أيام العقيق: أروع وأجمل
اختبر جمال وجاذبية أيام العقيق
والحياة تحت ظلالها الرائعة
وكذلك المصيف الذي ينبض بجماله
في زمن المها وربيعها الذي يتجدد
كأنها أصل بارد متعلق بأشعة الشمس
مليئة بعطر أريج الرياض الخلاب
وتحت ظلالها المنيرة مع زهورها
الناصعة البياض كالأقمار المتلألئة
وأجمل من عيون الظباء العريضة
تبدلت بأصواتٍ جديدةً ومنعشة
لله، كانت ليلتنا لا تُنسى
اتفق فيها بين الأصداء والمشاعر
قالت وقد فعلنا ذلك بلطف
ما أروع كل ما هو طيب ومبارك
فاستمتعت بأشعة الشمس التي لو غابت
ظهرت من جديد، كأنها لم تختفِ
وإذا نظرنا إذ سعدت الظباء برفقتنا
كانت حاملةً للجمال في بقاعها
إن كانت الأنساب محصورةً فيها
فقد صارت من نسل الأبوين دون جدل
قلتُ للزهراء عندما استيقظت
بين النكبات ومخالب الدهر
مدينة عظيمة طغى عليها الزمن
لا زالت تفتح أبوابها وصوت البلغاء
كأن الحياة وجدت فيها المعاني
أو وجدت فيها صولات زمانٍ متزعم
لكن أبناء طوق ومعهم أقرانهم
بنوا المجد بالتبجيل والأصالة
ستظل الدنيا قائمةً وأبنيتها
أملاً وقد قضت ليلها على أحسن الوجوه
المرتفعة بأيام القتال، وتألقت
بألوان جذابة لسموها ونضارتها
يا من تطلب مساعينا لتحظى بها
هيهات من غبار ذاك النصر
أنت الذي تتعذب في أهواء النساء
لتصل للشغف الأقصى بحبك العميق
تجاوزت الأوجاع وقاومت بصبر
عمر بن طوق هو رمز أهل المغرب
المتصل بصلاته إذا انتشر النجم
في ذهب الشرف الذي فاز بنجاحه
نجوم أعماله الناصعة تروي جهدها
لقاءً بأبي حفص في موضع الأركوب
الكوكب اللامع وضح في عيونكم
فاستوضحوها إن كان لذلك معنى
تمنح الخير كما تمنحه الأيدي السخية
ومرحبًا بالزوار، بشاشتها
تغنيك عن أهلها وزيارتهم
إذا جاءك الخليل وهو محب لك
فأنت المستفيد من كرمه وعطائه
الجد والإصرار طبعه، وفيه روح الدعابة
الكلام العاقل من لم يمسح
صعبٌ إذا انحرف الزمن ولم يكن
ليرقق ما صقل العواطف من لم يصنع
الود للقرابة، لكن حقيقته
أن يكون للأولياء دون الأقارب
وكذلك ظهر عتاب بن سعد الشهير
هم الجُند في زمننا الحاضر
هم بركة مَن رأى مكانة غير قريبة
وأبناء أبي رجلٍ بدون أبناءه
ومنافس عمر بن طوق لا يملك
من حقده عليه العبر والأغلب
تعبت الخلائق والنوال كان نصيبها
في الاستقرار صحيحة من لم يتعب
لكنه في المجد يتألق وجهه
يستعصي على الفاشل المتكاسل
بحرٌ يتدفق تحت الأقدار إن هبّت
ولا تعطل قوة السؤال حيث تأتي
فتبقى جداول دافقة إذا لم تُحال
يا أبناء طوق، أين أنتم من العقب؟
أُنتُم ورثة مُعقِّبٍ لم يُعقِب
سجلت من عمر بن طوق طموحي
بالحوارات الثابتة المستمرة
عناق المديح كنت أسطره
عقدًا من الياقوت غير المثقوب
الأجدر بالممدوح أن يُعطى حقه
ما كان فيه من المدح يستحق
صياغته في حُلة جميلة ونادرة
تجلى ما أمر، وأجمل شاعرٍ
فيه فأحسن مغربًا في مغربه
وعندما كرمت نطقت بمدحة
حقًا، فلا أفترق بداخله
ومتى أمدح غيرك كنت عندي صادقًا
فقط إن كانت المقالة حقًا عميقة.
