أبناء الرسول محمد من زوجته خديجة

القاسم

أول أبناء النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- من زوجته أم المؤمنين خديجة -رضي الله عنها- هو القاسم. وعُرف رسول الله بلقب “أبا القاسم” تماشياً مع العرف العربي. وُلِد القاسم في مكة المكرمة قبل البعثة، وتوفي الله -سبحانه وتعالى- وهو في سن مبكرة لم يتجاوز فيها السابعة عشر شهراً.

ويُروى أنه توفي بعد أن بلغ سن التمييز، في حين تشير بعض الروايات إلى أنه توفي وقد تجاوز السنتين، وهناك روايات أخرى تقول إنه عاش سبعة أيام فقط. ومع ذلك، فإن الرأي الأرجح أنه توفي في سن السابعة عشر شهراً. اختلف العلماء حول إدراكه للنبوّة، والأرجح أنه وُلِد وتوفي قبل بعثة النبي.

زينب

زينب -رضي الله عنها- هي الابنة الكبرى للنبي محمد -صلى الله عليه وسلم-، وقد وُلِدت عندما كان عمر النبي ثلاثين سنة. أسلمت زينب مع والدتها خديجة -رضي الله عنها-.

تزوجت زينب -رضي الله عنها- من أبي العاص بن الربيع في مكة، لكنه تأخر في اعتناق الإسلام وكان من المشركين الذين حضروا غزوة بدر وأُسر فيها. وفي هذه الأثناء، أرسلت زينب -رضي الله عنها- قلادة كانت قد أهديت لها في زفافها، مما دفع المسلمين إلى إخلاء سبيل زوجها.

توفيت السيدة زينب -رضي الله عنها- في المدينة المنورة في السنة الثامنة للهجرة، وكان لها ولد وبنت هما علي وأمامة، التي كان يحملها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أثناء الصلاة. وبعد وفاة فاطمة -رضي الله عنها- تزوجها علي بن أبي طالب -كرم الله وجهه-.

رقية

رقية -رضي الله عنها- هي الابنة الثالثة للنبي محمد -صلى الله عليه وسلم-. تزوجت من عتبة بن أبي لهب، ولكن عندما جاء الإسلام وُجب عليه الطلاق، وبالفعل طلقها. لاحقاً، زوّجها الرسول -صلى الله عليه وسلم- من عثمان بن عفّان -رضي الله عنه-، وانتقلت معه إلى الحبشة في الهجرة وأنجبا عبد الله، مما جعل كنيتها أبا عبد الله.

توفيت رقية -رضي الله عنها- خلال أحداث غزوة بدر ودفنت في البقيع. وعندما مرضت، أمر النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- عثمان بن عفّان -رضي الله عنه- بالبقاء معها والاعتناء بها، ولذلك تخلف عثمان عن غزوة بدر بأمر من رسول الله، كما أُعطي له سهم من الغنائم كتقدير لمشاركته.

أم كلثوم

أم كلثوم -رضي الله عنها- هي الابنة الرابعة في الترتيب. كانت مخطوبة لابن عمها عتيبة بن أبي لهب، ولكن عند قدوم الإسلام وُجب عليها الانفصال عنه إرضاءً لوالديها. هاجرت أم كلثوم إلى المدينة المنورة مع أختها فاطمة وعاشت في بيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.

تزوجت أم كلثوم -رضي الله عنها- من عثمان بن عفّان -رضي الله عنه- بعد وفاة أختها رقية، وكان ذلك في شهر ربيع الأول من السنة الثالثة للهجرة. ومن هنا عُرف عثمان بلقب “ذي النورين”. لم تُنجب أم كلثوم أولادًا، وظلت مع عثمان حتى وفاتها في السنة التاسعة للهجرة، حيث دُفنت في البقيع.

فاطمة

فاطمة -رضي الله عنها- هي أصغر بنات النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-، وتزوجت من علي بن أبي طالب بأمر من الله -عز وجل-. أنجبت فاطمة للحسن والحسين ومحسن وأم كلثوم وزينب.

تجدر الإشارة إلى أن فاطمة -رضي الله عنها- كانت من أحب الفتيات لأبيها، إذ كانت خديجة -رضي الله عنها- تُرضع أطفالها جميعًا إلا فاطمة، حيث رُضعت على يد أمها، ونالت اهتمام والدتها ووالدها منذ صغرها.

كانت فاطمة -رضي الله عنها- تشبه سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- في أسلوب مشيتها، وكان يحبها كثيرًا. إذ دخلت عليه يومًا فوقف وحضنها وقبّلها، قائلاً: “إنما فاطمة بضعة مني، يؤذيني ما آذاها، وينصبني ما ينصبها”، كما كان -صلى الله عليه وسلم- يحب الحسن والحسين ويقول: “اللهم إني أحبّهما فأحبّهما”.

توفيت فاطمة -رضي الله عنها- بعد وفاة النبي -صلى الله عليه وسلم- بستة أشهر، وقد قيل أنها توفيت بعد ثلاثة أشهر أو خمسة وسبعين ليلة أو أربعين ليلة، وكان عمرها يتراوح بين تسع وعشرين وثلاثين عامًا.

عبد الله

عبد الله هو آخر أبناء رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من خديجة -رضي الله عنها-، وقد عُرف بلقب “الطيب والطاهر” لأنه وُلِد في عصور الإسلام.

وُلِد عبد الله في مكة المكرمة بعد بعثة النبي -صلى الله عليه وسلم-، وتوفي أيضًا في مكة. وعند وفاته، أنزل الله -سبحانه وتعالى- على رسوله الكريم قوله: “إنا أعطيناك الكوثر فصلّي لربك وانحر إن شانئك هو الأبتر”، حيث زعم المشركون أن النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يبق له أحد بعد وفاة أبنائه. ولكن الله -عز وجل- أبقى ذكر نبيه محفوظًا إلى يوم القيامة، متردداً بألسنة المسلمين في الأذان والصلاة.

خلاصة المقال: أنعم الله على النبي -صلى الله عليه وسلم- من خلال زوجته خديجة بستة أبناء، وهم القاسم وعبد الله وزينب ورقية وأم كلثوم وفاطمة -رضي الله عنهن-. من الجدير بالذكر أنهم جميعًا توفوا في حياة النبي -صلى الله عليه وسلم- باستثناء فاطمة -رضي الله عنها- التي توفيت بعد وفاة أبيها بعدة أشهر.