أهمية بر الوالدين
حثّ الله -تعالى- على الإحسان إلى الوالدين، سواء في حياتهم أو بعد وفاتهم، حيث يُعتبر برّهما من الطاعات الجليلة التي تقرب العبد إلى الله ولرسوله صلى الله عليه وسلم. فهذه العبادة من الأسباب المهمة لدخول الجنة، إذ يُعتبر احترام الوالدين وتقديم العون لهم واجبًا من الأبناء كنوع من الشكر والعرفان لما بذلوه من جهود في تربيتهم ورعايتهم. فالوالدين هما السبب في وجود الأبناء في هذه الحياة، وبرّ الأبناء بوالديهم يسهم في أن يبرّهم أبناؤهم مستقبلًا. قال تعالى: “هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ”.
أحاديث عن الوالدين
أدلة بر الوالدين في السنة النبوية
توجد العديد من الأحاديث النبوية التي توضح فضل بر الوالدين وأهميته. وفيما يلي بعض هذه الأحاديث:
- سأل عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أيُّ الأعمالِ أحَبُّ إلى اللهِ تعالى؟”، فقال: “الصَّلاةُ لِوَقتِها”، ثم استفسر: “ثم أيُّ؟” فقال: “ثم بِرُّ الوالدينِ”، ثم سأل: “ثم أيُّ؟” فقال: “الجِهادُ في سَبيلِ اللهِ عزَّ وجلَّ”.
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “جَاءَ رَجُلٌ إلى رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَقالَ: يا رَسولَ اللَّهِ، مَن أحَقُّ النَّاسِ بحُسْنِ صَحَابَتِي؟” قال: “أُمُّكَ”، قال: “ثُمَّ مَنْ؟” قال: “ثُمَّ أُمُّكَ”، قال: “ثُمَّ مَنْ؟” قال: “ثُمَّ أُمُّكَ”، قال: “ثُمَّ مَنْ؟” قال: “ثُمَّ أبُوكَ”.
- رُوي عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- أنه قال: “جاء رَجُلٌ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فاستأذَنَه في الجهادِ، فقال: أحَيٌّ والداكَ؟ قال: نعمْ، قال: ففيهما فجاهِدْ”.
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “رَغِمَ أنْفُهُ، ثُمَّ رَغِمَ أنْفُهُ، ثُمَّ رَغِمَ أنْفُهُ”. قيلَ: “مَنْ؟ يا رَسولَ اللهِ”، قالَ: “مَن أدْرَكَ والِدَيْهِ عِنْدَ الكِبَرِ، أحَدَهُما، أوْ كِلَيْهِما، ثُمَّ لَمْ يَدْخُلِ الجَنَّةَ”.
- جاء رجل يُدعى جاهمة، فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: “يا رسولَ اللَّهِ إنِّي كنتُ أردتُ الجِهادَ معَكَ أبتغي بذلِكَ وجْهَ اللَّهِ والدَّارَ الآخرةَ”، قالَ: “ويحَكَ أحيَّةٌ أمُّكَ؟” قلتُ: “نعَم”، قالَ: “ارجَع فبِرَّها”. ثم عاد وسأله من جوانب أخرى، فقال رسول الله: “ويحَكَ الزَم رِجلَها فثمَّ الجنَّةُ”.
أدلة بر الوالدين في القرآن الكريم
تناولت العديد من الآيات القرآنية فضل بر الوالدين وأهميته. ومن هذه الآيات:
- قال تعالى: (وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا).
- قال تعالى: (وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا* وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا* رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ ۚ إِن تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُورًا).
- قال تعالى: (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ۖ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا).
- قال تعالى: (وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَىٰ وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ).
- قال تعالى: (وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا ۖ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا ۖ وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا ۚ حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي).