ما هي أركان الصلاة؟
تعريف الأركان
تُعتبر أركان الصلاة من أهم عناصرها الأساسية، حيث تُعرَّف الأركان في اللغة بأنها الدعائم التي يعتمد عليها الشيء. وبالتالي، فإن أركان الصلاة تمثل الأسس التي يرتكز عليها أداء هذه العبادة؛ لذا لا يُحتمل ترك أيٍّ منها. وفي حالة ترك ركن عمدًا، تُبطل الصلاة، بينما في حالة النسيان يمكن العودة إلى الركن أو قضاء الركعة التي نُسي فيها. ولا تصح الصلاة بالاستغناء عن هذه الأركان، وعدد أركان الصلاة أربعة عشر.
ترتيب أركان الصلاة
يتعين على المُصلي القيام بجميع الأركان وفق ترتيب محدد لضمان صحة الصلاة، وتشمل الأركان الأربعة عشر. فيما يلي قائمة بها بالترتيب:
الركن الأول: القيام
القيام يعني الوقوف واستقامة الجسم، ويستند إلى قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ). يُعتبر القيام ركنًا أساسيًا لا تصح الصلاة بدونه، إلا في حالة عجز الشخص عن القيام بسبب مرض أو كبر في السن؛ فقد اتفقت جماهير العلماء على ذلك، لقوله تعالى: (لَا يُكَلِّفُ اللَّـهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا).
الركن الثاني: تكبيرة الإحرام
وهي عبارة عن قول “الله أكبر”، وتُعتبر هذه التكبيرة دخولًا في الصلاة، وقد ورد في الحديث الشريف: (إذَا قُمْتَ إلى الصَّلَاةِ فَكَبِّرْ).
الركن الثالث: قراءة الفاتحة
تُقرأ الفاتحة في كل ركعة من الصلاة، وهي ضرورية لصحة الصلاة، ودليل ذلك الحديث: (لَا صَلَاةَ لِمَن لَمْ يَقْرَأْ بفَاتِحَةِ الكِتَابِ).
الركن الرابع: الركوع
الركوع يعني الانحناء، ويكون صحيحاً فقط عند وصول اليدين إلى ركبتيه. إذا لم يصل المصلّي لليدين إلى الركبتين بدون عذر، فإن ركوعه لا يُعتبر صحيحًا، ويستند إلى قوله تعالى: (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا).
الركن الخامس: الرَّفع من الركوع
يتعلق هذا بمعاودة الاستقامة بعد الركوع، حيث تعود فقرات الظهر لوضعها الطبيعي، وهو ما يُستدل عليه من نص حديث: (ثم ارفع حتى تعدل قائمًا).
الركن السادس: السجود
يكون السجود على الأعضاء السبعة (الجبهة، الأنف، اليدين، الركبتين، وأطراف القدمين)، ويكون كاملاً عند استناد الأعضاء المذكورة، وقد أوصى النبي -صلى الله عليه وسلم-: (أُمرتُ أن أسجدَ على سبعة أعْظُمٍ).
الركن السابع: الرفع من السجود
المقصود هنا هو الجلوس والاستقرار بعد السجود، والدليل على ذلك قوله -صلى الله عليه وسلم-: (ثم ارفع حتى تطمئن جالسًا).
الركن الثامن: الجلسة بين السجدتين
هذا يعني الجلوس بعد السجود الأولى وقبل السجود الأخيرة، وقد ورد في حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- أن الجلوس ينبغي أن يكون مطمئنًا.
الركن التاسع: الطمأنينة في جميع الأركان
الطمأنينة تشير إلى السكون عند أداء الأركان، ويُشدد على ضرورة ارتكاز المُصلي بشكل صحيح عند كل فعل.
الركن العاشر: التشهُّد الأخير
يُعتبر التشهد الأخير جزءًا أساسيًا من الصلاة، وفي حال عدم إتيانه، تُبطل الصلاة. وقد أُمر الرسول -صلى الله عليه وسلم- العبد بالجلوس للتشهد.
