الحب والفراق
يُعتبر الحب من أجمل المشاعر التي يمكن أن يختبرها الإنسان، بينما يُعد الفراق تحدياً يترك أثراً عميقاً في القلب عندما نبتعد عن من نحب. يضفي الحب ألواناً زاهية على الحياة، بينما يجعل الفراق الأجواء ملبدة بالغيوم والكآبة. الحب هو نبض الحياة، في حين يُشعر الفراق وكأنه موت يلف مشاعرنا. في هذا السياق، نقدم إليكم مجموعة من أروع العبارات التي تتحدث عن الحب والفراق.
أجمل العبارات عن الحب والفراق
- تملك ساعات الحب أجنحة، بينما تمتلك ساعات الفراق مخالب.
- حتى إن افترقت بنا الأيام، وبلغ الفراق مسافات بعيدة، ستظل حاضراً في ذاكرتي وقلبي.
- دونني إلى مدينة حب لا تعرف الفراق.
- في ذاكرتي توجد ألف حكاية فراق، أرويها لأحشائي مساءً لتنخفف آلامها.
- في غيابك، درست الشوق وعشت الوحدة، أما في وجودك، اكتشفت معاني الحياة وملأت كل مكان بابتساماتي. لقد سكن حبك قلبي وأيقنت أنك قدري.
- للكل في الذكرى أوجاعي، من أجلها تدمع عيوني. وإذا طالت الأيام ولم تروني، ابحثوا عني بين من أحبوني، وإذا استمر الفراق ولم تروني، تذكروا كلماتي.
- تركتني ورحت أسترجع ذكرياتي وأنت أمامي، كيف عشنا الفرح سوياً، وكيف بكينا، وكيف واجهتنا الصعوبات التي تغلبنا عليها معاً. لكن أدركت مع مرور الزمن أن الحياة ليست سوى ذكريات.
- ابتعدنا وكأن الفراق قد سحب بساط السعادة من تحت أقدامنا.
أبيات شعرية عن الحب والفراق
قصيدة “فراق ومن فارقت غير مذمم”
تتحدث هذه القصيدة للشاعر المتنبي، أحمد بن الحسين، الذي عُرف ببلاغته وفصاحته. وُلد بالكوفة وتربى في الشام، وهو يُعتبر من أعظم شعراء العرب.
فِراقٌ وَمَنْ فَارَقْتُ غَيرُ مُذَمَّمِ
وَأَمٌّ وَمَنْ يَمّمْتُ خيرُ مُيَمَّمِ
وَمَا مَنْزِلُ اللّذّاتِ عِندي بمَنْزِلٍ
إذا لم أُبَجَّلْ عِنْدَهُ وَأُكَرَّمِ
سَجِيّةُ نَفْسٍ مَا تَزَالُ مُليحَةً
منَ الضّيمِ مَرْمِيّاً بها كلّ مَخْرِمِ
رَحَلْتُ فكَمْ باكٍ بأجْفانِ شَادِنٍ
عَلَيّ وَكَمْ بَاكٍ بأجْفانِ ضَيْغَمِ
وَمَا رَبّةُ القُرْطِ المَليحِ مَكانُهُ
بأجزَعَ مِنْ رَبّ الحُسَامِ المُصَمِّمِ
فَلَوْ كانَ ما بي مِنْ حَبيبٍ مُقَنَّعٍ
عَذَرْتُ وَلكنْ من حَبيبٍ مُعَمَّمِ
رَمَى وَاتّقى رَميي وَمن دونِ ما اتّقى
هوًى كاسرٌ كفّي وقوْسي وَأسهُمي
إذا ساءَ فِعْلُ المرْءِ ساءَتْ ظُنُونُهُ
