المسجد الحرام وأهميته في الإسلام
يعتبر المسجد الحرام أول مسجد أُقيم على وجه الأرض، وهو المكان الأكثر تميزاً بين المساجد. فقد أكد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن الصلاة فيه تفضل غيرها، حيث قال: (صلاةٌ في المسجدِ الحرامِ أفضلُ من مائةِ صلاةٍ في مسجدي). كما نقل جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أن الصلاة في المسجد الحرام تفوق الصلاة في أي مسجد آخر، حيث قال: (صلاةٌ في مسجِدي أفضلُ من ألفِ صلاةٍ فيما سواهُ إلَّا المسجدَ الحرامَ وصلاةٌ في المسجدِ الحرامِ أفضلُ من مائةِ ألفِ صلاةٍ فيما سواهُ). وبذلك، تعادل صلاة واحدة في هذا المسجد ما يقارب خمسٍ وخمسين عاماً وستة أشهر وعشرين ليلة.
يشجع الإسلام المسلمين على السفر لزيارة المسجد الحرام، وهو ما ورد في حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (لَا تُشَدُّ الرِّحَالُ إلَّا إلى ثَلَاثَةِ مَسَاجِدَ: المَسْجِدِ الحَرَامِ، ومَسْجِدِ الرَّسُولِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ومَسْجِدِ الأَقْصَى). عند الإشارة إلى المسجد الحرام، يمكن أن تعني المسجد وحده، أو الحرم بأسره، أو حتى مدينة مكة. وتكتسب هذه البقعة شرفاً إضافياً إذ تُقام فيها فريضة الحج.
المسجد النبوي وأهميته في الإسلام
في قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (صلاةٌ في مسجدي هذا أفضلُ من ألفِ صلاةٍ فيما سواهُ من المساجدِ إلا المسجدَ الحرامَ)، نجد أن الصلاة في المسجد النبوي تعادل ألف صلاة في أي مسجد آخر باستثناء المسجد الحرام. المسجد النبوي هو ما أُسس على تقوى الله، ولا تُؤدى فيه مناسك الحج أو العمرة، وزيارته تظل سُنّة في كل أوقات السنة. يحتضن المسجد قبر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى جانب أبي بكر الصديق -رضي الله عنه-، وعمر بن الخطاب -رضي الله عنه-.
عند دخول المسلم للمسجد النبوي، يستحب أن يُصلي ركعتين تحية للمسجد ثم يسلم على النبي -صلى الله عليه وسلم- وصحبه. وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة، ومنبري على حوضي). وفي حديثه عن السلام عليه، ذكر النبي -صلى الله عليه وسلم-: (ما مِن أحدٍ يسلِّمُ عليَّ إلا ردَّ اللهُ عليَّ روحي حتَّى أردَّ عليهِ السَّلامَ)، وهو أحد المساجد التي يجب السفر إليهم كما جاء في الحديث الشريف.
المسجد الأقصى وأهميته في الإسلام
يُعرف المسجد الأقصى أيضاً ببيت المقدس، وتوجد عدة تفسيرات حول سبب تسميته بالأقصى، ومنها:
- بسبب موقعه البعيد عن الكعبة.
- لأنه لم يكن هناك مسجد آخر بعده عند بنائه.
- لخلوه من الأذى والقذارة.
له أسماء أخرى، مثل: إيلياء، وكورة، وبيت إيل، والقدس، الذي يشير إلى الطهارة والقداسة. وقد روى عبد الله بن عمرو -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (إن سليمان بن داود لمّا بنى بيت المقدس سأل الله -عز وجل- ثلاثاً، فأوتي كل ما سأل). يعتبر المسجد الأقصى ثاني مسجد بُنِيَ في الأرض بعد المسجد الحرام، فقد ورد عن أبي ذر -رضي الله عنه- أنه سأل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أي مسجد وُضع أولاً، فكان المسجد الحرام، ثم المسجد الأقصى، وبينه وبين المسجد الحرام أربعون سنة، ويعتبر المسجد الأقصى من المساجد التي يُسافر إليها، والصلاة فيه تعادل خمسمائة صلاة.
كان المسلمون يتوجهون بالصلاة نحو المسجد الأقصى قبل تحويل القبلة إلى الكعبة، وهو أول قبلة للمسلمين. وبه تم الإسراء بالنبي -صلى الله عليه وسلم-، ومنه عُرج به إلى السماوات في ليلة الإسراء والمعراج، حيث قال -تعالى-: (سُبحانَ الَّذي أَسرى بِعَبدِهِ لَيلًا مِنَ المَسجِدِ الحَرامِ إِلَى المَسجِدِ الأَقصَى الَّذي بارَكنا حَولَهُ). هذه الآية توضح بركة أرض المسجد الأقصى بسبب الأنبياء المدفونين فيها وكثرة النباتات والمياه.
أهمية المسجد في الإسلام
تتمتع المساجد بدورٍ محوري في الإسلام ولها تأثير فائق على الأفراد والمجتمعات. المساجد تُعتبر من أفضل الأماكن على وجه الأرض، وفيما يلي توضيح لأهمية المساجد في الإسلام:
- نشر العلوم والمعرفة والثقافة، وتدريب النفوس على الأخلاق الحميدة.
- تشجيع المسلمين على التمسك بالتقوى والطهارة، حيث يُدخل الزائرون المساجد في حالة من الطهارة.
- مغفرة الذنوب وشهادة بالإيمان، والاستعداد لملاقاة الله -عز وجل-.
- تربية المجتمع تربية إيمانية سليمة ترتكز على المبادئ الإسلامية المستمدة من سيرة النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-.