الركن الحادي عشر: الجلوس للتشهد الأخير
يجب جلوس المصلي للتشهد الأخير، ولا تُقبل قراءته قائماً إلا في حالات العذر، كما أن إذا قرأه قبل الجلوس، يُعتبر غير صحيح.
الركن الثاني عشر: الصلاة على النبي
تعددت آراء العلماء حول اعتبار الصلاة على النبي ركنًا من أركان الصلاة، أو كونها سنةً، ولكن يُؤخذ بها في كل الحالات.
الركن الثالث عشر: الترتيب بين الأركان
يجب أن يتم أداء الأركان بالترتيب الذي ذُكر في الأحاديث، وإذا قدم المُصلي أحد الأركان على الآخر، تُعتبر صلاته باطلة.
الركن الرابع عشر: التسليم
التسليم هو آخر أركان الصلاة، ويتضمن قول: السلام عليكم. ويُعرف له عدة صيغ، منها: “السلام عليكم ورحمة الله” و”السلام عليكم” عن اليمين واليسار. والاستدلال على ذلك يأتي مما قاله النبي -صلى الله عليه وسلم-: (تحريمها التكبير، وتحليلها التسليم).
ما هي واجبات الصلاة؟
تعريف الواجبات
الواجب جمع كلمة واجب، وهو كل ما يتوجب على المصلي القيام به. وفيما يتعلق بالأحكام، فإن ترك الواجب عمداً يُعتبر خطأً، ويستوجب العقاب، وسيؤدي أيضًا إلى بطلان الصلاة. أما إذا كان الترك ناتجًا عن السهو، يُشرع سجود السهو.
واجبات الصلاة
تتضمن واجبات الصلاة ثمانية واجبات، والتي يجب على المصلي الالتزام بها:
الواجب الأول: تكبيرة الانتقال
تكبيرة الانتقال تُعبر عن الانتقال بين أركان الصلاة، ويجب أن تُقال كما ورد في السنة.
الواجب الثاني: قول “سمع الله لمن حمده”
يجب على المصلي قول “سمع الله لمن حمده” عند رفعه من الركوع، ولا يُعتبر تغيير صيغتها جائزاً.
الواجب الثالث: قول “ربنا ولك الحمد”
يُشرع التحمد بعد الركوع، والذي يكون خاصًا بالمأموم.
الواجب الرابع والخامس: الذكر في الركوع والسجود
ويجب أن يُقول المصلي “سبحان ربي العظيم” في الركوع و”سبحان ربي الأعلى” في السجود.
الواجب السادس: سؤال الله المغفرة بين السجدتين
وهذا يُعتبر طلب المغفرة بعد السجود الأول وقبل السجود الثاني.
الواجب السابع والثامن: التشهُّد الأول والجلوس له
يمثل التشهد الأول واجبًا، ويستند إلى فعل النبي في الصلاة.
ما هي شروط الصلاة؟
تعريف الشرط
الشرط هو ما يتطلب وجوده لصحة الشيء. فمثلًا، الوضوء يُعتبر شرطًا لصحة الصلاة، حيث يتوقف تواجد الشرط على صحة العبادة.
شروط الصلاة العامة
تتضمن الشروط العامة التي يجب أن تتوفر في كل العبادات، مثل الإسلام والعقل والتمييز.
شروط الصلاة الخاصة
توجد ستة شروط خاصة بالصلاة، والبيان كالتالي:
الشرط الأول: دخول الوقت
يُعتبر دخول الوقت من أهم الشروط لصحة الصلاة.
الشرط الثاني: ستر العورة
لا يجوز الصلاة بدون ستر العورة.
الشرط الثالث والرابع: الطهارة من الحدث والنجس
تتطلب الصلاة طهارة البدن والملابس والمكان.
الشرط الخامس: استقبال القبلة
تشترط الصلاة في اتجاه القبلة، وإلا تُبطل.
الشرط السادس: النية
تعد النية شرطًا أساسياً لضمان صحة الصلاة، كما ورد في حديث الرسول.