وَصَدَقَ مَا يَعتَادُهُ من تَوَهُّمِ
وَعَادَى مُحِبّيهِ بقَوْلِ عُداتِهِ
وَأصْبَحَ في لَيلٍ منَ الشّكّ مُظلِمِ
أُصَادِقُ نَفسَ المرْءِ من قبلِ جسمِهِ
وَأعْرِفُهَا في فِعْلِهِ وَالتّكَلّمِ
وَأحْلُمُ عَنْ خِلّي وَأعْلَمُ أنّهُ
متى أجزِهِ حِلْماً على الجَهْلِ يَندمِ
وَإنْ بَذَلَ الإنْسانُ لي جودَ عابِسٍ
جَزَيْتُ بجُودِ التّارِكِ المُتَبَسِّمِ
وَأهْوَى مِنَ الفِتيانِ كلّ سَمَيذَعٍ
نَجيبٍ كصَدْرِ السّمْهَريّ المُقَوَّمِ
خطتْ تحتَهُ العيسُ الفلاةَ وَخالَطَتْ
بهِ الخَيلُ كَبّاتِ الخميسِ العرَمرَمِ
وَلا عِفّةٌ في سَيْفِهِ وَسِنَانِهِ
وَلَكِنّهَا في الكَفّ وَالطَّرْفِ وَالفَمِ
وَمَا كُلّ هَاوٍ للجَميلِ بفاعِلٍ
وَلا كُلّ فَعّالٍ لَهُ بِمُتَمِّمِ
فِدىً لأبي المِسْكِ الكِرامُ لإنّهَا
سَوَابِقُ خَيْلٍ يَهْتَدينَ بأدْهَمِ
أغَرَّ بمَجْدٍ قَدْ شَخَصْنَ وَرَاءَهُ
إلى خُلُقٍ رَحْبٍ وَخَلْقٍ مُطَهَّمِ
إذا مَنَعَتْ منكَ السّياسةُ نَفْسَها
فَقِفْ وَقْفَةً قُدّامَهُ تَتَعَلّمِ
يَضِيقُ على مَن راءَهُ العُذْرُ أن يُرَى
ضَعيفَ المَساعي أوْ قَليلَ التّكَرّمِ
وَمَن مثلُ كافورٍ إذا الخيلُ أحجَمَتْ
وَكانَ قَليلاً مَنْ يَقُولُ لها اقدِمِي
شَديدُ ثَباتِ الطِّرْفِ والنقعُ وَاصِلٌ
إلى لهَوَاتِ الفَارِسِ المُتَلَثِّمِ
أبا المسكِ أرْجو منك نصراً على العِدى
وآمُلُ عِزّاً يخضِبُ البِيضَ بالدّمِ
وَيَوْماً يَغيظُ الحاسِدينَ
وَحَالَةً أُقيمُ الشّقَا فِيها مَقامَ التّنَعّمِ
وَلم أرْجُ إلاّ أهْلَ ذاكَ وَمَنْ يُرِدْ
مَوَاطِرَ من غَيرِ السّحائِبِ يَظلِمِ
فَلَوْ لم تكنْ في مصرَ ما سرْتُ نحوَها
بقَلْبِ المَشُوقِ المُستَهامِ المُتَيَّمِ
وَلا نَبَحَتْ خَيلي كِلابُ قَبَائِلٍ
كأنّ بها في اللّيلِ حَمْلاتِ دَيْلَمِ
وَلا اتّبَعَتْ آثَارَنَا عَينُ قَائِفٍ
فَلَمْ تَرَ إلاّ حافِراً فَوْقَ مَنْسِمِ
وَسَمْنَا بها البَيْدَاءَ حتى تَغَمّرَتْ
من النّيلِ وَاستَذرَتْ بظلّ المُقَطَّمِ
قصيدة كل قصيدة كل حب
قصيدة “كل قصيدة كل حب” للشاعر اللبناني أنسي الحاج، وُلد عام 1937، وترك بصمة كبيرة في الأدب العربي من خلال أعماله الشعرية. نشر العديد من النشرات الأدبية وعمل كمدير تحرير في عدة مجلات. ومن أبرز دواوينه: “لن”، و”الرأس المقطوع”، و”ماضي الأيام الآتية”.
