أثر الحجامة على صحة النساء

الحجامة: فوائدها وأهميتها

يعد البحث عن طرق علاج طبيعية خيارًا شائعًا للكثيرين، خاصةً عندما لا تحقق الأدوية التقليدية النتائج المرجوة. من بين هذه الطرق، تبرز الحجامة كإحدى الوصفات التي أوصى بها النبي محمد صلى الله عليه وسلم، حيث روى عنه قوله: “الشِّفَاءُ في ثلاثَةٍ: شَرْبَةِ عَسَلٍ، وشَرْطَةِ مِحْجَمٍ، وكَيَّةِ نارٍ، وأنْهَى أُمَّتي عَنِ الكَيِّ”.

من خلال هذا الحديث، يتضح أن الرسول صلى الله عليه وسلم ذكر ثلاث طرق للعلاج، ومن ضمنها الحجامة التي تعتبر حلًا فعّالًا للعديد من الأمراض. وقد ذُكر أيضًا في سنته: “خيرُ ما تداويتُم بِهِ الحجامةُ”.

تُعتبر الحجامة تقنية طبية قديمة تُستخدم لعلاج مجموعة متنوعة من الأمراض، من خلال سحب الدم من الجسم باستخدام أداة حادة ووضع أكواب تفريغ الهواء على المنطقة المُشترطة. تساعد هذه العملية في تنظيف الجسم من الشوائب وتعزز علاج عدد كبير من الأمراض. يُفضل إجراء الحجامة في أواخر الشهر العربي، حيث يكون تدفق الدم أعلى، مما يؤدي إلى دفع الشوائب والأوساخ إلى سطح الجلد لتسهيل استخراجها باستخدام الحجامة.

مواضع الحجامة

تتواجد مواضع متعددة للحجامة تتناسب مع مختلف الأمراض. يجب التركيز على الأماكن التي تؤثر بشكل مباشر على الجسم، مثل خطوط الطاقة، أماكن الأعصاب ذات وظائف ردود الأفعال، وأيضًا الغدد الليمفاوية التي تعزز من المناعة وتساعد في مقاومة الفيروسات.

مخاطر الحجامة على النساء

رغم فوائد الحجامة العديدة، إلا أنه يجب توخي الحذر عند استخدامها لدى النساء في بعض الحالات، مثل: فقر الدم الحاد، فترة التعافي من الأمراض، الدم الضعيف، وأثناء الحيض، الحمل، والنفاس. كما ينبغي تجنب إجراء الحجامة في حالات البرد الشديد أو ارتفاع الحرارة، وكذلك في حالات مرض الكبد التي تتطلب عناية خاصة. يجب الانتظار ليومين أو ثلاثة قبل إجراء الحجامة للمتبرعين بالدم، بينما على مرضى السكري الانتظار لمدة ساعتين على الأقل بعد تناول الطعام. بالإضافة إلى ذلك، يجب أن يُهيأ الشخص قبل الحجامة، مع مراعاة تناول الطعام الدافئ بعد الانتهاء.

كيفية إجراء الحجامة

يتم تنفيذ الحجامة وفقًا للخطوات التالية:

  • تطهير جميع الأدوات المستخدمة في الحجامة وتطهير الموقع المراد حجمه باستخدام المطهرات الطبية.
  • يفضل وضع القليل من الزيت أو الفازلين على الكأس لضمان التصاقه.
  • وضع الكأس على الموقع المطلوب، ثم تفريغ الهواء باستخدام أداة السحب، مما يدفع الجلد إلى الداخل. بعد ذلك، تتم إزالة الكأس برفق بالضغط على الجلد عند حافة الكأس.
  • تشريط المكان باستخدام مشرط معقم بشكل خفيف وسطحى مع الحرص على أن يكون التشريط عموديًا وليس أفقيًا.
  • إعادة وضع الكأس على الموضع المطلوب وتفريغ الهواء تدريجياً لتخفيف الألم، مما يؤدي إلى دخول الجلد داخل الكأس وخروج الدم من الجروح. يتم تفريغ الكأس عند امتلائها بالدم وتكرار العملية حتى يتم الوصول إلى دم صافٍ أو توقف الخروج.
  • يجب بعد ذلك تنظيف الموضع بالمطهرات الطبية، ووضع لاصق طبي على مواضع الجروح. إذا استمر النزيف، يتم مسح جوانب مواضع الحجامة بقطعة شاش مبللة بماء دافئ.

تٌعتبر الحجامة وسيلة فعّالة للتداوي من الأمراض وقد أظهرت نتائج إيجابية في العديد من الحالات. إن توصية الرسول صلى الله عليه وسلم بها تُظهر أهميتها ودورها الفعال في العلاج، لذا يجب استخدامها مع الثقة في الشفاء من الله سبحانه وتعالى، فهو الشافي من كل داء.