الحب
الحب هو شعور رائع يستشعره العاشق، حيث تتداخل مشاعره المتناقضة، بين الشغف والافتقاد، وبين الاشتعال والهدوء، وغيرها من الأحاسيس. في هذا المقال، نستعرض معكم جمال الشعر الذي كتب في الحب.
أشعار حب مختصرة
- لسان الهوى يكشف قلبي لك، فهو ناطقٌ
يخبر عن شغفي بك، فأنا العاشق
ولدي نار الهوى قد أذاب مغاليقها
قلبي الجريح من فراقك ينبض بشدة
وكم أخفيت الحب الذي أذابني
فعيني تدمع، والدموع تسابق الأمل.
- أرى آثارهم فأذوب شوقًا
وأسكب دموعي بينهم
وأسألهم عن غيابهم وعن وعدهم
ليعودوا إليّ، محمولين بالحنين.
- أنت من أقمتَ غرامي في الهوى، بينما أنت بعيدٌ
أسهرت عيوني القريح، بينما نمتما
وعاهدتموني ألا تماطلوا، لكنكم غدرتم
أحببتكم وأنا طفل، ولم أعلم شيئاً عن الهوى
فلا تقتلوني، فإني مظلوم.
- فقلت لعذالي لا تعذلوني
لغير الدمع ما خُلِقَت جفوني
دموعي تسكب، حتى تفيض على خدودي
دعوني في الحب، بقدر جسمي
لأنني في الحب، أعشق جنوني.
- متى تأتي الأيام بلقاءنا
وتجمع بيننا بعد الفراق
وأحصل على ما يطيب خاطري منكم
عتاباً ينقضي، والود لا يزول
لو أن النيل يجري مثل دموعي
لما وجدت الدنيا ضياءً يخبو
وفاض على الحجاز وأرض مصر
وكذلك الشام وأرض العراق
ذلك بسبب هجرانك يا حبيبي
تمنَّى لي أن ألتقي بك.
- قالوا جننت بمن أحببت فقلت لهم
ما لذة العيش إلا للمجنونين
هاتوا جنوني وهاتوا من أحببت
فإني مخلص بجنوني لا تلوموني.
- وحياة وجهك لا أحب سواك
حتى أموت، ولن أخون حبك
يا بدر والنجوم مبرقعاً
كل الحسن يسير تحت لوائك
أنت الذي فقت كل الملاح ببهاء
والله رب العالمين حبك قد أحياني.
- تذكرت ليلى والأيام الماضية
وأيام لم تكن تخشى على اللهو ممنعاً
وفي يومٍ قصَّر ظله كظلّ رمح
بليلى فلهاني، ولم أكن ناسياً
لجئت إلى النار التي أشعلت ليلى مع رفقائي
وحين ذكرت “ذات الغضى” كنا نطمئن
فقال أحدهم: ألمحت كوكباً
ظهر في سواد الليل فرداً يمانياً
فأجبت بأنه نار ليلى قد اشتعلت
وبدت ضوؤها تضيء لي في العلياء
فليت ركاب القوم لم تنقطع عن الغضى
وليت الغضى تابع الركاب ليالي.
يا ليلي، كم من حاجة لي مهمة
إذا جئتكم ليلاً، لم أدر ما هي
يا أصدقائي، إذا لم تبكوا، التمسوا
رفيقاً إذا سكب دمعي دموعاً.
فما أروع الأشواق إلا شغفاً
ولا أنشد الأشعار إلا للعلاج.
وقد يجتمع الله بين شتيتين بعد
أن يظن كلاهما أنه لن يلتقيان.
- حن قلبي من بعد إنابة
ودعا الهم فقد أجابني
فاستثار المنسي من لوعة الحب
وأظهر همومه وآلامه
من منزل سلمى الخالي
لابساً من عفافه جلبابًا
أعقبته ريح الدبور، فما تنفك
تسوق السحاب لتهب النسمات
ظلت فيه، والركب حولي واقف
طمعاً في أن يرد محبوبي جوابي
ثانياً من زمام وجناء حرف
عائاتي، يبدو خضاباً
ترجع الصوت بالبغامة إلى جوٍ
تناغي به الشعاب الربيعة.
جدّها الفالج الأشم أبو البخت
وخالَاتها انتخبن عراباً.
- لا تهتمي بإيقاع الزمان وأسماء السنوات
أنتِ امرأة تبقى في كل الأوقات
سأحبك
عند دخول القرن الواحد والعشرين
وعند دخول القرن الخامس والعشرين
وعند دخول القرن التاسع والعشرين
وسأحبك
حين تجف مياه البحر
وتشتعل الغابات.
قصائد في الحب
من روائع ما قيل في الحب، اخترنا لكم القصائد التالية:
بالأمس
جبران خليل جبران
كان لي بالأمس قلبٌ فتدفق
وأراح الناس منه واستراح
ذاك عهدٌ من حياتي قد مضى
بين تشبيبٍ وشكوى ونواح
إنما الحب كأملٍ في السماء
نوره يُمحى بأنوار الصباح
وسرور الحب وهم لا يدوم
وجمال الحب ظل لا يقوم
وعهود الحب أحلامٌ تذوب
عندما يستيقظ العقل السليم!
