الأحاديث النبوية الشريفة
قدم خير البريّة، النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-، للبشرية تعاليم شاملة تنفعهم في شتى مجالات حياتهم. وتحتوي السنة النبوية على مجموعة كبيرة من الأحاديث التي تتناول مواضيع متنوعة، نعرض هنا بعض أبرزها:
أحاديث نبوية حول الأخلاق
يعد النبي -صلى الله عليه وسلم- نموذجاً يحتذى به في الأخلاق، وقد دعا أمته إلى الالتزام بمكارم الأخلاق ومدح الأخلاقيين. ومن الأحاديث التي تعكس ذلك ما يلي:
- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلّم-: “أكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم خلقًا، وخياركم خياركم لنسائهم.”
- قال -صلى الله عليه وسلّم-: “ما شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خلق حسن؛ فإن الله تعالى ليبغض الفاحش البذئ.”
- قال -صلى الله عليه وسلم-: “مثل المؤمنين في توادهم، وتراحمهم، وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.”
- قال -صلى الله عليه وسلم- عن الصدق: “إن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، وإن الرجل ليصدق حتى يكون صديقا، وإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذابا.”
- قال -صلى الله عليه وسلم- لأشجّ عبد القيس -رضي الله عنه-: “إن فيك خصلة يحبها الله: الحلم، والأناة.”
- قال -صلى الله عليه وسلم-: “ما أُعطِي أحد عطاءً خيرًا وأوسع من الصبر.”
- قال -صلى الله عليه وسلم- عن الحياء: “الإيمان بضعة وسبعون شعبة، والحياء شعبة من الإيمان.”
أحاديث نبوية عن العلم
حث النبي -صلى الله عليه وسلم- على طلب العلم، وبيّن فضل وأجر من يسعى في سبيله عند الله -عز وجل-. ومن الأحاديث النبوية التي تعكس أهمية العلم ما يلي:
- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “من يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين.”
- قال -صلى الله عليه وسلم-: “فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم، ثم قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: إن الله وملائكته وأهل السماوات والأرض حتى النملة في جحرها وحتى الحوت ليصلون على معلم الناس الخير.”
- قال -صلى الله عليه وسلم-: “من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا، سلك الله به طريقًا من طرق الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضًا لطالب العلم، وإن العالم ليستغفر له من في السماوات ومن في الأرض، والحيتان في جوف الماء، وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب، وإن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا دينارًا ولا درهمًا، ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر.”
- قال -صلى الله عليه وسلم-: “إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث: إلا من صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له.”
- قال -صلى الله عليه وسلم-: “لا تعلموا العلم لتباهي به العلماء، ولا تماروا به السفهاء، ولا تخيروا به المجالس فمَن فعل ذلك فالنار النار.”
- قال -صلى الله عليه وسلم-: “نضر الله امرأ سمع مقالتي فبلغها، فرب حامل فقه غير فقيه، ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه.”
أحاديث نبوية عن القرآن
تحتوي السنة النبوية على العديد من الأحاديث المتعلقة بالقرآن الكريم، حيث يدعو النبي إلى قراءته وتدبره، كما يوضح فضائله الجليلة. ومن الأحاديث النبوية عن القرآن:
- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “الماهر بالقرآن مع السفراء الكرام البررة، والذي يقرأ القرآن ويتعثر فيه، وله أجران.”
- قال -صلى الله عليه وسلم-: “مثل الذي يقرأ القرآن: كالأترجة طعمها طيب، وريحها طيب، والذي لا يقرأ القرآن: كالتمرة طعمها طيب ولا ريح لها. ومثل الفاجر الذي يقرأ القرآن: كمثل الريحانة ريحها طيب وطعمها مر، ومثل الفاجر الذي لا يقرأ القرآن: كمثل الحنظلة طعمها مر ولا ريح لها.”
- قال -صلى الله عليه وسلم-: “اقرأوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعًا لأصحابه، اقرأوا الزهرَوَيْن البقرة، وآل عمران، فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان، أو كأنهُما غيايتان، أو كأنهما فَرْقانِ من طيرٍ صواف، تُحاجّان عن أصحابِهما. اقرأوا سورة البقرة، فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا تستطيعها البَطَلَة.”
- قال -صلى الله عليه وسلم-: “إن لله أهلًا من الناس.” قالوا: يا رسول الله، من هم؟ قال: “هم أهل القرآن، أهل الله وخاصته.”
- قال -صلى الله عليه وسلم-: “إنما مثل صاحب القرآن كمثل الإبل المعقّلة، إن عاهدَ عليها أمسكها، وإن أطلقَها ذهبَت.”
- عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- قال: “خرج علينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ونحن نقرأ القرآن وفيما الأعرابي والأعجمي. فقال: اقرؤوا فكل حسن، وسيأتي أقوام يقيمونَهُ كما يقام القدح، يتعجلونَه ولا يتأجلونَه.”
- عن عمران بن الحصين -رضي الله عنه- قال: “إنه مر على قاص يقرأ، ثم سأل فاسترجع، ثم قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: من قرأ القرآن، فليسأل الله به، فإنه سيأتي أقوام يقرأون القرآن يسألون به الناس.”
أحاديث نبوية عن العمل
يعتبر العمل عبادة عظيمة تسهم في نهضة الأمة، وهناك العديد من الأحاديث النبوية التي تسلط الضوء على أهمية العمل وفضله في الإسلام، منها:
- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “ما بعث الله نبيًا إلا رعى الغنم، فقال أصحابه: وأنت؟ فقال: نعم، كنت أرعاها على قراطيس لأهل مكة.”
- قال -صلى الله عليه وسلم-: “اللهم بارك لأمتي في بكورها.” وكان إذا بعث سريةً أو جيشًا، بعثهم أول النهار، وكان صخر رجلًا تاجرًا. وكان إذا بعث تجارة بعثهم أول النهار، فأثرى وكثر ماله.
- جاء في الحديث النبوي: “أن داود النبي -عليه السلام- كان لا يأكل إلا من عمل يده.”
- قال -صلى الله عليه وسلم-: “لأَنْ يَحْتَطِبَ أَحَدُكُمْ حُزْمَةً على ظهره، خيرٌ له من أن يسأل أحدًا فيعطيه أو يمنعه.”
تعريف الحديث النبوي
الحديث النبوي هو مصطلح يشمل كل ما نُسب إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- من قول أو فعل أو تقرير أو صفة خلقية أو خَلقية. التقرير يشير إلى سكوت النبي -عليه الصلاة والسلام- عن فعل أو قول. وقد تم وضع هذا التعريف ضمن الحديث المرفوع عنه -صلى الله عليه وسلم-، لضمان عدم حدوث أي لبس في ما نُقل عن الرسول -عليه الصلاة والسلام- وللتقيد بصفاته وأفعاله الثابتة.