أحاديث الرسول حول التوبة
يقول الله -عز وجل-: ﴿إن الله يحب التوابين﴾، وقد وردت العديد من الأحاديث النبوية الشريفة التي تتناول موضوع التوبة. تُعتبر التوبة طريقًا رئيسيًا نحو الإصلاح الروحي، وهي عطية من الله -تعالى- تهدف إلى تشجيع الخلق على العودة إلى الحق والسير في الصراط المستقيم. هنا نقدم مجموعة من الأحاديث النبوية التي تتعلق بالتوبة:
استمرارية قبول الله -تعالى- لتوبة العبد
من مظاهر رحمة الله -تعالى- بعباده هو قبوله المستمر لتوبة العبد في جميع الأوقات، حيث يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إن الله -عز وجل- يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل، حتى تطلع الشمس من مغربها). وقد جعل الله -عز وجل- باب التوبة مفتوحًا أمام العبد طوال حياته، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر)، و”يغرغر” تعني إذا بلغت روحه حلقه.
تقبل التوبة رغم تكرار الذنب
إن الله يقبل توبة العبد حتى وإن تكرر الذنب. إن تكرار الذنب لا يعني حرمان الإنسان من فرصة التوبة والعودة إلى الله -تعالى-، حيث يُشير النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى ذلك بقوله: (إن العبد إذا أخطأ خطيئة، نُكِتت في قلبه نكتة سوداء، فإذا نزع واستغفر وتاب سُقِل قلبه، وإن عاد، زيد فيها حتى تعلو قلبه، وهو الران الذي ذكر الله: كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ).
دعوة النبي الكريم للتوبة مهما كثرت الذنوب
لقد شدد -صلى الله عليه وسلم- على أهمية التوبة، وعدم القنوط منها بسبب كثرة الخطايا، حيث قال: (لو أخطأتم حتى تبلغ خطاياكم السماء، ثم تبتُم، لتاب الله عليكم). إن كثرة الذنوب لا تمنع العبد من الرجوع إلى الله -تعالى-، حيث إن رحمته لا تعرف حدود، ولا يوجد ذنب يعجز عن غفرانه.
مدح النبي الكريم للتوابين
إن الجميع يخطئ، لكن أفضلهم هو من يعود إلى الله -تعالى-، ويتوب، ويستغفر، ويبتعد عن المعصية. قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (كل بني آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون). وقد امتدح النبي -صلى الله عليه وسلم- التائبين بسبب توبتهم المتكررة، مما يدل على علو شأن التوبة ووجوب الرجوع إلى الله -تعالى-.
دعوة النبي إلى التوبة مع الاستشهاد بنفسه
قال -صلى الله عليه وسلم-: (يا أيها الناس، توبوا إلى الله، فإنّي أتوب في اليوم إليه مئة مرة). رغم مكانته العالية، إلا أنه كان يستغفر الله في اليوم مئة مرة، مما يعكس أهمية التوبة في حياة المسلم.
قبول التوبة حتى من المرتد إذا أسلم بحسن نية
جاء رجل من الأنصار ارتد ثم ندم وأراد العودة إلى الله، فبعث يسأل النبي -صلى الله عليه وسلم-: هل لي من توبة؟ فأوحى الله -تعالى-: (كيف يهدي الله قومًا كفروا بعد إيمانهم وشهدوا أن الرسول حق وجاءتهم البينات والله لا يهدي القوم الظالمين* أولئك جزاؤهم أن عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين* خالدين فيها لا يُخفف عنهم العذاب ولا هم يُنظرون* إلا الذين تابوا من بعد ذلك وأصلحوا فإن الله غفور رحيم). فأرسل النبي إليه فأسلم.