تعددت الأحاديث الواردة في صحيحي البخاري ومسلم، وسنستعرض في هذا المقال بعضاً منها مع توضيح كيفية الجمع بين هذين الكتابين. كما سنشير إلى مؤلف كل منهما وعدد الأحاديث التي يحتويان عليها. تابعونا للتفاصيل.
كتاب صحيح مسلم
يُعتبر كتاب صحيح مسلم من أبرز المؤلفات التي يستند إليها العلماء والمشايخ في مجال الدين. يحتوي الكتاب على أحاديث نبوية صحيحة، مما يجعله يحتل المرتبة الثالثة من حيث الأهمية بين الكتب التي تناولت الحديث الشريف. يعتبر هذا الكتاب من المراجع الأساسية لدى المسلمين سواء في الفقه أو التفسير أو التاريخ أو غيرها من المواضيع.
مؤلف هذا الكتاب هو الإمام مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري، الذي حرص على جمع الأحاديث الصحيحة فقط. تم العمل على تجميع الكتاب على مدى أكثر من 15 عامًا، حيث احتوى على ما يقرب من ثلاثة آلاف حديث صحيحة وغير مكررة، بعد انتقاءها من بين ثلاثمائة ألف حديث.
تابع أيضاً:
كتاب صحيح البخاري
صحيح البخاري هو من أشهر كتب الحديث التي تعول عليها كلاً من أهل السنة والجماعة، وقد ألفه الإمام محمد بن إسماعيل البخاري. استغرق تأليفه حوالي 16 عاماً، حيث جمع الإمام أكثر من 600 ألف حديث، ولكنه اختار منها الأحاديث الصحيحة فقط.
يعتبر هذا الكتاب من بين الكتب الستة الأهم لدى أهل السنة، ويُعتبر أصح كتاب في الأحاديث بعد القرآن الكريم. يحتوي على العديد من الأبواب مثل العقائد، التاريخ، التفسير، والأحكام.
على مر العصور، اكتسب هذا الكتاب شُهرة واسعة منذ زمن الإمام البخاري حتى يومنا هذا، ويعتمد عليه عدد كبير من العلماء. بناءً على محتواه، تم تأليف العديد من الكتب والشروح والمختصرات. تؤكد الدراسات أن شروحات هذا الكتاب وصلت لأكثر من 82 شرحًا.
الجمع بين الصحيحين
اتفق العديد من العلماء على جمع الأحاديث الصحيحة من هذين الكتابين في بعض المؤلفات المعروفة، ومنها:
- الجمع بين الصحيحين: لمحمد بن عبد الله الجوزقي (توفي عام 388 هـ).
- الجمع بين الصحيحين: لأبي عبد الله محمد بن أبي نصر فتوح الحميدي (توفي عام 466 هـ).
- الجمع بين الصحيحين: لأبي محمد عبد الحق بن عبد الرحمن الإشبيلي (توفي عام 582 هـ).
- الجمع بين الصحيحين مع حذف السند والمكرر: لأبي حفص عمر بن بدر بن سعيد ضياء الدين الكردي الحنفي (توفي عام 622 هـ).
- اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان: لمحمد فؤاد عبد الباقي (توفي عام 1388 هـ).
أحاديث صحيحة من البخاري ومسلم
إليكم بعض الأحاديث الصحيحة من كتابي البخاري ومسلم:
- عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
- (من صلى علي صلاة واحدة صلى الله عليه عشراً). رواه مسلم.
- عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
- (من كذب على متعمداً فليتبوأ مقعده من النار). رواه البخاري ومسلم.
- عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
- (كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى). قالوا: يا رسول الله: من يأبى؟ قال: (من أطاعني دخل الجنة، ومن عصاني فقد أبى). رواه البخاري.
- عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال النبي صلى الله عليه وسلم:
- (من رغب عن سنتي فليس مني). رواه البخاري ومسلم.
- عن أنس رضي الله عنه، قال النبي صلى الله عليه وسلم:
- (لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين). رواه البخاري ومسلم.
- عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
- (قال الله تعالى: أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملاً أشرك فيه معي غيري تركته وشركه). رواه مسلم.
- عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال النبي صلى الله عليه وسلم:
- (الإيمان بضع وستون شعبة، والحياء شعبة من الإيمان). رواه البخاري ومسلم.
- عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
- (إن لله تسعة وتسعين اسماً، مائة إلا واحدًا، من أحصاها دخل الجنة). رواه البخاري ومسلم.
- عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
- (قال الله عز وجل: سبقت رحمتي غضبي). رواه البخاري ومسلم.
أحاديث قصيرة من صحيح البخاري ومسلم
- عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
- (إن الله يغار، وغيرة الله أن يأتي المؤمنُ ما حرم عليه). رواه البخاري ومسلم.
- وعن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال النبي صلى الله عليه وسلم:
- (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه). رواه البخاري ومسلم.
- عن عثمان بن عفان رضي الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
- (خيركم من تعلم القرآن وعلمه). رواه البخاري.
- وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
- (إن الله يرفع بهذا الكتاب أقوامًا، ويضع به آخرين). رواه مسلم.
- عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، قال النبي صلى الله عليه وسلم:
- (تعاهدوا القرآن، فوالذي نفسي بيده لهو أشد تفصيلاً من الإبل في عُقُلها). رواه البخاري ومسلم.
- وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
- (اقرأ القرآن في شهر). قلت: إني أجد قوة حتى قال: (فاقرأه في سبع ولا تزد على ذلك). رواه البخاري ومسلم.
- عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
- (لا تجعلوا بيوتكم مقابر، إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة). رواه مسلم.
- وعن ابن مسعود رضي الله عنه، قال النبي صلى الله عليه وسلم:
- (من قرأ بالآيتين من آخر سور البقرة في ليلة كفتاه). رواه البخاري ومسلم.
- عن أبي الدرداء رضي الله عنه، قال النبي صلى الله عليه وسلم:
- (من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عُصم من الدجال). رواه مسلم.
- وعن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول:
- (من يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين). رواه البخاري ومسلم.
خاتمة
إن أحاديث صحيحي البخاري ومسلم تمثل ثروة معرفية ودينية عظيمة، تعبر عن جوهر الإسلام وتعاليمه. إن تعدد الموضوعات التي تتناولها هذه الأحاديث يساهم في تعزيز فهمنا لعقيدتنا وأخلاقنا، مما يساعدنا في الاقتداء بسنة النبي صلى الله عليه وسلم.