أبو العباس محمد بن يزيد المعروف بالمُبَرِّد
يجب أن نتعرف على هذا العالم الكبير الذي يتمتع بعلم واسع وبصيرة عميقة في مجالات النحو والصرف والبلاغة والنقد. إنه محمد بن يزيد، الملقب بأبي العباس المبرّد. قيل إن من أطلق عليه هذا اللقب هو شيخه أبو عثمان المزاني. وُلد عام 825 ميلاديا في البصرة، وتوفي عام 899 ميلاديا في بغداد، حيث يُعتبر من أبرز العلماء في عصره.
أصل التسمية
تروي بعض الروايات عن سبب تسميته “المبرّد” أن أحد المسؤولين طلب منه الحضور للمناقشة، لكنه تردد؛ فذهب إلى أبي حاتم السجستاني. وعندما جاء رسول الوالي يُسأل عنه، قدم له أبو حاتم غلاف مزمّلة فارغاً ليختبئ فيه. وعندما لم يتمكن الرسول من إيجاده، بدأ أبو حاتم يُعلن عن “المبرَّد” مما ساهم في تناقل الاسم بين الناس. وهناك تفسيرات أخرى لهذا اللقب أيضًا.
أما اسمه الكامل، فيشمل كلاً من: محمد بن يزيد بن عبد الأكبر بن عمير بن حسان بن سليم بن سعد بن عبد الله بن زيد بن مالك بن الحارث بن عامر بن عبد الله بن بلال بن عوف بن أسلم- وهو ثماله- بن كعب بن الحارث بن كعب بن عبد الله بن مالك بن النضر بن الأزد بن الغوث، أبو العباس الأزدي ثم الثمالي.”
كان المبرّد من أهل البصرة ثم انتقل للعيش في بغداد، حيث اشتهر بعلمه الغزير وقدرته على الحديث وتحقيق الروايات. عُرف بشغفه للعلم وعمق معرفته في مجالات عدة، وواجه تهمة الكذب نظراً لدقته ومعرفته الواسعة، وقد تعلم من أبرز الشيوخ في زمنه وأصبح له تلاميذ بارزين في عدد من المجالات.
شيوخه
من أبرز شيوخه:
- أبو عمر صالح بن إسحاق الجرمي: عالم وفقيه في اللغة.
- أبو عثمان بكر بن محمد بن عثمان المازني: عالم نحوي، وقد قال عنه المبرد: “إنه أعلم الناس في النحو بعد سيبويه”.
- الجاحظ أبو عثمان عمرو بن بحر: عالم في فقه اللغة والنحو والنقد.
- أبو حاتم السجستاني: عالم في النحو والشعر واللغة.
- أبو محمد عبد الله بن محمد: رجل مشهور بعلمه في الشعر.
استمر المبرد في طلب العلم من جميع معاصريه، ولم يكتفِ بالاستماع فقط بل انكب على قراءة كل ما يصل إليه من معارف وعلوم، مما ساهم في توسيع مداركه وزيادة معارفه.
تلاميذه
من تلاميذه البارزين:
- الزَّجاج.
- الصولي.
- أبو علي الطومري.
- ابن السراج.
- الأخفش الصغير.
- أبو علي إسماعيل الصفار.
- أبو الطيب الوشاء.
- ابن المعتز العباسي.
- أبو الحسين بن الجزار.
- ابن دستويه.
- أبو جعفر النحاس.
مؤلفاته
ومن مؤلفاته:
- كتاب “الكامل في التاريخ”، الذي طبع عدة مرات، واحتوى على شرح من سيد بن علي المرصفي في ثمانية أجزاء بعنوان “رغبة الأمل في شرح الكامل”.
- “الفاضل”: وهو كتاب مختصر يعرض بأسلوب انتقائي يعتمد على الطرائف وحسن الاختيار.
- “المقتضب”: ينقسم إلى ثلاثة أجزاء كبيرة ويعالج مواضيع النحو والصرف بأسلوب سهل مدعماً بالشواهد.
- شرح “لامية العرب”.
- “ما اتفق لفظه واختلف معناه” من القرآن الكريم.
- “المذكر والمؤنث”.