أحاديث قدسية عن التوبة

أحاديث قدسية عن التوبة

الأحاديث القدسية عن التوبة تجعلك تتوب إلى الله تعالى وتستغفر من ذنبك، فهو جل في علاه يقبل التوبة عن عباده ويغفر السوء لهم، لكن كيف تتوب؟ وكيف تستغفر من ذنبك، هذا ما يُعرفك إياه موقع سوبر بابا.

أحاديث قدسية عن التوبة

الأحاديث القدسية هي الكلام الذي ورد عن الله تعالى جل في علاه، ويكون قد نقله النبي صلى الله عليه وسلم، وفي الأحاديث القدسية عن التوبة الكثير والكثير.

1- الله تعالى كثير المغفرة

ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنَّ الله في حديث قدسي، إذا ما أذنب عبده ذنبًا وأتاه يستغفره فإنه يغفر له، فإن عاد للذنب يفعله ثم يستغفر الله يغفر الله له.

فهو سبحانه لا ينتظر من العبد إلا أن يكون طيبًا لنفسه، إذا أذنب يضر نفسه، وإذا عمل طيبًا فلنفسه، فهذا لا ينفع الله ولا يضره.

“أنَّ رجُلًا أذنَب ذنبًا فقال: أيْ ربِّ أذنَبْتُ ذنبًا – أو قال: عمِلْتُ عمَلًا – فاغفِرْ لي فقال تبارَك وتعالى: عبدي عمِل ذنبًا فعلِم أنَّ له ربًّا يغفِرُ الذَّنبَ ويأخُذُ به قد غفَرْتُ لعبدي ثمَّ أذنَب ذنبًا آخَرَ – أو قال: عمِل ذنبًا آخَرَ – قال: ربِّ إنِّي عمِلْتُ ذنبًا فاغفِرْ لي.

فقال تبارَك وتعالى: علِم عبدي أنَّ له ربًّا يغفِرُ الذَّنبَ ويأخُذُ به قد غفَرْتُ لعبدي ثمَّ عمِل ذنبًا آخَرَ أو أذنَب ذنبًا آخَرَ فقال: ربِّ إنِّي عمِلْتُ ذنبًا فاغفِرْ لي فقال اللهُ تبارَك وتعالى: علِم عبدي أنَّ له ربًّا يغفِرُ الذَّنبَ ويأخُذُ به أُشهِدُكم أنِّي قد غفَرْتُ لعبدي فلْيعمَلْ ما شاءرواه أبو هريرة.

كما قال تعالى في حديث قدسي آخر: يا عبادي إنكم تُخطئون بالليلِ والنهارِ وأنا أغفرُ الذنوبَ جميعًا فاستغفِروني أغفرْ لكم”.

اقرأ أيضًا: دعاء البعد عن المعاصي والشهوات

2- يغفر الله كل الذنوب

إن العبد إذا ما أذنب ذنبًا، فإنه يعود له ثانية، هذا من شيم الإنسان، لكن الله تعالى يغفر ولا يبالي، مهما بلغ قدر ذنوب الإنسان، فقط كل ما عليه أن يستغفر الله.. البشر لا يغفرون لبعضهم ولو مثقال ذرة، إلا أن الله تعالى يغفر حتى لو ذهب إليه بذنوب كحجم الأرض كلها.

قالَ اللَّهُ تعالى: “يا ابنَ آدمَ إنَّكَ ما دعَوتَني ورجَوتَني غفَرتُ لَكَ على ما كانَ فيكَ ولا أُبالي، يا ابنَ آدمَ لو بلغَت ذنوبُكَ عَنانَ السَّماءِ ثمَّ استغفرتَني غفرتُ لَكَ ولا أبالي، يا ابنَ آدمَ إنَّكَ لو أتيتَني بقِرابِ الأرضِ خطايا ثمَّ لقيتَني لا تشرِكُ بي شيئًا لأتيتُكَ بقرابِها مغفرةً”.

