أبو حيان التوحيدي: حياة وأعمال عالم الفلسفة والأدب العربي

أبو حيان التوحيدي هو فيلسوف مسلم بارز، عاش لفترة طويلة في بغداد، ولذلك ينسب إليها. وُلِد في عام 310 هجرياً (922 ميلادياً) ويُعتبر من الأعلام البارزين في القرن الرابع الهجري.

اسم أبو حيان التوحيدي

  • اسمه الكامل هو على بن محمد بن العباس التوحيدي البغدادي، ويُعرف بلقب أبو حيان.
  • حظى هذا الاسم بشهرة كبيرة، حيث كتب عنه ابن حجر العسقلاني في باب الكنى.

مولده ووفاته

  • وُلِد أبو حيان التوحيدي في بغداد، التي كانت تُعتبر جزءاً من دولة العراق، في سنة 310 هجرياً، وتوفي في شيراز في عام 414 هجرياً.
  • وبالرغم من ذلك، لا يمكننا تأكيد هذين التاريخين بشكل قاطع بسبب الخلاف في بعض المصادر، حيث تُشير بعض الأدلة إلى أنه كان لا يزال على قيد الحياة في عام 400 هجرياً.
  • وفقاً لأحد رسائله، كان أبو حيان يجلس مع مجموعة من الناس عندما حان وقت وفاته، حيث ذكر أحدهم: “اذكروا الله فإن هذا مقام خوف وكل يسعى لهذه الساعة”.
  • عندها طلبوا منه الدعاء، فرد قائلاً: “كأني أقدم على جندي أو شرطي! إنما أقدم على رب غفور”، وتوفي في اللحظة التالية.

أصله ونسبه

  • أبو حيان عربي الأصل، لكن هناك جدل حول هويته الحقيقية، فقيل إنه من شيراز بينما اعتقد آخرون أنه من نيسابور.
  • وهناك روايات تشير إلى نسبته إلى التوحيد، حيث يُقال إن والده كان يتاجر بنوع من التمر يُدعى “التوحيد” في بغداد، وهو ما أشار إليه المتنبي في قوله: “يترشفن من فمي رشفات هن فيه أحلى من التوحيد”.

نشأته وسماته

  • ترعرع أبو حيان في أسرة فقيرة في بغداد، حيث كان يتيماً يعاني من الألم بعد فقدان والده، وتمت الإشراف على تربيته من قبل عمه الذي كان يعامله بقسوة.
  • خلال كبره، برز أبو حيان في حرفة الوراقة، مما أضاف له الكثير من المعرفة التي جعلته مُثقفاً، لكن هذه المعرفة لم تكن كافية لمحقق طموحاته؛ حيث سعى للتواصل مع أعلام عصره مثل الصاحب بن عباد وابن العميد والوزير المهبلي، ولكنه كان يعود خائباً في كل مرة.
  • عانى أبو حيان من العديد من الإخفاقات وأحداث الإحباط، مما دفعه لاحقاً إلى إحراق بعض كتبه في سن التسعين.
  • كان يتميز بذكائه وفصاحته، ولكنه كان أيضاً يتمتع بطموح كبير ونظرة سوداوية، مما أعاق تقدمه.

سيرة أبو حيان التوحيدي العلمية

تظهر شخصية أبو حيان من خلال أعماله أنه كان مثقفاً واسع الاطلاع، يتمتع بخلفية علمية متنوعة.

لذا يمكنكم التعرف على:

مصادر علمية أبو حيان التوحيدي

عمله في مجال الوراقة

  • كان لعمله في نسخ الكتب وببيعها تأثير كبير على حياته من حيث الثقافة والمعرفة، حيث ساعدته هذه العملية على التواصل مع ثقافة وعلم عصره في مجالات متعددة كالأدب والفكر.
  • ومع ذلك، فقد عُرف عنه تذمره في كتاباته.

شيوخه

  • درس أبو حيان على يد عدد من الشيوخ البارزين، ومنهم:
  • أبو زكريا يحيا بن عدي المنطقي: تعلم منه الفلسفة.
  • أبو سعيد السيرافي: درس لديه النحو والتصوف.
  • علي بن عيسى الرماني: تعلم منه اللغة وعلم الكلام.
  • أبو حامد المروزي.

أعمال أبو حيان التوحيدي

كتاب البصائر والذخائر

  • وصف الكتاب: هو عبارة عن موسوعة كبيرة مؤلفة من عشرة أجزاء، استند فيها المؤلف إلى ما كتبه وسمعه وقرأه.
  • تضمن الكتاب العديد من الآراء والتعليقات التي أظهرت الكثير من المعارف.

كتاب أخلاق الوزيرين

  • يعتبر هذا الكتاب نادراً في موضوعاته، ويُعرف أيضاً بمثالب الوزيرين، حيث جمع فيه أبو حيان ما سمعه ورآه عن الوزيرين: الصاحب بن عباد وابن العميد.
  • وجد في تواصلهم عدم الإكرام وما تمناه.

كتاب الهوامل والشوامل

الهوامل عبارة عن أسئلة وجهها أبو حيان إلى مكسويه، بينما الشوامل تحوي إجابات مكسويه على أسئلته، ويعتبر الكتابان متصلين ككتاب واحد.