جمهورية مصر العربية
تعد جمهورية مصر العربية (بالإنجليزية: Arab Republic of Egypt) دولة ذات طابع عربي تقع في الركن الشمالي الشرقي من قارة إفريقيا. تعتبر مصر رمزًا تاريخيًا للحضارات العالمية، حيث تُعد مهدًا لأقدم الحضارات البشرية، وهي الحضارة الفرعونية التي استمرت لأكثر من ثلاثة آلاف عام. بالإضافة إلى ذلك، شهدت مصر حضارات أخرى مثل الرومانية والإغريقية والبيزنطية. دخل الإسلام إلى مصر في عام 639 م، مما أضاف طابعًا إسلاميًا عريقًا لحضارتها.
يمتاز موقع مصر الجغرافي بأهميته الاستراتيجية، حيث يربط بين قارة إفريقيا وقارة آسيا. تطل مصر من الشمال على البحر الأبيض المتوسط، ومن الشرق على البحر الأحمر. تحدها من الشمال الشرقي قطاع غزة، ومن الجنوب دولة السودان، ومن الغرب الجمهورية الليبية. تبلغ المساحة الإجمالية لمصر نحو 1,001,450 كيلومتر مربع، ويتضمن نهر النيل، الذي يُعتبر أطول نهر في العالم. تُظهر الجغرافيا المصرية تنوعًا كبيرًا من النهر والبحر إلى الصحراء.
قطاع السياحة في مصر
يُعتبر قطاع السياحة في مصر أحد الأركان الرئيسية للاقتصاد الوطني، حيث يستقطب ملايين السياح سنويًا. وفقًا للإحصائيات لعام 2015، ساهم القطاع السياحي بمبلغ 112.1 مليار جنيه مصري (14,334,271,350 دولار أمريكي)، ما يُعادل 11.4% من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد. كما بلغت نسبة الاستثمارات السياحية في ذلك العام 2,158,144,050 دولار، مما يعني أن السياحة تُشكل 12.5% من إجمالي الاستثمارات. في نفس العام، وصل إنفاق السياح إلى 57.5 مليار جنيه مصري (3,173,741,250 دولار)، مما ساهم بنسبة 20.7% في الناتج المحلي الإجمالي. كما أسهم القطاع السياحي في توفير نحو 2,620,000 وظيفة، أي ما يعادل 10.5% من إجمالي القوى العاملة.
المعالم السياحية في مصر
تمتلك مصر مجموعة من المعالم الأثرية الفريدة والجذابة التي تجذب الزوار من جميع أنحاء العالم لدراسة تاريخ المنطقة. ومن أبرز هذه المعالم:
أهرامات الجيزة
تُعتبر أهرامات الجيزة (بالإنجليزية: Pyramids of Giza) من أشهر المعالم السياحية والتاريخية في مصر، وهي من أقدم الآثار التي لا تزال قائمة حتى اليوم. تتألف الأهرامات من ثلاثة أبنية رئيسية؛ هي هرم خوفو، وهرم خفرع، وهرم منقرع. يُعتبر هرم خوفو الأضخم، ويُعد أحد عجائب العالم السبع القديمة. يتميز الهرم بارتفاعه الملحوظ، حيث يصل ارتفاع كل جانب إلى 231 مترًا، ويُقدر وزن كل حجر من أحجاره بـ 2.5 طن، بينما يُقدر وزن الهرم بالكامل بـ 6 ملايين طن.
تقع الأهرامات غرب نهر النيل في منطقة الجيزة، وتُعتبر من المقابر الملكية الهامة، حيث تضم رفات الملوك الفراعنة الذين حكمو مصر. حتى الآن، تم اكتشاف أكثر من 100 هرم يعود تاريخها لفراعنة قدامى. بُنيت الأهرامات في الفترة بين 2055-1650 قبل الميلاد، واستمر بناء آخر هرم حتى 1550-1525 قبل الميلاد.
معبد أبو سمبل
يعد أبو سمبل (بالإنجليزية: Abu Simbel) موقعًا أثريًا يحتوي على معبدين: المعبد الكبير والمعبد الصغير، تم نحت كلاهما في الصخور. شُيدت هذه المعابد في عهد الملك رمسيس الثاني بين 1279-1213 قبل الميلاد، ويعود سبب بناءها للاحتفال بنصر رمسيس الثاني في معركة قادش. يُخصص المعبد الكبير للإله رع-حوراختي والإله بتاح، وكذلك للملك رمسيس الثاني، بينما بُني المعبد الصغير تكريمًا للإلهة حتحور وزوجته نيفرتيتي.
تقع المعابد بجوار نهر النيل في جنوب مصر وتشتهر بتماثيل ضخمة تجلس على مدخله، حيث تمثل رمسيس الثاني وأفراد عائلته. يبلُغ ارتفاع المعبد الكبير 30 مترًا وطوله 35 مترًا، بينما ارتفاع المعبد الصغير يبلغ 12 مترًا وطوله 28 مترًا.
وادي الملوك
يُسمى وادي الملوك (بالإنجليزية: The Valley of the Kings) أيضًا بوادي أبواب الملوك، وهو موقع يضم مقابر عدد من الفراعنة القدامى والنبلاء الأثرياء من الأسر الحاكمة الثامنة عشر والتاسعة عشر والعشرين. يشمل الوادي مقابر العديد من الفراعنة المشهورين مثل توت عنخ آمون، وسيتي الأول، ورمسيس الثاني، بالإضافة إلى عدد من الملكات. تمثل هذه المقابر تجهيزات للحياة الآخرة حيث تحتوي على جميع الأدوات التي قد يحتاجها الفراعنة.
