أجمل الأدعية ليوم الجمعة
ليس هناك نصوص صريحة تحدد دعاءً خاصًا ليوم الجمعة دون باقي الأيام، ولكن تُشير النصوص إلى أهمية المواظبة على أذكار الصباح والمساء. ومن بين هذه النصوص، قول الله تعالى: “وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا” (طه/130)، وأيضًا قوله: “وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ” (غافر/55)، وهناك العديد من الآيات والأحاديث التي تؤكد ذلك.
تُعتبر هذه الأذكار مستحبة بعد صلاة العصر، وإذا كان المسلم مشغولاً عنها في الأيام الأخرى، فلا داعي للقلق في جلوسه في هذا الوقت لأداء الأذكار والدعاء. فالذكر، والدعاء، والسعي في تحديد ساعة الإجابة مشروع في هذا التوقيت، حيث روى أبو داود عن جابر بن عبد الله أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: “يوم الجمعة اثنتا عشر – يعني ساعة – لا يسأل فيها مسلم الله شيئاً إلا أعطاه إياه، فالتمسوها في آخر ساعة بعد العصر.”
ساعة الإجابة في يوم الجمعة
وردت عدة أحاديث تشير إلى وجود ساعة في يوم الجمعة لا يوافقها مسلم يسأل الله شيئًا إلا أعطاه إياه. وقد اختلف العلماء في تحديد هذه الساعة بناءً على اختلاف الروايات. ففي بعضها، يُذكر أنها بين جلوس الإمام على المنبر وانتهاء الصلاة، كما في صحيح مسلم. وفي روايات أخرى، تُذكر أنها بعد العصر بدون تحديد، بينما تشير بعض الروايات إلى أنها آخر ساعة قبل غروب الشمس. وقد رجح بعض العلماء، مثل الشوكاني، أنها آخر ساعة قبل الغروب، معتبرين ذلك من أقوال غالبية أهل العلم.
وذكر رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أن في يوم الجمعة ساعة يُستجاب فيها الدعاء، حيث قال: “فيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم وهو قائم يصلي يسأل الله شيئًا إلا أعطاه إياه”. وبالتالي، يُستحسن أن يجتهد المسلم في اليوم كله في الدعاء والطلب من الله ما يرغب فيه، لأنه لا يُرد من دعا الله بإيمان وصدق.
فضل يوم الجمعة
يعتبر يوم الجمعة من أفضل الأيام، حيث قال الرسول – صلى الله عليه وسلم -: “خير يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة؛ فيه خُلق آدم، وفيه أُدخل الجنة، وفيه أُخرج منها، ولا تقوم الساعة إلا في يوم الجمعة” (رواه مسلم). كذلك قال: “إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة؛ فيه خُلق آدم، وفيه قبض، وفيه النفخة، وفيه الصعقة، فأكثروا عليّ من الصلاة فيه، فإن صلاتكم معروضة عليّ” (رواه أبو داود، والنسائي، وابن ماجه، وغيرهم).
يمتاز فضل يوم الجمعة بأنه يشمل كل أوقاته، سواء قبل الصلاة أو بعدها، كما يتميز بإقامة صلاة الجمعة وساعة الإجابة. ومن المعلوم أن الله سبحانه وتعالى يفضل بعض الأيام على بعض، وله في ذلك حكمة بالغة.
سنن يوم الجمعة
- استحباب كثرة الصلاة على الرسول – صلى الله عليه وسلم -، حيث قال: “إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة؛ فيه خُلق آدم، فأكثروا عليّ من الصلاة فيه” (صححه الألباني).
- استحباب الاغتسال والتطيب وارتداء أفضل الثياب والتسوك والتبكير للصلاة، وذلك كما جاء عن سلمان الفارسي – رضي الله عنه – أن الرسول – صلى الله عليه وسلم – قال: “لا يغتسل رجل يوم الجمعة، ويتطهر بما استطاع من طهر، ويدهن من دهنه، ثم يروح إلى المسجد، ولا يفرق بين اثنين، ثم يصلي ما كتب له، ثم ينصت للإمام إذا تكلم، إلا غفر له ما بين الجمعة إلى الجمعة الأخرى” (رواه البخاري).
- قراءة سورة الكهف، حيث قال الرسول – صلى الله عليه وسلم -: “من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة، سطع له نور من تحت قدمه إلى عنان السماء” (رواه أبو بكر بن مردويه بإسناد مقبول).
- تحري ساعة الإجابة والإكثار من الدعاء، فعن أبي هريرة – رضي الله عنه – أن الرسول – صلى الله عليه وسلم – ذكر يوم الجمعة: “فيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم وهو قائم يسأل الله شيئًا إلا أعطاه إياه” (رواه البخاري ومسلم).
محظورات يوم الجمعة
- أخطاء المصلين:
- ترك بعض الناس لصلاة الجمعة أو التهاون بها، حيث قال النبي – صلى الله عليه وسلم -: “لينتهين أقوام عن ودعهم الجمعات، أو ليختمن الله على قلوبهم، ثم ليكونن من الغافلين” (رواه مسلم).
- عدم استحضار النية في إتيان الجمعة، حيث يذهب البعض إلى المسجد كعادة، مع أن النية شرط لصحة الجمعة.
- التهاون في حضور خطبة الجمعة، حيث يأتي بعضهم أثناء الخطبة، بل وأحيانًا أثناء الصلاة.
- البيع والشراء بعد أذان الجمعة، قال الله تعالى: “يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع” (الجمعة/9).
- أخطاء الخطباء:
- إطالة الخطبة وتقليل الصلاة، كما قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: “إن طول صلاة الرجل وقصر خطبته من فقهه” (رواه مسلم).
- عدم الإعداد الجيد للخطبة واختيار الموضوع المناسب.
- كثرة الأخطاء اللغوية في الخطبة.
- استشهاد بعض الخطباء بأحاديث ضعيفة أو موضوعة دون التنبيه.
- اقتصار بعض الخطباء على الدعاء فقط في الخطبة الثانية.
- عدم الاستشهاد بالقرآن أثناء الخطبة، وهذا يتنافى مع هدي النبي – صلى الله عليه وسلم -.