أثر السدود على النظام البيئي وتأثيرها

تأثير السدود على النظام البيئي وآثاره، يُعَدُّ السد بناءً هندسياً يساهم في حماية بعض المناطق من مخاطر فيضانات الأنهار أو البحار. وقد تكون هذه السدود نفعية في بعض الحالات، إلا أنها قد تُسَبِّب أيضاً أضراراً على النظام البيئي. في هذا المقال، سنتناول تأثير السدود على النظام البيئي، سواء كان إيجابياً أو سلبياً، مع توضيح بعض المعلومات حول أنواع السدود وميزاتها وعيوبها.

مقدمة حول تأثير السدود على النظام البيئي

السد هو هيكل هندسي يُنَشَأ بواسطة مجموعة من المهندسين، يُصمَّم للاحتفاظ بالمياه ومنع تدفقها إلى مناطق معينة. الغرض الأساسي من بناء السد هو تخزين المياه واستغلالها لأغراض مفيدة، خاصة إذا كانت هذه المياه عذبة. وعادة ما يحتاج بناء السد إلى سنوات عديدة للوصول إلى اكتماله.

أنواع السدود

يمكن تصنيف السدود إلى الأنواع التالية:

1- السد الكهرومائي:

  • يستخدم لتحويل مياه الأنهار إلى طاقة كهربائية، حيث تدفع المياه شفرات التوربينات، مما يولّد الكهرباء عبر التدفق من أعلى البحيرة إلى قاعها.

2- سد الري:

  • يعمل على تخزين المياه التي تُنَقَل عبر أنابيب إلى المدن والمناطق الصناعية.

3- سد الملاحة:

  • يخزن المياه عندما ينخفض منسوب الأنهار، ومن ثم يُطلقها حسب الحاجة.

4- سدود التحكم في الفيضان:

  • تعمل على تخزين المياه أثناء الأمطار الغزيرة لحماية المناطق المحيطة من الفيضانات.

فوائد بناء السدود

تتعدد فوائد بناء السدود، ومن أبرزها:

  • توليد الطاقة الكهربائية بشكل مستدام.
  • توفير مياه الشرب للمناطق المجاورة، مما يعزز من استغلال مياه الأمطار.
  • تيسير الزراعة من خلال توفير مياه الري الأساسية.
  • تنوع المحاصيل الزراعية ودعم المشاريع الزراعية الكبرى.
  • توفير المياه للحيوانات والماشية.
  • التأثير الإيجابي على المناخ المحلي، خاصة في المناطق الحارة.
  • حماية التربة الزراعية من الانجراف الناتج عن السيول.
  • زيادة تدفق مياه الينابيع.
  • فتح آفاق سياحية جديدة من خلال البحيرات الناتجة عن السدود.
  • المساعدة في الحد من كوارث الفيضانات.

عيوب بناء السدود

على الرغم من فوائدها، فإن بناء السدود ينطوي على بعض العيوب، منها:

  • يؤدي إلى تغييرات في الحياة البرية المحلية، حيث تضطر الحيوانات للهجرة من مناطق السدود.
  • قد يؤثر على نمو أنواع معينة من النباتات، مما يستنزف الموارد المائية.
  • يعيق هجرة الأسماك، مما يؤثر على التنوع البيولوجي البحري.
  • يؤدي تراكم الطمي إلى فقدان العناصر الغذائية في التربة، مما يتطلب استخدام المزيد من الأسمدة.
  • يمكن أن يساهم في انتشار الأمراض بفضل بطء حركة المياه في الخزانات.
  • قد يتسبب في تدهور الغابات والأراضي الزراعية.
  • السماح بتفكك المواد العضوية مما يسهم في ظاهرة الاحتباس الحراري.
  • البحيرات الناتجة تُعزِّز من انبعاث غاز الميثان.
  • تؤثر سلباً على أساليب العيش المحلية، خاصة في الزراعة وصيد الأسماك.

تأثير السدود على البشر

  • كشفت الدراسات أن أكثر من ربع سكان العالم يواجهون نقصاً في المياه بسبب تزايد بناء السدود.
  • تتطلب مشاريع بناء السدود استثمارات مالية ضخمة، مما يثقل كاهل الاقتصاد المحلي.
  • تزيد السدود من مخاطر الكوارث الطبيعية، مثل الجفاف.
  • يؤدي بناء السدود إلى فقدان الأراضي الزراعية وانخفاض موارد المياه في مناطق متعددة.
  • قد تُجبر بعض المجتمعات على النزوح بسبب بناء السدود كما حدث في الصين حيث فُقدت أراضٍ وحقوق ملكية.

تأثير السدود على الحيوانات والكائنات البحرية

بدأ تأثير السدود على الحيوانات والكائنات البحرية منذ بدء مراحل إنشائها. إذ أن التركيب الكيميائي والخصائص الفيزيائية للمياه تأثرت، مما يؤدي إلى عدم ملاءمته لبعض الكائنات البحرية.

ساعد بناء السدود على انقراض العديد من الأنواع البحرية، بالإضافة إلى تأثيره السلبي على الطيور، مما زاد من خسائر الغابات والأراضي الرطبة وعلى مستوى المياه الجوفية.

أهداف بناء السدود

تمتد أهداف بناء السدود إلى ما يلي:

  • حماية المناطق القريبة من مخاطر الفيضانات.
  • توليد الطاقة الكهربائية بكفاءة.
  • تعويض مياه الجوفية.
  • توفير مياه شرب نقية.
  • تخزين المياه للاستفادة منها في فترات الجفاف.
  • التطوير السياحي في المناطق المحيطة.

أشهر السدود في العالم

1- سد الممرات الثلاثة

يعتبر سد الممرات الثلاثة في الصين من أكبر السدود في العالم، بإرتفاع يقترب من خمسين طابقاً وطول يبلغ ميلاً واحداً. يستوعب هذا السد أكثر من 19 مليار متر مكعب من المياه وقد تم الانتهاء منه في عام 2009م.

2- سد جينبينغ

من أبرز السدود العالمية وأعلىها، يقع أيضاً في الصين بارتفاع حوالي 305 أمتار.

3- السد العالي

بني السد العالي في عام 1971 بغرض حماية المناطق المحيطة من الفيضانات وتخزين المياه. تمتد بحيرة السد العالي إلى 525 كيلو متراً وتُخزِّن المياه بحسب السحب المنظم.

ورغم فوائده، أسفر بناء السد العالي عن بعض الأضرار، منها تهجير سكان النوبة بسبب ملوحة الطمي المترسب.

خاتمة حول تأثير السدود على النظام البيئي

يتضح مما سبق أن للسدود فوائد متعددة، لكنها تحمل في طياتها أيضاً عيوباً وآثاراً سلبية تؤثر على الإنسان والحياة البرية والبيئة البحرية. لذا يجب تقييم جدوى بناء السدود بعناية قبل اتخاذ القرارات النهائية، مع الامتناع عن التسرع في التنفيذ دون دراسة شاملة لجميع العواقب المتوقعة.