أبرز مؤلفات ابن النفيس
لقد نشأ ابن النفيس في بيئة علمية متخصصة، حيث تلقى التعليم على يد أبرز الأطباء في دمشق خلال عصره. واستمر في السعي وراء المعرفة حتى حقق مكانة بارزة ومهيمنة بين العلماء والأطباء. وينظر إليه كواحد من الشخصيات البارزة في تاريخ الطب العربي. وقد ترك العديد من المؤلفات القيمة في هذا المجال، وفيما يلي نبذة مختصرة عن بعض منها:
كتاب الموجز في الطب
يعد “الموجز في الطب” من الكتابات المعروفة في حقل الطب، حيث يضم حوالي (311) صفحة تناول فيها ابن النفيس العديد من القوانين والمبادئ الطبية، بالإضافة إلى استعراضه لمجموعة من الوصفات العلاجية وتشخيص مختلف الأمراض. وأبرز ابن النفيس في هذا الكتاب النصائح التي تسهم في الوقاية من الأمراض المتنوعة.
كتاب المختار من الأغذية
في “المختار من الأغذية”، الذي يتكون من (96) صفحة، يستعرض ابن النفيس التراث الطبي العربي وتطور استخدام الغذاء كوسيلة للشفاء عبر العصور. كما يحدد أنواع الأغذية المثلى لعلاج الأمراض المختلفة، بالإضافة إلى تقديمه لبعض الأساليب التي تساعد في التنحيف وأخرى لاكتساب الوزن.
شرح تشريح القانون
يُعتبر “شرح تشريح القانون” من المؤلفات الهامة لابن النفيس، حيث قام بشرح آراءه وملاحظاته حول ما ورد في كتاب “تشريح القانون” لابن سينا. وأتاحت له هذه الدراسة اكتشافات طبية قيمة، من بينها أن عضلات القلب تعتمد على الأوعية الدموية للحصول على غذائها وليس على الدم المحيط بها، بالإضافة إلى اكتشاف الدورة الدموية في الرئة.
شرح فصول أبقراط
يُعَدّ “شرح فصول أبقراط” أيضاً مدخلاً مهماً في المعرفة الطبية، حيث يتناول فيه ابن النفيس حياة الطبيب اليوناني “أبقراط” ويقوم بتوضيح فصوله الأكثر تأثيراً في مجاله.
كتاب الشامل في الطب
يعتبر “الشامل في الطب” كتاباً موسوعياً يتكون من 300 مجلد، وقد أكمل ابن النفيس 18 مجلداً فقط. يُحتفظ بهذا الكتاب في متحف الآثار العامة في بغداد، وكذلك في مكتبات متنوعة في عدد من الدول.
الرسالة الكاملية
تتناول “الرسالة الكاملية” سيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وكتبها ابن النفيس بغرض نقد رسالة ابن سينا المعنونة بـ “حي بن يقظان”. وفقًا لبعض المؤرخين، جاء الكتاب ليدافع عن الآراء الإسلامية في النبوة والشرائع.
مؤلفات أخرى
لدى ابن النفيس مؤلفات أخرى عديدة تشمل: “طريق الفصاحة في النحو”، و”المهذب في الكحل المجرب” (كتاب حول طب العيون)، و”المختصر في أصول علم الحديث النبوي”، و”رسالة الأعضاء”، و”بغية الطالبين”، وغيرها من الأعمال القيمة.
من هو ابن النفيس
ابن النفيس هو الشيخ الطبيب علاء الدين علي بن أبي الحزم القرشي المعروف باسم “ابن النفيس الحكيم”. وُلد في سنة (607) هـ في دمشق حيث أمضى الجزء الأكبر من حياته وتعلم الطب، ثم انتقل إلى مصر في سن الثلاثين. استقر في القاهرة وعمل كطبيب في أرقى المستشفيات ليصبح لاحقاً مديراً لها، وذاع صيته كطبيب بارع. وقد أثر عصره وبيئته بشكل ملحوظ على شخصيته.
صفات ابن النفيس
تميز ابن النفيس بمجموعة من الصفات التي ساهمت في شهرته بين أقرانه، ومن أبرزها:
- سعة علمه وعمق معرفته.
- تخصصه في العلوم الفلسفية.
- وضوح ذهنه وإحاطته بالعلوم العقلية.
ابن النفيس واكتشاف الدورة الدموية
يُعتبر ابن النفيس رائد اكتشاف الدورة الدموية في القلب والرئتين، حيث قدّم توصيفًا علميًا دقيقًا لها منذ القرن الثالث عشر الميلادي. ورغم الشكوك التي انتابت العلماء في البداية حول هذا الاكتشاف، إلا أنهم لم يلبثوا حتى تأكدوا من صحته ليصبح حقيقة علمية معترف بها.