أبرز المفسرين من التابعين بعد القرن الأول الهجري

في عهد التابعين، كان المفسرون هم الذين اكتسبوا علمهم من الصحابة وأتقنوا مختلف العلوم الإسلامية، بما في ذلك علم التفسير والتأويل، كما حفظوا القرآن الكريم عن ظهر قلب. في هذا المقال، سنستعرض معاً أشهر هؤلاء المفسرين الذين ظهروا في عهد التابعين.

أبرز المفسرين في عصر التابعين

يطرح الكثيرون تساؤلات حول أبرز المفسرين في عهد التابعين، وفي السطور القادمة سوف نتناول بعض منهم بالتفصيل:

1- أبو العالية الرياحي

أبو العالية رفيع بن مهران الرياحي كان من المشركين في المدينة خلال العصر الجاهلي، ولكن الله منّ عليه بنعمة الإسلام بعد عامين من وفاة نبي الأمة محمد صلى الله عليه وسلم. تلقى علومه على يد ابن عباس وتعمق كثيرًا في علم التفسير.

أثناء تفسيره، كان يركز تمامًا على كل ما يخص تفسير الآيات، متجنبًا ما قد يلهيه عن عمله. كما كان يهتم بالآيات التي تثير جدل العلماء. رغم إقامته في المدينة لفترة، كان لديه حبٌ كبير لمكة، حيث أدّى مناسك الحج أكثر من ستين مرة.

2- الحسن البصري

الحسن البصري يُعتبر من أبرز علماء التفسير في تاريخ الإسلام، وهو الحسن بن أبي الحسن يسار. وُلِد في بيت أم المؤمنين أم سلمة زوجة النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة المنورة، عُرف عنه كثرة علمه واطلاعه خاصة في مجال التأويل الذي منحه الفصاحة في التعبير.

إلى جانب إتقانه لعلوم الدين واللغة العربية، بدأ في تفسير القرآن في زمن انتشر فيه الفساد والانحراف، لذا انصرف إلى عبادة الله ونصح الناس بأهمية العمل الصالح. أسلوبه كان يتسم باللين والحكمة، وكان يمتلك معرفة بلغات أخرى، حيث كان يعرف العديد من الكلمات الغريبة عن العرب.

3- سعيد بن جبير

محمد بن كعب بن حان بن سليم بن أسد القرط، المعروف بسعيد بن جبير، كان من تلاميذ ابن عباس واستفاد منه كثيرًا. كان يتنقل كثيرًا بين مكة والكوفة حرصًا على أداء مناسك الحج والعمرة سنويًا.

يُعرف سعيد بن جبير بفصاحته وكرمه ولينه في التعامل مع الآخرين، وكان يتبع منهج علماء مكة في القراءات القرآنية. كما كان شغوفًا بالثقافة والاطلاع وكان يهتم بتفسير الآيات المتعلقة بالأحكام مثل آيات المواريث والقصاص والطلاق.

4- قتادة بن دعامة السدوسي

تتميز شخصية قتادة بقدرة حفظ قوية؛ فقد حفظ القرآن الكريم في وقت قصير. وُلِد عام 61 هجريًا وعاش طويلًا، حيث توفي عن عمر يناهز السادسة والخمسين، وقد فقد بصره في سن مبكرة.

5- مجاهد بن جبر المكي

مجاهد بن جبر الذي حفظ القرآن الكريم عن ظهر قلب، قد أتم دراسته في تفسير القرآن على يد ابن عباس، واستند في تفسيره إلى البخاري والشافعي. وُلِد عام 21 هـ وتوفي عام 104 هـ في مكة المكرمة، وكانت خاتمته رحمة الله عليه أثناء أدائه الصلاة.

6- عبد الله بن مسعود

عبد الله بن مسعود كان قريبًا من النبي صلى الله عليه وسلم، مما أتاح له حفظ القرآن الكريم وسنة الرسول. وقد أُثني عليه حيث قال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم: “رَضِيتُ لأُمَّتِي ما رَضيَ لها ابنُ أُمِّ عَبدٍ” (صحيح جامع).

7- علي بن أبي طالب رضي الله عنه

علي بن أبي طالب كان أول من آمن برسول الله صلى الله عليه وسلم من الصبيان في زمن كذبه الكثير من أهله. عندما أسلم كان في التاسعة من عمره، وكان له شغف كبير بالعلوم الدينية وتفسير القرآن بطريقة بسيطة تفهتها جميع الأعمار.

أساليب التفسير التي تبناها تشمل طريق الزهري، عن علي زين العابدين، وطريق هشام عن محمد بن سيرين.

وفي الختام، تناولنا في مقالنا أبرز المفسرين الذين تميزوا بالفصاحة والحكمة وإتقان تفسير الآيات. وقد خصصنا الحديث عن أبو العالية الرياحي، الحسن البصري، وغيرهم من علماء التفسير المبدعين.