فضل قيام الليل
حثّ الله -تعالى- المؤمنين على إحياء الليالي بالقيام، وبين عظم فضله، حيث قال سبحانه: (وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّد بِهِ نافِلَةً لَكَ عَسى أَن يَبعَثَكَ رَبُّكَ مَقاماً مَحموداً). وقد وردت العديد من الأحاديث التي تشدد على فضل قيام الليل، منها:
- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (أَفْضَلُ الصِّيَامِ، بَعْدَ رَمَضَانَ، شَهْرُ اللَّهِ الْمُحَرَّمُ، وَأَفْضَلُ الصَّلَاةِ بَعْدَ الْفَرِيضَةِ، صَلَاةُ اللَّيْلِ).
- قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (إِنَّ فِي الْجَنَّةِ غُرْفَةً يُرَى ظَاهِرُهَا مِن بَاطِنِهَا، وَبَاطِنُهَا مِن ظَاهِرِهَا، فَقَالَ أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ: لِمَنْ هِيَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: لِمَنْ أَلَانَ الْكَلَامَ، وَأَطْعَمَ الطَّعَامَ، وَبَاتَ لِلَّهِ قَائِماً وَالنَّاسُ نِيَامٌ)، والمقصود بالغرفة هنا العلية، وجمعها هو غرفات.
- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (مَن قامَ بعَشرِ آياتٍ لم يُكتَبْ مِن الغافِلينَ، ومَن قامَ بمئةِ آيةٍ كُتِبَ مِن القانِتينَ، ومَن قامَ بألْفِ آيةٍ كُتِبَ مِن المُقَنطِرينَ)، و”المُقنطِرينَ” تشير إلى من أعطي قنطارًا من الأجر.
أحاديث تشجع على قيام الليل
توجد العديد من الأحاديث التي تحثّ المؤمنين على القيام في الليل وتحثّهم على الالتزام بها، ومنها:
- عن سهل بن سعد -رضي الله عنه- قال: (جاء جبريل عليه السلام إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقال: يَا مُحَمَّدُ، عِشْ مَا شِئْتَ فَإِنَّكَ مَيِّتٌ، وَأَحْبِبْ مَنْ أَحْبَبْتَ فَإِنَّكَ مَفَارِقُهُ، وَاعْمَلْ مَا شِئْتَ فَإِنَّكَ مَجْزِيٌّ بِهِ، ثُمَّ قَالَ: يَا مُحَمَّدُ شَرَفُ الْمُؤْمِنِ قِيَامُ اللَّيْلِ وَعِزُّهُ اسْتِغْنَاؤُهُ عَنِ النَّاسِ).
- رُوي عن عبدالله بن مسعود -رضي الله عنه- أنه قال: (ذُكِرَ عِندَ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- رَجُلٌ نَامَ لَيْلَهُ حَتَّى أَصْبَحَ، فَقَالَ: ذَاكَ رَجُلٌ بَالَ الشَّيْطَانُ فِي أُذُنَيْهِ، أو قَالَ: فِي أُذُنِهِ). وقال النووي: “بالَ في أذنه الشيطان” هو كناية عن استسلامه للشيطان.
- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (عَلَيْكُمْ بِقِيَامِ اللَّيْلِ فَإِنَّهُ دَأَبُ الصَّالِحِينَ قَبْلَكُمْ، وَإِنَّ قِيَامَ اللَّيْلِ قُرْبَةٌ إِلَى اللَّهِ، وَمَنْهَاةٌ عَنْ الإِثْمِ، وَتَكْفِيرٌ لِلسَّيِّئَاتِ، وَمَطْرَدَةٌ لِلدَّاءِ عَنِ الجَسَدِ).
- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (نِعْمَ الرَّجُلُ عَبْدُ اللَّهِ، لَوْ كَانَ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ، فَكَانَ بَعْدَ ذَلكَ لَا يَنَامُ مِنَ اللَّيْلِ إِلَّا قَلِيلًا).
- جاء عن ابن عمر -رضي الله عنهما- أنه قال: (أَنَّ رَجُلاً جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- وَهُوَ يَخْطُبُ، فَقَالَ: كَيْفَ صَلَاةُ اللَّيْلِ؟ فَقَالَ: مَثْنَى مَثْنَى، فَإِذَا خَشِيتَ الصُّبْحَ فَأَوْتِرْ بِوَاحِدَةٍ، تُوتِرُ لَكَ مَا قَدْ صَلَّيْتَ).
- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (يا أيها الناس أفشوا السلام وأطعموا الطعام وصلوا الأرحام وصلوا بالليل والناس نيام، تدخلون الجنة بسلام).
قيام الليل في رمضان
حثّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على إحياء ليالي شهر رمضان بخصوصية، وقد وردت العديد من الأحاديث في ذلك، ومنها:
- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ).
- قالت عائشة -رضي الله عنها-: (مَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَزِيدُ فِي رَمَضَانَ وَلَا فِي غَيْرِهِ عَلَى إِحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً يُصَلِّي أَرْبَعًا، ثُمَّ يُصَلِّي أَرْبَعًا، ثُمَّ يُصَلِّي ثَلَاثًا).
قيام النبي للليل
توجد العديد من الأحاديث التي توضح كيفية قيام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالليل، ومنها:
- عن عائشة -رضي الله عنها-: (كَانَ نَبِيُّ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُومُ مِنَ اللَّيْلِ حَتَّى تَتَفَطَّرَ قَدَمَاهُ، فَقَالَتْ: لِمَ تَصْنَعُ هَذَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَقَدْ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ؟ قَالَ: أَفَلَا أُحِبُّ أَنْ أَكُونَ عَبْدًا شَكُورًا).
- عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: (مِن كُلِّ اللَّيْلِ قَدْ أَوْتَرَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-، فَانْتَهَى وِتْرُهُ إِلَى السَّحَرِ).
- عن حُذيفة بن اليَمان -رضي الله عنه- قال: (صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَافْتَتَحَ الْبَقَرَةَ، فَقُلْتُ: يَرْكَعُ عِنْدَ الْمِئَةِ، فَمَضَى يُصَلِّي، حَتَّى افْتَتَحَ صُورَةَ النِّسَاءَ، ثُمَّ آتِيَ عَظِيمًا فَإِذَا مَرَّ بِآيَةٍ فِيها تَسْبِيحٌ سَبَّحَ، وَإِذَا مَرَّ بِسُؤَالٍ سَأَلَ، وَإِذَا مَرَّ بِتَعَوُّذٍ تَعَوَّذَ، ثُمَّ رَكَعَ فَكانَ رُكُوعُهُ نَحْوًا مِنْ قِيَامِهِ).
- عن عبد الله بن عبّاس -رضي الله عنهما-: (بَاتَ عِندَ مَيْمُونَةَ أُمِّ المُؤْمِنِينَ، قَالَ: فَاضْطَجَعْتُ عَلَى عَرْضِ الوِسَادَةِ، فَاسْتَيْقَظَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَجَلَسَ، ثُمَّ قَرَأَ العَشْرَ آيَاتٍ خَوَاتِيمَ سُورَةِ آلِ عِمْرَانَ، ثُمَّ قَامَ يُصَلِّي، ثُمَّ أَوْتَرَ).