البداية الأولى لرحلات ابن بطوطة
بدأ ابن بطوطة رحلاته في الرابع عشر من يونيو عام 1325م من مدينة طنجة، حيث كانت وجهته الأصلية هي موسم الحج إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة. بعد مغادرته طنجة، وصل إلى مدينة الإسكندرية في مصر، ثم تابع رحلته نحو العراق وغرب بلاد فارس، قبل أن يتجه إلى اليمن والساحل الشرقي لأفريقيا.
الرحلة من القاهرة إلى دمشق
تعتبر دمشق العاصمة الثانية لدولة المماليك، وقد انضم ابن بطوطة إلى قافلة الحجاج التي انطلقت من القاهرة باتجاه دمشق تحت حماية السلطان المملوكي. مرت القافلة بعدد من الأماكن المقدسة خلال رحلتها، مثل الخليل والقدس وبيت لحم، حتى وصلت إلى دمشق. وقد وصف ابن بطوطة المسجد في الخليل بأنه بناء رائع ومهيب، تم تشييده من الحجارة المربعة، ويحتوي على الكهف المقدس الذي يضم قبور النبي إبراهيم وابنه إسحاق وحفيده يعقوب، بالإضافة إلى مقابر زوجاتهم.
الإتجاه إلى بيت المقدس
توجه ابن بطوطة عقب زيارته لمدينة الخليل نحو بيت المقدس، حيث أكد أن مسجد قبة الصخرة يعد من أجمل المباني وأكثرها تميزًا شكلًا وكمالًا من الناحية الهندسية. كما أشار إلى الزخارف المذهبة التي تزينه. وفي وسط القبة، توجد الصخرة المشرفة التي عرج منها النبي محمد صلى الله عليه وسلم إلى السماء. مكث ابن بطوطة في القدس لمدة أسبوع واحد قبل اتخاذه اتجاهه نحو دمشق، بسبب اقتراب موسم الحج.
رحلة ابن بطوطة لأداء فريضة الحج
السفر من دمشق إلى المدينة المنورة
انطلق ابن بطوطة مع قافلة الحجاج السنوية التي تغادر من دمشق. توقفت القافلة في مدينة بصرى لمدة أربعة أيام، ثم واصلت رحلتها إلى بركة زيزيا حيث مكثت هناك يوماً. تلت ذلك زيارة قلعة الكرك عبر منطقة اللجون، ثم توقفت القافلة خارج مدينة الكرك في منطقة تعرف بالثنية، حيث بقيت لمدة أربعة أيام لاستكمال الاستعدادات لدخول الصحراء. بعد ذلك، انطلقت القافلة باتجاه معان وعبوري لعقبة الصوان.
بعد يومين من السير، توقفت القافلة في منطقة ذات الحاج التي تحتوي على آبار مياه تحت الأرض، ومن ثم واصلت طريقها إلى وادي بلده وأيضاً إلى تبوك. أمضت القافلة أربعة أيام في تبوك للراحة وتجميع المياه للإبل، ثم واصلت رحلتها بسرعة كبيرة ليلاً ونهاراً لتفادي مخاطر الصحراء. بعد خمسة أيام من السير، وصلت القافلة إلى بئر الهجر، علماً بأن مساكن ثمود تقع في تلك المنطقة. توقفت القافلة لنصف يوم في العلا حيث مكثت هناك أربعة أيام، وبعد مغادرتها بثلاثة أيام، توقفت القافلة في ضواحي المدينة المنورة.
السفر من المدينة المنورة إلى مكة المكرمة
انطلقت القافلة بعد قضاء فترة في المدينة إلى مكة، حيث توقفت بعد خمسة أميال بالقرب من مسجد ذي الحليفة، وهو المكان المخصص لارتداء ملابس الحج. هنا يغتسل الحجاج ثم يرتدون ملابس الحج الخاصة قبل أداء الصلاة وتفرغهم لمناسك الحج. توقفت القافلة أيضاً في بدر، وهي قرية مشهورة بمجموعة من حدائق النخيل وعين ماء ساخن. بعد ذلك، اتجهت القافلة إلى وادي رابغ بعد المرور بوادي بازوا، ثم وصلت إلى بركة خليص. استأنفت القافلة رحلتها عبر وادي المار مروراً بمنطقة عسفان حتى وصلت مكة في الصباح، حيث بدأت شعائر الحج مباشرة بعد دخول الحرم الشريف.
ملخص رحلات ابن بطوطة
تتضمن رحلات ابن بطوطة ملخصًا كما هو موضح في الجدول أدناه:
السنة | المسار |
---|---|
1325م | شمال أفريقيا إلى القاهرة. |
1326م | القاهرة إلى القدس، دمشق، المدينة، ومكة. |
1326م | الحج – من المدينة إلى مكة. |
1326م – 1327م | العراق وبلاد فارس. |
1328م – 1330م | البحر الأحمر إلى شرق أفريقيا وبحر العرب. |
1330م – 1331م | الأناضول. |
1332م – 1333م | أراضي القبيلة الذهبية والشاجاتاي. |
1334م – 1341م | دلهي عاصمة الهند المسلمة. |
1341م – 1344م | من دلهي إلى جزر المالديف وسريلانكا. |
1345م – 1346م | عبر مضيق ملقا إلى الصين. |
1346م – 1349م | العودة إلى بلاده. |
1349م – 1350م | الأندلس والمغرب. |
1350م – 1351م | مالي. |
1355م | تدوين الرحلة. |