المكتبات الإسلامية الرائدة
تُعتبر الحضارة الإسلامية غنيةً بتأسيس العديد من المكتبات التاريخية، ومن أبرز هذه المكتبات:
مكتبة دار الحكمة
تُعتبر مكتبة دار الحكمة من أقدم وأبرز المكتبات الأكاديمية التي أنشئت في العصر الإسلامي، حيث تأسست في عهد الخليفة العباسي هارون الرشيد. وقد شهدت هذه الحقبة نمواً ملحوظاً في حركة العلوم والتأليف والترجمة، مما ساهم في ترجمة مجموعة كبيرة من العلوم والمعارف التي تم تخزينها في هذه المكتبة.
كانت مكتبة دار الحكمة معروفة بحفظها للتراث العلمي والأدبي والتاريخي الذي كان شائعاً في ذلك الوقت، واستقطبت العديد من العلماء المرموقين في تاريخ الحضارة الإسلامية، مثل العالم محمد موسى الخوارزمي والفيلسوف الكِندي.
خزانة بني أمية في الأندلس
أسس الأمويون هذه المكتبة في مدينة قرطبة في القرن الرابع هجرياً خلال عهد الخليفة الحكم المستنصر ابن عبد الرحمن الناصر. وقد عمل في المكتبة عدد من الموظفين للإشراف على شؤونها ورعاية الوراقين ونسّاخ الكتب، كما كان هناك موظفون مختصون لجعل الكتب وصيانتها.
تميزت هذه المكتبة بأنها أصبحت مركزاً لجذب العلماء في الأندلس، حيث فتحت أبوابها للطلاب من مختلف المناطق، بما في ذلك الأوروبيين. وقد لعبت المكتبة دورًا حضاريًا بارزًا في نشر العلوم وجمع الكتب والمحافظة على التراث العربي الإسلامي.
مكتبة دار العلم
أُسست مكتبة دار العلم بأمر من الحاكم بأمر الله ابن العزيز بالله في القاهرة، وعُرفت أيضًا بدار الحكمة الفاطمية. وتهدف المكتبة بشكل رئيسي إلى منافسة مكتبة دار الحكمة في بغداد، لتكون مركزاً علمياً يدعم المذهب الفاطمي.
دار العلم العامرية
تأسست مكتبة دار العلم العامرية في طرابلس تحت حكم دولة بني عمار في القرن الخامس الهجري، وذلك بناءً على توجيهات أمين الدولة ابن عمار، الذي قام بتزويدها بعدد كبير من الكتب، حيث احتوت المكتبة على ما يقارب المليون كتاب.
خزانة الكتب الحلبية
تُعتبر خزانة الكتب الحلبية واحدة من أبرز المكتبات في الحضارة الإسلامية، إذ أُنشئت على يد سيف الدولة الحمداني في مدينة حلب. وتم تزويد المكتبة بمجموعات ضخمة من الكتب النادرة والمميزة، وقد أصبحت مكاناً لعقد الاجتماعات الدينية والسياسية والاجتماعية، وجذبت العديد من العلماء.
مكتبة بيت الحكمة
تأسست مكتبة بيت الحكمة في عهد الخليفة زيادة الله الثالث، وهي واحدة من المكتبات التابعة لجامع القيروان. تُعَد هذه المكتبة مستودعًا لأمهات الكتب ذات القيمة العلمية العالية، وكانت بمثابة جامعة التصانيف ومعلمًا لتعليم العلوم الجديدة، مثل الطب والهندسة والرياضيات.
علاوة على ذلك، أصبحت هذه المكتبة مركزًا لترجمة العديد من العلوم من اللغتين العبرية واليونانية. كما كانت توفر سكنًا لطلبة العلم مع احتياجاتهم الأساسية من مأكل ومشرب.