أبرز قصائد المتنبي في النقد والشتم

هجاء مجهولي الهوية

أَماتَكُمُ الجَهلُ قبلَ حَياتِكُم.

:::وَجَرَّكُمُ النَملُ مِن خِفَّةٍ بِكُم.

وُلَيدَ أُبَيِّ الطَيِّبِ الكَلبِ، ما لَكُمُ.

:::فَطِنتُم إلى الدَعوى، ومالَكُمُ عَقلٌ.

وَلَو ضَرَبَتكُم مَنجَنِيقي، وأَصلُكُم.

:::قَوِيٌّ لَهَدَّتكُم، فَكيفَ وَلا أَصلُ.

وَلَو كُنتُم مِمَّن يُدَبِّرُ أَمرَهُ.

:::لَما كُنتُم نَسلَ الَّذي ما لَهُ نَسلُ.

في هجاء عواذله

قِفَا تَرَيا، ودَقّي فَهاتا المَخايِلُ.

:::وَلا تَخشَيا خُلفًا لِما أَنا قائِلُ.

رَماني خِساسُ الناسِ مِن صائِبِ اِستِه.

:::وَآخَرُ قُطنٌ مِن يَدَيهِ الجَنادِلُ.

وَمِن جاهِلٍ بي، وهو يَجهَلُ جَهلَهُ.

:::وَيَجهَلُ عِلمي، أَنَّهُ بِي يَجهَلُ.

وَيَجهَلُ أَنِّي مالِكَ الأَرضِ مُعسِرٌ.

:::وَأَنِّي عَلى ظَهرِ السَماكَينِ راجِلُ.

تُحَقِّرُ عِندي هِمَّتي كُلَّ مَطلَبٍ.

:::وَيَقصُرُ في عَيني المَدى المُتَطاوِلُ.

وَما زِلتُ طَودًا لا تَزولُ مَناكِبي.

:::إلى أَن بَدَت لِلضَيمِ فيَّ زَلازِلُ.

فَقَلقَلتُ بِالهَمِّ الَّذي قَلقَلَ الحَشا.

:::قَلاقِلُ عيسٍ كُلُّهُنَّ قَلاقِلُ.

إِذا اللَيلُ وارانا أَرَتنا خِفافُها.

:::بِقَدحِ الحَصى مالا تُرينا المَشاعِلُ.

كَأَنّي مِنَ الوَجناءِ في ظَهرِ مَوجَةٍ.

:::رَمَت بي بِحارًا ما لَهُنَّ سَواحِلُ.

يُخَيَّلُ لي أَنَّ البِلادَ مَسامِعي.

:::وَأَنِّيَ فيها ما تَقولُ العَواذِلُ.

وَمَن يَبغِ ما أَبغي مِنَ المَجدِ وَالعُلا.

:::تَساوى المَحايِي عِندَهُ وَالمَقاتِلُ.

أَلا لَيسَتِ الحاجاتُ إِلّا نُفوسَكُم.

:::وَلَيسَ لَنا إِلّا السُيوفَ وَسائِلُ.

فَما وَرَدَت روحَ اِمرِئٍ روحُهُ لَهُ.

:::وَلا صَدَرَت عَن باخِلٍ وَهوَ باخِلُ.

غَثاثَةُ عَيشي أَن تَغِثَّ كَرامَتي.

:::وَلَيسَ بِغَثٍّ أَن تَغِثَّ المَآكِلُ.

في هجاء من هجاه

أَنا عَينُ المُسَوَّدِ الجَحجاحِ.

:::هَيَّجَتني كِلابُكُم بِالنُباحِ.

أَيَكونُ الهِجانُ غَيرَ هِجانٍ.

:::أَم يَكونُ الصُراحُ غَيرَ صُراحِ.

جَهِلوني وَإِن عَمَرتُ قَليلاً.

:::نَسَبَتني لَهُم رُؤوسُ الرِماحِ.

في هجاء سوار الدليمي

بَقِيَّةُ قَومٍ آذَنوا بِبَوارِ.

:::وَأَنضاءُ أَسفارٍ كَشَربِ عُقارِ.

نَزَلنا عَلى حُكمِ الرِياحِ بِمَسجِدٍ.

:::عَلَينا لَها ثَوبًا حَصىً وَغُبارِ.

خَليلَيَّ، ما هَذا مُناخًا لِمِثلِنا.

:::فَشُدّا عَلَيها، وَاِرحَلا بِنَهارِ.

وَلا تُنكِرا عَصفَ الرِياحِ، فَإِنَّها.

:::قِرى كُلِّ ضَيفٍ باتَ عِندَ سِوارِ.

يهجو القاضي الذهبي

لَمّا نُسِبتَ، فَكُنتَ اِبناً لِغَيرِ أَبٍ.

:::ثُمَّ اِمتُحِنتَ فَلَم تَرجِع إِلَى أَدَبِ.

سُمِّيتَ بِالذَّهَبِيِّ اليَومَ تَسمِيَةً.

:::مُشتَقَّةً مِن ذَهابِ العَقلِ لا الذَهَبِ.

مُلَقَّبٌ بِكَ، ما لُقِّبتَ وَيكَ بِهِ.

:::يا أَيُّها اللَقَبُ المُلقى عَلى اللَقَبِ.

في هجاء أبي دلف بن كنداج

أَهوِن بِطولِ الثَواءِ وَالتَلَفِ.

:::وَالسِجنِ وَالقَيدِ، يا أَبا دُلَفِ.

غَيرَ اِختِيارٍ قَبِلتُ بِرَّكَ بي.

:::وَالجوعُ يُرضي الأُسودَ بِالجِيَفِ.

كُن أَيُّها السِجنُ كَيفَ شِئتَ فَقَد.

:::وَطَّنتُ لِلمَوتِ نَفسَ مُعتَرِفِ.

لَو كانَ سُكنايَ فيكَ مَنقَصَةً.

:::لَم يَكُنِ الدُرُّ ساكِنَ الصَدَفِ.

في هجاء أبي الفرج السامري

أَسامِرِيُّ ضُحكَةَ كُلِّ رَأيٍ.

:::فَطِنتَ وَأَنتَ أَغبى الأَغبِياءِ.

صَغُرتَ عَنِ المَديحِ، فَقُلتَ أُهجى.

:::كَأَنَّكَ ما صَغُرتَ عَنِ الهِجاءِ.

وَما فَكَّرتُ قَبلَكَ في مُحالٍ.

:::وَلا جَرَّبتُ سَيفي في هَباءِ.

في هجاء ابن كيغلغ

ذو العَقلِ يَشقى في النَّعيمِ بِعَقلِهِ.

:::وَأَخو الجَهالَةِ في الشَقاوَةِ يَنعَمُ.

وَالناسُ قَد نَبَذوا الحِفاظَ، فَمُطلَقٌ.

:::يَنسى الَّذي يُولَى وَعافٍ يَندَمُ.