أبـقراط, مؤسس علم الطب
يُعتبر أبقراط رمزًا للطب في الحضارة اليونانية، حيث عاصر الفترة من 460 إلى 375 قبل الميلاد. في زمن كان يُعتقد فيه بأن أسباب الأمراض تعود إلى الخرافات، أدرك أبقراط أن الأمراض لها أسباب طبيعية. أسس أول مدرسة لتعليم الطب، وما زالت هناك أكثر من 60 وثيقة طبية تنسب إليه حتى يومنا هذا، من بينها قَسَم أبقراط، الذي يُعد أحد أهم المستندات الطبية. تم تجميع تلك الوثائق في مجموعة تُعرف باسم “كوربوس أبقراط”.
مساهمات أبقراط في الطب
تتجلى مساهمات أبقراط في عدة مجالات، منها:
- كوربوس أبقراط: هي مجموعة تتكون من نصوص طبية تُعتبر بمثابة مكتبة علمية. على الرغم من نسبة هذه المجموعة لأبقراط، يُشير الباحثون اليوم إلى أنها تعود لكتابات تمت في الفترة بين القرن الرابع والقرن السادس قبل الميلاد.
- الجراحة العظمية: قدم أبقراط ثلاث أطروحات تتعلق بجراحة العظام، التي تشمل المفاصل والكسور وآليات الجراحة. على الرغم من فقدان هذه الأعمال الأصلية، إلا أن محتواها محفوظ في المخطوطات، التي جُمعت في القرنين الأول والثاني الميلادي، وتُعَد من أوائل المصادر التي تناولت مسائل خلع المفاصل والكسور بأسلوب قريب من الممارسات الطبية الحديثة.
الطب في اليونان القديمة
في الطب اليوناني القديم، كانت الأمراض تُعتبر على أنها نوع من العقاب، بينما الشفاء يُعتبر مكرمة. بنهاية القرن الخامس قبل الميلاد، بدأت جهود الباحثين لتحديد الأسباب المادية وراء الأمراض بدلاً من الأسباب الروحية، مما ساهم في التحول من الأساطير إلى البحث العلمي. بدأ الأطباء في دراسة الجسم واكتشاف الروابط بين الأعراض والإصابات، بالإضافة إلى دراسة نجاح العلاجات المختلفة.
ومن المهم الإشارة إلى أن الطب اليوناني لم يكن يعتمد فقط على المعرفة بل على مجموعة من العوامل والمعتقدات، بما في ذلك التقاليد المحلية، الطبقة الاجتماعية، ونوع المريض.