أن رؤية العين تتم نتيجة انعكاس الضوء من الأجسام إليها، مما يُخالف النظرية التي قدمها كل من إقليدس وبطليموس، واللذان اعتقدا بأن الشعاع ينطلق من العين نحو الأجسام. عُرف ابن الهيثم أيضًا بأنه كان أول من قام بدراسة العين بشكل مُفصّل، حيث وضّح تشريحها وأجزائها ورسمها بدقة.
قام ابن الهيثم بتسهيل تطوير اختراع آلة التصوير بعد أن أجرى مجموعة من التجارب باستخدام “البيت المظلم” أو آلة الثقب. كما وضّح قوانين الانكسار والانحراف الضوئي. باختصار، قام ابن الهيثم بدراسة علم الضوء بطريقة مبتكرة لم يسبقه إليها أحد من قبل. كذلك، ساهم في مجالات أخرى كعلم الفلك، حيث ترك خلفه أكثر من عشرين رسالة في هذا المجال.
الرازي
وُلِد أبو بكر الرازي في مدينة الري في بلاد فارس عام 854م، واسمه الكامل هو محمد بن زكريا الرازي. يُعتبر الرازي واحدًا من أبرز الكيميائيين والفلاسفة المسلمين، وقد عُرف كأحد أشهر الأطباء في التاريخ الإسلامي. أكمل تعليمه في بغداد، وله العديد من المؤلفات باللغة العربية. من بين كتبه الطبية الشهيرة “كتاب المنصوري” الذي أعده لحاكم الري منصور بن إسحق، و”كتاب الحاوي” الذي تضمن معلومات طبية يونانية وهندية، بالإضافة إلى معلومات طبية أخرى تُعرف في ذلك الوقت بين العرب، حيث أضاف إلى هذه المعلومات حكمته وخبراته الشخصية.
جابر بن حيان
وُلِد جابر بن حيان في مدينة طوس، ثم استقر في بغداد خلال فترة الحكم العباسي. اسمه الكامل هو أبوموسى جابر بن حيان بن عبدالله الأزدي. يُلقب بجابر كأب للكيمياء التجريبية، ويُعتبر أحد رواد هذا العلم، حيث أبدع في استخلاص المعلومات الكيميائية عن طريق التجارب والاستنتاج العلمي، مما ساهم في نقله من مراحل بدائية إلى مراحل متقدمة غنية بالمعرفة. كما وضع أسس تحضير المواد الكيميائية.
من بين إنجازاته في هذا المجال تحضير حمض الكبريتيك، أكسيد الزئبق، ماء الفضة (حمض النتريك)، وحمض الكلوريدريك، بالإضافة إلى اكتشاف الصودا الكاوية، واستخرج نترات الفضة وحمض النتروهيدروكلوريك، وغيرها من المواد. لقد كان أيضًا الأول في استخدام الأوزان الدقيقة والميزان الحساس. ومن أهم مؤلفاته “كتاب السموم ودفع مضارها”، “كتاب الخواص الكبير”، “كتاب الموازين”، و”كتاب التدابير”، بالإضافة إلى العديد من الأعمال الأخرى.