كم سهرت الليل والشوق معي
ساهرٌ أرقبه كي لا أنام
وخيال الوجد يحرص مضجعي
قائلاً لا تقترب فالنوم حرام
وسقامي هامسٌ في مسمعي
من يريد الوصل لا يشكو السقام
تلك أيامٌ مضت فابشري
يا عيوني بلقاء طيف الكرى
واحذري، يا ذات نفسي، ألا تذكري
ذلك العهد وما فيه جرى
كنت إن هبت نسمات السحر
أتلوّى راقصاً من فرحتي
وإذا ما انفجر الغيم بالمطر
خيلته الرائحة فاملا قدحي
وإذا البدر على الأفق ظهر
وهي قربي صاحت: هل يستحي؟
كل هذا كان بالأمس وما
كان بالأمس تولى كالسحاب
ومحا السلوان ماضياً كمن
تفرط الأنفاس عقداً من حباب
يا بني أمي إذا جاءت سعاد
تسأل الفتيان عن صبٍ كئيب
فاخبروها أن أيام البعاد
أخمَدَت من مهجتي ذاك اللهيب
ومكان الجمر قد حل الرماد
ومحا السلوان آثار النحيب
فإذا ما غضبت فلا تغضبوا
وإذا ناحت فكونوا مشفقين
وإذا ما ضحكت فلا تعجبوا
إن هذا شأن كل العاشقين
ليت شعري، هلما مرّ رجوع
أو معادٌ لحبيبٍ وأليف
هل لنفسي يقظة بعد الهجوع
لتُريني وجه ماضي المخيف
هل يعي أيلول أنغام الربيع
وعلى أذنيه أوراق الخريف
لا فلا بعث لقلب أو نشور
لا ولا يزهر عود المحفل
ويد الحصاد لا تحيي الزهور
بعد أن تُبرى بحدّ المنجل
شاخت الروح بجسمي وغدت
لا ترى غير خيالات السنين
فإذا الأميال في صدري فشّت
فبعكاز انتظاري تستعين
والتوّت مني الأماني وانحنت
قبل أن أبلغ حد الأربعين
تلك حالي فإذا قالت رحيل
ما عسى حل به؟ قولوا الجنون
وإذا قالت أيشفى ويزول
ما به؟ قولوا ستشفيه المنون
لي في محبتكم شهود أربعة
وشهود كل قضية اثنان
خفقان قلبي واضطراب جوارحي
ونحول جسمي وانعقاد لساني.
عينيكِ
وفي عينيكِ لم أبرح مكاني
لعل الشوق يدفعها تراني
فتبصر في عيوني نبض قلبي
يوضح للحبيبة ما اعتراني
وأعرف أن إحساساً لديها
يُحسّ كما أحس بما احتواني
تغضّ الطَرْفَ قائلاً: لعينٍ
إذا أُبصرت ضيعت المعاني
وتفصح عن جفون تحت لونٍ
كنور البدر يسطع في كياني
أصافح وجهها من نور عيني
فيشعل نورها نار افتتاني
فأشعر في ملامحها حياءً
يفيض بخدّها كالأقحوانِ
كأن الله أودعها بقلبي
لينبض حبها في كل آنِ
فهل يرضيكِ لو أعشيت عيني
لتبرأ من عيونك إن تراني
وهل يرضيكِ إن أهديتُ عيني
إلى عينيكِ تنظرها ثواني
فأسقط والفؤاد صريع حبٍ
ومغشيٌّ عليه بما غشاني
وحسبي في الهوى أني جليس
لمن جلست على عرش الحسانِ
تفيض من الربيع أريج عطرٍ
وتملأ روحها ريح المكانِ
هي الحسناء ما أسكتت عنها
مساعي القرب لو جاءت زماني
ولكن البديع أراد منها
عزيزاً في المنال لكي أعاني
تدق القلب في صدري مروراً
بحنجرتي فيكتمها لساني
أخاف اللوم إن صرحت حبّي
فتهجر شمسها أرض الحنانِ
وتغرب فرحتي عن باب قلبي
لأن القلب قد أفشى بيانـي
بها نفسي إذا عانقت نفسي
بها نظمي إذا الوحي أتانـي
أبعد كل امرأة سواها
وأنشد ظلها للقلب دانــي
وأقبل راضياً منها جفاها
وأقبل لوعتي حتى هواني
ألا ليت الفؤاد بها يلبي
وتسكن في محبتها مكاني
فيصهرها الحنين إلى ذراعٍ
تدفق شوقه حتى احتواني
وتأخذني إليها رغم أني
حبيب لم يفارقها ثواني
فإن جف الحنين بها وجارت
على قلبي بقلبٍ غير حانِ
فمن غير (الرحيم) إليه أدعو
يبثّ الحب في قلبٍ جفانـي
فتعرف لوعتي في الحب حتى
إذا بليت بسهامٍ قد رماني
أبدّل دعوتي لله عفواً
فلا يبلي الحبيب بما ابتلاني
وحسبي قد ملأت شغاف قلبي
بصورتها التي ملأت كيانـي.