ليس على الإنسان في ذلك من حرج، فالله تعالى لم يخلق البشر ليكونوا ملائكة، بل هم في الحقيقية يذنبون بالليل والنهار، ثم يستغفرون بالليل والنهار لأجل أن هذه هي طبيعتهم البشرية، فقد قال تعالى بحديث قدسي: “لو لم تُذنِبوا لذهبَ اللهُ بكُمْ ولجاءَ بقومٍ يُذنبونَ ثمَّ يستغفرونَ فيغفرَ لهُم”.

3- ربك ليس بظلام للعبيد

فهو تعالى ليس له أن يظلم عبدًا، أو لا يعطيه مسألته، بل إن البشر كلهم والأرض كلها لا تزيد الله تعالى في شيء، لذا فالتعامل مع الله لا يكون كما التعامل مع البشر، بل هو أرقى وارفع من ذلك بكثير.

“عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ فِيما رَوَى عَنِ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى، أنَّهُ قالَ: يا عِبَادِي، إنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ علَى نَفْسِي، وَجَعَلْتُهُ بيْنَكُمْ مُحَرَّمًا، فلا تَظَالَمُوا، يا عِبَادِي، كُلُّكُمْ ضَالٌّ إلَّا مَن هَدَيْتُهُ، فَاسْتَهْدُونِي أَهْدِكُمْ.

يا عِبَادِي، كُلُّكُمْ جَائِعٌ إلَّا مَن أَطْعَمْتُهُ، فَاسْتَطْعِمُونِي أُطْعِمْكُمْ، يا عِبَادِي، كُلُّكُمْ عَارٍ إلَّا مَن كَسَوْتُهُ، فَاسْتَكْسُونِي أَكْسُكُمْ، يا عِبَادِي، إنَّكُمْ تُخْطِئُونَ باللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، وَأَنَا أَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا، فَاسْتَغْفِرُونِي أَغْفِرْ لَكُمْ، يا عِبَادِي، إنَّكُمْ لَنْ تَبْلُغُوا ضَرِّي فَتَضُرُّونِي، وَلَنْ تَبْلُغُوا نَفْعِي فَتَنْفَعُونِي.

يا عِبَادِي، لو أنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وإنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ، كَانُوا علَى أَتْقَى قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ مِنكُمْ؛ ما زَادَ ذلكَ في مُلْكِي شيئًا، يا عِبَادِي، لوْ أنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وإنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ، كَانُوا علَى أَفْجَرِ قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ؛ ما نَقَصَ ذلكَ مِن مُلْكِي شيئًا، يا عِبَادِي، لو أنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وإنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ، قَامُوا في صَعِيدٍ وَاحِدٍ فَسَأَلُونِي، فأعْطَيْتُ كُلَّ إنْسَانٍ مَسْأَلَتَهُ.

ما نَقَصَ ذلكَ ممَّا عِندِي إلَّا كما يَنْقُصُ المِخْيَطُ إذَا أُدْخِلَ البَحْرَ، يا عِبَادِي، إنَّما هي أَعْمَالُكُمْ أُحْصِيهَا لَكُمْ، ثُمَّ أُوَفِّيكُمْ إيَّاهَا، فمَن وَجَدَ خَيْرًا فَلْيَحْمَدِ اللَّهَ، وَمَن وَجَدَ غيرَ ذلكَ فلا يَلُومَنَّ إلَّا نَفْسَهُ. وفي روايةٍ: إنِّي حَرَّمْتُ علَى نَفْسِي الظُّلْمَ وعلَى عِبَادِي، فلا تَظَالَمُوا“. رواه أبو ذر الغفاري.

4- الله تعالى عند حسن ظن عبده

إن العبد حين يتعامل مع الله فهذا هو الكرم كله، ليس كما يُعامل البشر، كل ما عليه هو أن يسير إليه قليلًا فقط، وسيقربه الله منه.

يقولُ اللَّهُ تَعالَى: “أنا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بي، وأنا معهُ إذا ذَكَرَنِي، فإنْ ذَكَرَنِي في نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ في نَفْسِي، وإنْ ذَكَرَنِي في مَلَإٍ ذَكَرْتُهُ في مَلَإٍ خَيْرٍ منهمْ، وإنْ تَقَرَّبَ إلَيَّ بشِبْرٍ تَقَرَّبْتُ إلَيْهِ ذِراعًا، وإنْ تَقَرَّبَ إلَيَّ ذِراعًا تَقَرَّبْتُ إلَيْهِ باعًا، وإنْ أتانِي يَمْشِي أتَيْتُهُ هَرْوَلَةً” رواه أبو هريرة.

