أبو فراس الحمداني خلال فترة الأسر

نبذة عن أبي فراس الحمداني

أبو فراس الحمداني، المعروف باسم أبو فراس الحارث بن أبي العلاء بن سعيد بن حمدان بن حمدون الحمداني، وُلِد عام 933 ميلادية (321 هجرية) في مدينة منبج السورية، الواقعة في شمال مدينة حلب. وهناك بعض الروايات تقول إنه وُلِد في الموصل بالعراق. عاش أبو فراس يتيماً منذ الصغر، حيث فقد والديه في سن الثالثة. ويُعتبر ابن عم سيف الدولة الحمداني، وقد أُطلق عليه لقب “أبي فراس” الذي يُعد أحد أسماء الأسد. يعود نسبه إلى العرب من جهة والده، وإلى الروم من جهة والدته. وقد أبدى سيف الدولة إعجابًا بشعر أبي فراس، مما جعله قريبًا منه خلال فترتي الحرب والسلم، وكلفه بمسؤولياته أثناء غيابه. كان شعر أبي فراس متنوعًا، حيث اشتمل على الغزل والرثاء والفخر والحِكَم.

أسر أبي فراس الحمداني

تختلف الروايات حول عدد مرات أسر أبي فراس الحمداني. فقد ذكر الثعالبي في كتابه “يتيمة الدهر” أنه أُسر مرة واحدة على يد الروم أثناء معركة خرشنه، ثم نُقل إلى القسطنطينية. بينما أفاد ابن خلكان بأنه أُسر مرتين، الأولى في مغارة الكحل حيث سُجن في خرشنه، والثانية في مدينة منبج عندما كان والياً عليها، وقد نُقل بعدها إلى القسطنطينية حيث قضى سبع سنوات في الأسر. وذلك في عام 965 ميلادية (333 هجرية). طلب أبو فراس من ابن عمه سيف الدولة الحمداني أن يتوسط لإطلاق سراحه، ولكنه تأخر في ذلك لأسباب غير معروفة. خلال فترة سجنه، كتب أبو فراس قصائد رائعة أُطلق عليها “الروميّات”. توفي أبو فراس الحمداني عام 969 ميلادية (357 هجرية)، نتيجة نزاع وقع بينه وبين ابن أخته سعد الدولة، الذي يُعتبر ابن سيف الدولة الحمداني.

مقتطفات من أشعار أبي فراس الحمداني

قصيدة “أراك عصي الدمع”

أراكَ عَصيَّ الدمعِ شِيمَتُكَ الصبرُ

أما للهوى نهيٌّ عليكَ ولا أمرُ؟

بلى أنا مشتاقٌ وعنديَ لوعةٌ

ولكنَّ مثلي لا يذاعُ لهُ سرُّ

إذا الليلُ أضواني بسطتُ يدَ الهوى

وأذللتُ دمعاً منْ خلائقهِ الكبرُ

قصيدة “أسيف الهدى وقريع العرب”

أسيف الهدى، وقريعَ العرب

علامَ الجفاءُ، وفيمَ الغضب؟

وما بالُ كتبكَ قد أصبحت

تنكبني معَ هذي النكب؟

وأنتَ الكريمُ، وأنتَ الحليمُ

وأنْتَ العَطُوفُ، وأنْتَ الحَدِبُ