أُحبّك ولكنني أُخشى النهايات
أحبّك، على الرغم من أنني أواجه مأساة النهايات التي تحجب عني فرحة البدايات. عايشت تجربة خيبة الأمل حينما تمتدّ يد الغدر لتسلب أحلامي دون إنذار. أدرك جيداً أن النهايات السعيدة، يا عزيزي، هي حكراً على القصص الخيالية والأفلام، فكيف لي أن لا أكون كذلك وقد اعتدت على فقدان كل شيء جميل أحببته بشغف عند نهاية الطريق، بعد أن تكون قواي قد خارت وأصابني الألم نتيجة تمسكي الزائد؟ أحبّك، ولكن في شدة حبي هذه المرة أشعر بالرعشة، إذ لم يعد لديّ متسع في العمر لتحمل الخذلان، ولم يعد القلب قادراً على استيعاب جرح جديد. أحبّك لكنني أخاف من التعبير عن مشاعري تجاهك حتى أمام نفسي، فأنت تجذبني بكل ما هو جميل، وتبعُدني عنك مخاوفي وهواجسي، مما يقيدني ويجعلني أرتعب من اتخاذ خطوة إلى الأمام قد تقودني إلى دوامة الفقد يومًا ما. كيف لي أن أصدق وعدك بأن هذه اللمعة في عينيك لن تنطفئ، وأن عاطفتك القوية لن تتحوّل يومًا إلى صقيع، وأن يديك لن تخذلاني في نهاية الطريق؟! أحبّك بشدة، وسأبقي هذا الحب سريًا مدفونًا بين أضلعي حفاظًا عليه من أن يُغتال.
أُحبّك لكنني أخشى الخذلان
أرى نفسي بطريقة لم أعهده من قبل، وأشعر بمشاعري تتوجه نحوك رغمًا عني. وجودك يُضفي ألوانًا على المكان لم أسبق لي أن رأيتها، حتى الطقس يبدو ربيعيًا وساحرًا في وجودك، حتى وإن كان فصل الخريف. لقد عاهدت قلبي طويلاً أن أحميه، وأمنحه الملاذ بين أضمامي، خوفًا من أن يتعرض لجرح جديد. إن هذا القلب البريء قد عانى كثيرًا من القسوة، وتعرض لظلم عديد بسبب إخلاصه. على الرغم من ذلك، قررت أن أظل قوية، لا يتحرك قلبي أمام حب قد ينتهي برياح كاذبة. لكن ما الذي يحدث لي الآن؟ وكيف استطاع وجودك تغيير كل المعايير؟ أقضي ليلي أقاسمه الذكريات، وأسترجع قول الشاعر فاروق جويدة عندما قال: “شيء إليك يشدني، لا أدري ما هو منتهاه.. يومًا أراه نهايتي ويومًا أشعر فيه بالحياة!”
تجذبني جميع صفاتك، ولكن هناك شيئًا داخليًا يرفض الاستسلام. فكيف لي أن أقبل بهذا العذاب بينما تحملت وبشكل خاص ألم الخذلان؟ كيف لي أن أستمر دون الخوف من أن يُعيد إليك هذا القلب مكسورًا؟ لا أستطيع التسليم، فالمشاعر ليست شيئًا يمكن اقتناؤه أو منحه فقط لطيف عابر، والروح لا تستعيد صفاءها بوصفة سحرية. تتداخل الأفكار في ذهني وأرتعش كما يرتعش الغريق بعد نجاته. أستيقظ من نومي بقلقٍ.. أحبّك ولكنني أخشى الخذلان، فما الحل؟
أحبّك لكنني أخاف الندم
قالت الكاتبة أحلام مستغانمي ذات مرة:
أخاف أن أحبك، فأفقدك ثم أتألم، وأخاف أيضًا ألّا أحبك، فتضيع فرصة الحب وأندم! أعيش معك حالة من عدم التوازن، منذ أن عرفتَني، انتظمت حياتي بينما يسود الفوضى قلبي. أحسست بمعجزة الإعجاب بك إلى أقصى حد. فهناك أشياء أحتاجها في زمننا هذا، ووجدت فيك ما كان ينقصني ليكمل صفاء روحي. ومع ذلك، لا أستطيع تجاهل خوفي من النهايات! فأنا امرأة تعودت على فقدان كل ما أحب. نحن غالبًا نستطيع السيطرة على عواطفنا في البداية، ولكننا نفشل في ذلك في النهاية، وهذا يثير مخاوفي بشدة.. لذا، علمني كيف أحبك بلا ألم، وكيف لا أحبك بلا ندم!