إن عهدًا لو تعلمان ذميماً
إن عهدًا لو كنتما تعلمان ذميماً
أن تناما عن ليلتي أو تنامَ
كنت أرعى البدور حتى إذا ما
فارقوني أمسيت أرعى النجوم
مررنا بالدار وهي خالية
وبكينا طلولها والرسم
وسألنا رُبوعها فانسحبنا
بسلام وما سألنا حكيمًا
أصبحت روضة الشباب هشيماً
وغدت ريحها البليل سموماً
شعلات في المفارق استودعتني
في صميم الفؤاد حزنًا قوميًا
تستثير الهموم ما أكتَنَّ منها
صعودًا وهي تستثير الهموم
غرّة بُهمة ألا إنما كن
تُ أَغرًا أيام كنت بهيمًا
دقة في الحياة تُدعى جلالًا
مثلما سُمّي اللديد سليمًا
حلمتني زعمتم وأراني
قبل هذا التحليم كنت حليمًا
من رأى بارقًا سرى صامتًا
جاد نَجدًا سهولها والحُزومة
يوسفيًا محمديًا حفيًّا
بالذليل الثرى رؤوفًا رحيمًا
فسقى طيّئًا وكلبًا ودودًا
وقيسًا ووائلًا وتميمًا
لن ينال العُلا خصوصًا من الفت
يَا من لم يكن نَداه عُمومًا
نشأت من يمينه نفحاتٌ
ما عليها إلا أن تكون غيومًا
ألبست نجدًا الصنائع لا شيئ
ًا ولا جانبةً ولا قيسومة
كرمت راحتيه في أزماتٍ
كان صوب الغمام فيها لئيما
لا رُزَيناهُ ما ألذ إذا هزّ
وأندى كفًا وأكرم خيمًا
وجه العيسَ وهي عيسٌ إلى اللَ
يه فآلت مثل القِسِي الحطيم
وَأحقُّ الأقوامِ أن يقضيَ الديّ
ثم لما علاه صار أديما
لم يحدث نفسه بمكة حتى
جازت الكهف خيله والرقيما
حرَم الدين زاره بعد أن لم
يُبقِ للكفر والضلال حرِيما
حين عفى مقام إبليس سامي
بالمطايا مقام إبرهيمًا
حطم الشرك حطمةً ذكرته
في دجى الليل زامزما والحطيم
فاض فيض الأتيِ حتى غدا المَو
سِمُ من فضل سيبِهِ موصومًا
قد بلونا أبا سعيد حديثًا
وبلونا أبا سعيد قديمًا
ورديناه ساحلاً وقليبًا
ورعينا بارضًا وجميما
فَعَلِمنا أن ليس إلا بشقِّ الن
فس صار الكريم يدعى كريما
طلب المجد يورث المرءَ خنبلاً
وهُمومًا تقضقض الحيزوما
فتهراه وهو الخالي شجياً
وترى وهو الصحيح سقيما
تجد المجد في البرية منتثورًا
وتلقاه عنده منظومًا
تيمته العلا فليس يعدّ ال
بؤس بؤسًا ولا النعيم نعيما
وتؤام الندى يُري الكرم الفا
رد في أكثر المواطن لومًا
كلما زُرتُه وجدتُ لديهِ
نسبًا ظاعنًا ومجدًا مقيمًا
أجدَرُ الناس أن يُرى وهو مغبونٌ
وهَيْهات أن يُرى مَظلوما
كل حال تلقاه فيها ولكن
ليس يُلقى في حالة مذمومة
وإذا كان عارض الموت سحًّا
خضلًا بالردى أجشّ هزيمًا
في ضرام من الوغى واشتغالٍ
تحسب الجو منهما مهمومًا
واكتسبت ضمَر الجياد المذاكي
من لباس الهيجا دمًا وحميمًا
في مكرٍ تلوكها الحرب فيه
وهي مقوّرة تلوك الشكيما
قمت فيها بحجة الله لما
أن جعلت السيوف عنك خصومة
فتح الله في اللواء لك الخا
فِق يوم الإثنين فتحًا عظيمًا
حَوَّمَتْه رياح الجنوب ولن يُح
مد صيد الشاهين حتى يحوما
في عذاةٍ مهضوبة كان فيها
ناضر الروض للسحاب نديمًا
لُيّنَت مُزنها فكانت رِهامًا
وسجدت ريحها فكانت نسيمًا
نعمة الله فيك لا أسأل الله
إليه نُعمى سوى أن تدوم
ولو أني فعلتُ كنتُ كمن يَس
تلقوا وهو قائم أن يقوم
ديمة سمحة القياد سكوب
ديمة سمحة القياد سكوبُ
مستغيثٌ بها الثرى المكروبُ
لو سعت بقعة لإعظام نعمةٍ
لسعى نحوها المكان الجديبُ
لذَّ شؤبوبها وطاب لو تس
طع قامت فعانقتها القلوبُ
فهي ماءٌ يجري وماءٌ يليهِ
وعزّال تهب وأخرى تذوبُ
كشف الروض رأسه واستسرّ
المحل منها كما استسرّ المريبُ
فإذا الرى بعد محل وجرجا
لدَيْها يبرين أو ملحوبُ
أيها الغيث حيًّا أهلاً بمغدًا
وكثيرًا عند السرى وحين تؤوبُ
لأبي جعفرٍ خلايقٌ تحكي
هن قد يشبه النجيب النجيبُ
أنت فينا في ذا الأوان غريبٌ
وهوم فينا في كل وقت غريبُ
ضاحكٌ في وائب الدهر طلقٌ
وملوكٌ يبكين حين تنوبُ
فإذا الخطب رات نال الندى
والبذلُ منه ما لا تنال الخطوبُ
خلقٌ مشرقٌ ورأي حسامٌ
وودادٌ عذبٌ وريحٌ جنُوبُ
كل يوم له وكل أوانٍ
خلقٌ ضاحكٌ ومالٌ كئيبُ
إن تقاربْه أو تباعِدْه ما لم
تأتِ فحشاءً فهو منكَ قريبُ
ما التقى وفرة ونائله مذ
كان إلا وفّره المغلوبُ
فهُو مدين للجود وهو بغيضٌ
وهو مقص للمال وهو حبيبُ
يأخذ الزائرين قسرًا ولو كفّ
م دعاهم إليه وادٍ خصيبُ
غير أن الرامي المسدد يحتا
ط مع العلم أنه سيصيبُ