يقع الوادي على الضفة الغربية لنهر النيل بجوار مدينة الأقصر.
معبد الكرنك
يمثل معبد الكرنك (بالإنجليزية: Karnak Temple) تجمعًا للمعابد والنقوش القديمة، ويعود تاريخه إلى عهد الملك رمسيس الثاني. كان هذا المكان مركزًا للعبادة ويحتوي على أربعة معابد رئيسية، أبرزها معبد الإله آمون. بالإضافة إلى المعابد، يضم الموقع عدة آثار قديمة ونقوش تاريخية لمعارك الفراعنة. يقع معبد الكرنك بالقرب من مدينة الأقصر في جنوب مصر.
معبد فيلة
يستقر معبد فيلة (بالإنجليزية: Philae Temple) في مدينة أسوان، وقد أُقيم تكريمًا للإلهة إيزيس بواسطة الفرعون بطليموس الثاني، ولكن استكمل البناء من قبل القادة الرومان. يروي المعبد قصة الإلهة إيزيس، رمز طقوس الجنازة وهبة الحياة. يُشار إليها غالبًا بعرش تحمله فوق رأسها. تحمل كلمة “Philae” معنى النهاية، مشيرة إلى الموقع الذي يتواجد في أقصى الجنوب المصري.
أبيدوس
أبيدوس (بالإنجليزية: Abydos) يعد من أقدم المواقع المقدسة في مصر، ويعتبر مركز عبادة الإله أوزيريس. كان يُعتقد أنه بوابة للعالم السفلي ومكانًا شعبيًا للحج والدفن. يضم الموقع معبد سيتي الأول، وهو من أشهر المعالم في المنطقة. بدأ الفرعون سيتي الأول ببناء المعبد وأتمه ابنه رمسيس الثاني. يزخر المعبد بنقوش تُظهر أسماء 76 ملكًا من الملوك قدامى مصر، مما يُعزز من شأنيته الروحية والتراثية. يقع المعبد في شمال مصر العليا.
الصحراء البيضاء
تعد الصحراء البيضاء من أكثر المعالم الطبيعية جمالًا و شهرة في صحراء مصر. تُعرف المنطقة بواحة الفرافرة (بالإنجليزية: Al Farafra Oasis) وتتميز بصخور مخروطية منحوتة بفعل عوامل التعرية. يتوجه الزوار إلى تلك الصحراء للتخييم والاستمتاع بالمشاهد الطبيعية الخلابة. يقع هذا الموقع في الشمال الشرقي من مصر، وقد كان سابقًا محاطًا بالمياه قبل أن يجف، ما نتج عنه تكون طبقات رسوبية بلون أبيض.
واحة سيوة
تشكل واحة سيوة (بالإنجليزية: Siwa Oasis) واحدة من أقدم المناطق التاريخية في مصر، حيث حازت على عدة ألقاب عبر العصور، كـ”سنتريا” من قبل العرب القدماء و”واحة جوبيتر-آمون” من قبل المصريين القدماء. يضم الموقع آثارًا لتجمعات سكنية. على الرغم من التقدم الحضاري، ما زالت سيوة محافظة على تقاليدها، حيث يتحدث السكان اللغة الأمازيغية ويحتفظون بالملابس التقليدية.
أبو الهول
يُعد أبو الهول (بالإنجليزية: The Great Sphinx of Giza) من أشهر المعالم السياحية في مصر وأكثرها تميزًا. يمثل التمثال جسد أسد ورأس فرعون، ويصل طوله إلى 73 مترًا وارتفاعه 20 مترًا. أُنشئ في عهد الملك خفرع حوالي 2530 قبل الميلاد. يقع بجوار الأهرامات، ويُعتقد أن الغرض من بنائه هو حماية المقابر الفرعونية من الأرواح الشريرة، مما أعطى له اسمه “أبو الهول”.
خان الخليلي
يُعتبر خان الخليلي واحدًا من أشهر الأحياء المصرية، ويقع في منطقة القاهرة القديمة. يُعد الحي نقطة جذب رئيسية للسياح، حيث يتواجد فيه العديد من البازارات الحيوية والمطاعم والمقاهي التقليدية، مما أضاف قيمةٍ كبيرة لهذا المكان.
جامع الأزهر
يُعتبر جامع الأزهر من أهم المساجد على مستوى مصر والعالم الإسلامي. يُعد أيضًا جامعة عريقة، وأُسست هذه الصرح العظيم على يد جوهر الصقلي عندما فتحت القاهرة في القرن العاشر الميلادي. أمر الخليفة الفاطمي المعز لدين الله ببناء المسجد، وقد أقيمت فيه أول صلاة يوم 7 رمضان 361 هـ/972 ميلادي.
دار الأوبرا المصرية
تُمثل دار الأوبرا المصرية بديلًا لدار الأوبرا القديمة التي تم تشييدها في عهد الخديوي إسماعيل، تزامنًا مع افتتاح قناة السويس، إلا أنها أُحرقت عام 1971. تم بناء الدار الحديثة في القرن العشرين بالاعتماد على التعاون مع وكالة التعاون الدولية اليابانية.