اقرأ أيضًا: دعاء اللهم استرنا فوق الأرض وتحت الأرض

كيف يتوب العبد؟

إن التوبة لله تعالى لها شروط، فالأحاديث القدسية عن التوبة وضحت جليًا أن الله تعالى يجب أن يتوب ويتضرع حتى يغفر سبحانه له ذنبه.

  • أن يُقر بالذنب، ويصدق على أنه فعل فاحش لا لبس فيه، فالبعض لا يعترفون أصلًا أن ما اقترفوا ذنب عظيم، لكن في التعامل مع الله لا يوجد مساحة للتحايل على الذنب.
  • يجب أن يكون الإنسان نادمًا على فعله، بل شاعرًا بالذنب عن كم أن هذا من المنكر الذي لم يكن عليه أن يقربه.
  • يُخلص في التوبة إلى الله تعالى، بحيث لا يُراد بها إلا وجهه الكريم.
  • يبتعد عن الذنب، وكل ما يقربه منه، ومن المكان الذي كان يفعل الذنب فيه، ليقطع كل سُبل العودة.
  • يعزم على أنه يترك هذا الذنب للأبد، وليس لبعض الوقت.
  • إذا ما كان الذنب ظلم أحد عباد الله، فعلى المذنب أن يطلب العفو والمغفرة ممن أساء إليه وأهدر حقه.

متى لا تقبل التوبة؟

على الرغم من أنه من بين الأحاديث القدسية عن التوبة أن الله تعالى كثير المغفرة، إلا أن هذا بحال استيفاء الشروط والتي من بينها الصدق في التوبة، لكن هُناك حالات لا يقبل الله أن يتوب على العبد بها.

  • إذا كان العبد كافرًا، ومصرًا على الكفر، أو مشركًا بالله ولم يبتعد عن هذا قبل أن يعود إلى الله تائبًا.
  • الوقت الذي تطلع فيه الشمس من مغربها، فوقتها تُرفع الأقدام وتجف الصحف.
  • أن يتوب العبد وهو على فراش الموت بمرحلة الغرغرة وخروج الروح.

كيف يُخلص العبد في توبته؟

الإخلاص في التوبة هو ما يجعل الله تعالى يقبلها، كيف لا وهو تعالى في أحاديثه القدسية عن التوبة أكد على أنه يغفر الذنوب جميعًا مهما كان حجمها طالما وُجد الصدق؟

  • أن يُجاهد العبد نفسه، فلا يرجع إلى الذنب مرة أخرى، وعلى الرغم من أن الله تعالى ذكر في أحاديثه القدسية عن التوبة أنه يغفر حتى إذا ما عاد العبد للذنب من جديد، لكن عليه ألا يجعل هذا حجة له للعودة طوال الوقت.
  • تذكر دائمًا الآخرة، والوقت الذي تلقى فيه الله تعالى، ووقت الحساب وفتح الصحف، أتريده سبحانه أن يستر عليك عيبك وقتها كما فعل في الدنيا؟ أن يتوب عليك وقتها ويقول غفرتها لك؟ فكر في جنات النعيم.. وفي النار على المقابل.
  • مصاحبة الصالحين تُصلح حالك، فهم خير معين على الطاعات، إذا ما أذنب أحدكم، فالآخر هو من يدله على الطريق الصائب.
  • اشغل نفسك دائمًا بعيدًا عن الذنب، ويُفضل أن يكون هذا الانشغال في طاعة الله سبحانه تقربًا منه، كأن تُقيم الليل، أو تتصدق وتذهب لتعين المحتاج أو اليتيم.

علامات قبول التوبة

العبد الذي يتوب الله عليه غالبًا ما يظهر هذا جليًا عليه، وهذا لا يعني أن يلاحظ هو ذاته ذلك، بل لن يشعر أبدًا أن هذه من علامات غفران الذنب.