كلُّ قصيدةٍ هي بدايةُ الشعر
كلُّ حبٍّ هو بدايةُ السماء.
تَجذري فيّ أنا الريح
اجعليني تراباً.
سأعذبكِ كما تُعذب الريحُ الشجَرَ
وتمتصّينني كما يمتصُّ الشجرُالتراب.
وأنتِ الصغيرة
كلُّ ما تريدينه
يُهدى إليكِ الى الأبد.
مربوطاً إليكِ بألم الفرق بيننا
أنتَزعُكِ من نفسكِ
وتنتزعينني،
نتخاطف الى سكرة الجوهريّ
نتجدّد حتى نضيع
نتكرّر حتى نتلاشى
نغيبُ في الجنوح
في الفَقْد السعيد
ونَلِجُ العَدَم الورديّ خالصَين من كلّ شائبة.
ليس أنتِ ما أُمسك
بل روح النشوة.
… وما إن توهّمتُ معرفةَ حدودي حتى حَمَلَتني أجنحةُ التأديب الى الضياع.
لمنْ يدّعي التُخمةَ، الجوعُ
ولمن يعلن السأمَ، لدغةُ الهُيام
ولمن يصيح “لا! لا!”، ظهورٌ موجع لا يُرَدّ
في صحراء اليقين المظفَّر.
ظهورٌ فجأةً كدُعابة
كمسيحةٍ عابثة
كدُرّاقةٍ مثلَّجة في صحراء اليقين،
ظهوركِ يَحني الرأسَ بوزن البديهة المتجاهَلَة
فأقول له “نعم! نعم!”،
والى الأمام من الشرفة الأعلى
كلّما ارتميتُ مسافة حبّ
حرقتُ مسافةً من عمر موتكَ
كائناً من كنتَ!…
ترتفعُ
ترتفع جذوركِ في العودة
تمضي
واصلةً الى الشجرةِ الأولى
أيّتها الأمُّ الأولى
أيتها الحبيبةُ الأخيرة
يا حَريقَ القلب
يا ذَهَبَ السطوح وشمسَ النوافذ
يا خيّالةَ البَرق المُبْصر وجهي
يا غزالتي وغابتي
يا غابةَ أشباح غَيرتي
يا غزالتي المتلفّتة وسط الفَرير لتقول لي: اقتربْ،
فأقترب
أجتاز غابَ الوَعْر كالنظرة
تتحوّل الصحراء مفاجرَ مياه
وتصبحين غزالةَ أعماري كلّها،
أفرّ منكِ فتنبتين في قلبي
وتفرّين منّي
فتعيدكِ إليّ مرآتكِ المخبأة تحت عتبة ذاكرتي.
يداكِ غصونُ الحرب
يداكِ يدا الثأر اللذيذ مني
يدا عينيكِ
يدا طفلةٍ تَرتكب
يداكِ ليلُ الرأس.
تُسكتينني كي لا يسمعونا
ويملأُ الخوفُ عينيكِ
مُدَلّهاً مختلجاً بالرعب
كطفلٍ وُلد الآن.
تنسحب الكلمات عن جسدكِ
كغطاءٍ ورديّ.
يَظهر عُريكِ في الغرفة
ظهورَ الكلمة الأوحد
بلا نهائيّةِ السراب في قبضة اليد.
مَن يحميني غابَ النهار
مَن يحميني ذَهَبَ الليل.
ليس أيَّ شوقٍ بل شوقُ العبور
ليس أيَّ أملٍ بل أملُ الهارب الى نعيم التلاشي.
فليبتعد شَبَحُ الخطأ
ولا يقتحْمنا باكراً
فيخطف ويطفىء
ويَقتل ما لا يموت
لكي يعيش بعد ذلك قتيلاً.
