أبو البقاء الرندي: قصيدة رثاء لشبه الجزيرة الإيبيرية المفقودة

رثاء الأندلس

تحظى قصيدة الرندِيّ بأهمية كبيرة في تاريخ الأندلس، إذ تُعتبر من أبرز القصائد التي تتناول سقوط الأندلس على يد الإسبان. وقد تركها أبو البقاء لتخلد ذكرى الأندلس في قلوب الناس، لاسيما الأدباء والشعراء، ليعبروا عن المحن والفواجع التي عاشتها الأندلس في تلك الفترة. وقد جاء في أبياته:

لكلِّ شيءٍ إذا ما تمَّ نُقصــانُ

فلا يُغـّرُّ بطيبِ العيـشِ إنسانُ

هِيَ الأمورُ كما شاهدتَـها دولٌ

مَن سرَّهُ زمـنٌ ساءتـهُ أزمـانُ

وترتبط شهرة أبي البقاء الرندي بشكل خاص بمرثيته التي استغاث فيها بأهل العدوة الإفريقية من المرينيين، خاصة عندما شرع السلطان ابن الأحمر، أحد سلاطين غرناطة، في التنازل تدريجياً عن الحكم من خلال التخلي عن بعض المدن والقلاع، آملاً أن يحافظ على حكمه غير المستقر في غرناطة.

أعمال أبي البقاء الرندي

من بين مؤلفات أبي البقاء الرندي كتابه الشهير (الوافي في نظم القوافي)، الذي يتألف من ثلاثة أجزاء وأربعة أقسام. يتناول القسم الأول الشعر وآدابه وأغراضه، بينما يركز القسم الثاني على محاسن الشعر، ويتناول القسم الثالث عيوب الشعر، أما القسم الأخير فيتركز حول القافية والعَروض. كما لديه مؤلفات أخرى في علم العروض، وعمل آخر بعنوان (روضُ الأُنسِ ونزهةُ النفسِ).

التعريف بأبي بقاء الرندي

هو صالح بن أبي الحسن بن يزيد بن شريف، ويُعرف بأبي الطيِّب وأبي محمد، إلا أن الكنية الأكثر شهرة هي أبو البقاء. وُلد في عام 601هـ وتوفي في عام 684هـ، وكان ناقداً وأديباً وشاعراً بارزاً في عصره، حيث اشتهر بشكل واسع في الأندلس من خلال أعماله ومؤلفاته. وقد كان بارعاً في كتابة الشعر ونظمه، كما أبدع في مجالات الغزل والمدح والزهد. ويُعتبر أيضاً من الفقهاء وحفظة الأحاديث، وهو ينتمي إلى مدينة الرُّندة قرب الجزيرة الخضراء في الأندلس.