  • تصبح حياته أفضل، على الأقل بالنسبة له، فلا تجده تعيسًا كما السابق، حتى لو ظن الناس أنه بات أسوأ، يظل هو يعرف الحقيقة بأن سلامة نفسه بكنوز الدنيا كلها.
  • يحذر كثيرًا من أن يقع في الذنب ذاته مرة أخرى، ودائمًا ما يكون راغبًا في أن يُمحى هذا الذنب تمامًا، فيفعل الكثير من الخيرات لأجل هذا.
  • لا يشترط أن يزيد الله من رزقه في الدنيا، بل إنه سبحانه يُعد له الكثير من الخيرات في الآخرة.
  • يكون شديد الخوف من العقاب، ومن يوم الحساب، ويظل ذنبه يؤرقه ويخاف العقاب منه، لكن من منظور رؤيتنا للأحاديث القدسية عن التوبة، فإن الله تعالى يكون قد تاب عليه وغفر له.

اقرأ أيضًا: دعاء التوبة من العادة السرية

دعاء التوبة

حين يدعو العبد إلى ربه تائبًا.. فإن ذلك يجب أن يكون بشيء من الصدق، والتضرع، هذا أدعى أن يغفر الله له ويتجاوز عن سيئاته، كما وعد سبحانه في الأحاديث القدسية عن التوبة.

  • اللَّهمَّ باعد بيني وبينَ خطايايَ كما باعدتَ بينَ المشرقِ والمغربِ اللَّهمَّ نقِّني من خطايايَ كما ينقَّى الثَّوبُ الأبيضُ منَ الدَّنسِ اللَّهمَّ اغسلني من خطايايَ بالماءِ والثَّلجِ والبَرَدِ.
  • رَبِّ اغْفِرْ لي خَطِيئَتي وجَهْلِي، وإسْرَافِي في أمْرِي كُلِّهِ، وما أنْتَ أعْلَمُ به مِنِّي، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي خَطَايَايَ، وعَمْدِي وجَهْلِي وهَزْلِي، وكُلُّ ذلكَ عِندِي، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي ما قَدَّمْتُ وما أخَّرْتُ، وما أسْرَرْتُ وما أعْلَنْتُ، أنْتَ المُقَدِّمُ وأَنْتَ المُؤَخِّرُ، وأَنْتَ علَى كُلِّ شيءٍ قَدِيرٌ.
  • استغفرُ اللهَ العظيمَ الذي لا إلهَ إلَّا هو الحيَّ القيومَ وأتوبُ إليه، من قاله غفر له وإن كان فرّ من الزحف.
  • اللَّهُمَّ لكَ أسْلَمْتُ، وبِكَ آمَنْتُ، وعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ، وإلَيْكَ أنَبْتُ، وبِكَ خَاصَمْتُ، وإلَيْكَ حَاكَمْتُ، فَاغْفِرْ لي ما قَدَّمْتُ وما أخَّرْتُ، وأَسْرَرْتُ وأَعْلَنْتُ، أنْتَ إلَهِي لا إلَهَ لي غَيْرُكَ.
  • اللَّهُمَّ أَنْتَ المَلِكُ لا إلَهَ إلَّا أَنْتَ أَنْتَ رَبِّي، وَأَنَا عَبْدُكَ، ظَلَمْتُ نَفْسِي، وَاعْتَرَفْتُ بذَنْبِي، فَاغْفِرْ لي ذُنُوبِي جَمِيعًا، إنَّه لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلَّا أَنْتَ.
  • اللهم اهْدِنِي لأَحْسَنِ الأخْلَاقِ لا يَهْدِي لأَحْسَنِهَا إلَّا أَنْتَ، وَاصْرِفْ عَنِّي سَيِّئَهَا لا يَصْرِفُ عَنِّي سَيِّئَهَا إلَّا أَنْتَ.
  • لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ وَالْخَيْرُ كُلُّهُ في يَدَيْكَ، وَالشَّرُّ ليسَ إلَيْكَ، أَنَا بكَ وإلَيْكَ، تَبَارَكْتَ وَتَعَالَيْتَ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إلَيْكَ.

 الأحاديث القدسية عن التوبة هي ما تدفع العبد إلى السير بالخطى إلى الله تعالى، لجمال وعده بأنه سبحانه يغفر الذنوب جميعًا.