الحبّ هو خلاصي أيّها القمر
الحبّ هو شقائي
الحبّ هو موتي أيّها القمر.
لا أخرج من الظلمة إلاّ لأحتمي بعريكِ ولا من النور إلاّ لأسكر بظلمتك.
تربح عيناكِ في لعبة النهار وتربحان في لعبة الليل.
تربحان تحت كلّ الأبراج وتربحان ضدّ كل الأمواج.
تربحان كما يربح الدِين عندما يربح وعندما يَخْسر.
وآخذ معي وراءَ الجمر تذكارَ جمالكِ أبديّاً كالذاكرة المنسيّة،
يحتلّ كلَّ مكان وتستغربين
كيف يكبر الجميع ولا تكبرين.
ذَهَبُ عينيكِ يسري في عروقي.
لم يعد يعرفني إلاَّ العميان
لأنهم يرون الحبّ.
ما أملكه فيكِ ليس جسدكِ
بل روحُ الإرادة الأولى
ليس جسدك
بل نواةُ الجَسد الأول
ليس روحكِ
بل روحُ الحقيقة قبل أن يغمرها ضباب العالم.
الشمس تشرق في جسدكِ
وأنتِ بردانة
لأن الشمس تَحرق
وكلّ ما يَحرق هو بارد من فرط القوّة.
كلّ قصيدةٍ هي قَلْبُ الحبّ
كلّ حبٍّ هو قلبُ الموت يخفق بأقصى الحياة.
كلّ قصيدةٍ هي آخرُ قصيدة
كلّ حبٍّ هو آخرُ الصراخ
كلّ حبٍّ، يا خيّالةَ السقوط في الأعماق، كلّ حبٍّ هو الموت حتى آخره،
وما أُمسكه فيكِ ليس جسدكِ
بل قَلْبُ الله
أعصره وأعصره
ليُخدّر قليلاً صراخُ نشوتِهِ الخاطفة
آلامَ مذبحتي الأبديّة.
خواطر عن الحب والفراق
الخاطرة الأولى:
انطلق الفراق في زيارتي، وعندما فتحت له، منَحني وردة للحب تنتمي إلى الأمل. إنّ هذا العمر بأكمله لا يكفي لأعبر عن مدى حبي لك، فهو أقصر من أن يحتمل الرحلة معك، وأطول من أن نقضيه في الفراق. وكما كنت أعلم، فإن كل حب كبير هو مشروع فراق عظيم، ومع ذلك، حتى بعد انفصالنا، سأظل أحبك، وستعرف ذلك لاحقاً، لأنك ستبقى تحبني.
الخاطرة الثانية:
إنما الحبيب هو وجود حبيبه، إذ يتجلى فيه عواطفه. عند الفراق، يُسحب جزء من وجودنا، فنعود ولوعنا، كل واحد منا يجلس في مكانه معزولاً عن الآخرين. نشعر كأن قلوبنا تنعي معنى الفراق كما تنعى معنى الموت. ونرى مرور الوقت دون أن نشعر به، ولكن عندما نفقد من نحب، يدرك القلب فجأة معنى الزمن الغائب، فينفجر الفراق وكأنه فقد سنوات من العمر.
رسائل عن الحب والفراق
الرسالة الأولى:
ماذا لو ابتكرنا طريقة مغايرة للحب؟
لماذا لا نبدأ من النهاية؟
نفترق ثم نلتقي إلى الأبد.
الرسالة الثانية:
لا ترضَ بنصف حبٍّ..
ولا بنصف فراقٍ..
إمّا كل شيءٍ أو لا شيء على الإطلاق..
الرسالة الثالثة:
الحب الحقيقي لا يُطفئه حرمان..
ولا يقتله فراق..
ولا تقضي عليه أي محاولات للهرب منه..
لأن الطرف الآخر يبقى دائماً حاضراً في الوجدان..