التاريخ
تُعدُّ الأحداث التاريخية من المظاهر الجوهرية التي تشكل معالم الزمان، حيث تترك تأثيرات واضحة على الأيام والشهور والسنوات والقرون القادمة. لقد أصبحت هذه الأحداث موضوع احتفالات عالمية، فهي تعكس نقاط تحول بارزة في مسار التاريخ. فمنها ما أطلق دينا جديدا، ومنها ما ساهم في بروز شخصيات تاريخية مهمة، وهناك أحداث كبرى أدت إلى تأسيس دول عظمى.
يمكن تصنيف الأحداث التاريخية إلى نوعين: أحداث خاصة، وهي تلك التي تهم شعبًا أو أمة بعينها، مثل أحداث استقلال الدول، وأحداث عامة تهم الإنسانية جمعاء عبر الأزمنة، مثل الأحداث الدينية. وبالتالي، تُعبر الأحداث العامة عن الأحداث التاريخية العالمية. فيما يلي استعراض لبعض هذه الأحداث:
أحداث تاريخية عالمية
الهجرة النبوية الشريفة
اختار المسلمون الهجرة النبوية الشريفة لتكون بداية للتقويم الإسلامي، بدلاً من ميلاد النبي محمد –صلى الله عليه وسلم- أو بعثته. وقد اتُفق على أن هذا اليوم يمثل انطلاقة رسالة الإسلام، فنقلة المدينة المنورة كانت حجر الأساس للدولة الإسلامية.
تُعد الهجرة حدثًا حاسمًا، حيث قلبت موازين الصراع وأعطت قوةَ الإيمان والحق الأولوية على الشرك والباطل. كانت هذه الهجرة بمثابة بداية انتشار الدين الإسلامي، الذي تميز بالعدل والتسامح والمحبة، ليصبح اليوم الدين الثاني من حيث الانتشار بعد المسيحية. الدول الإسلامية تمتاز بمساحات شاسعة وثروات طبيعية غنية، إلا أنها تواجه قضايا سياسية معقدة تؤثر على استقرارها.
يحتفل المسلمون بالهجرة النبوية في بداية السنة الهجرية، حيث تمت الهجرة في السابع والعشرين من شهر صفر، والذي يوافق التاسع من سبتمبر، بينما وصل النبي المدينة المنورة في الثالث والعشرين من شهر ربيع الأول، الذي يقابل الرابع من أكتوبر في العام ستمئة واثنين وعشرين ميلادي.
ميلاد السيد المسيح –عليه السلام-
تُعد الديانة المسيحية واحدة من أبرز الديانات في العالم، حيث يتجاوز عدد معتنقيها ثلث سكان كرتنا الأرضية. وهذا يجعل الأحداث التاريخية المرتبطة بها تُعتبر أحداثًا تاريخية عالمية بامتياز، إذ تحتفل بها مختلف دول العالم نظرًا للتواجد المسيحي في شتى بقاع الأرض. من أبرز تلك الأحداث هو ميلاد السيد المسيح.
تبدأ الاحتفالات بعيد الميلاد في ليلة الرابع والعشرين من ديسمبر، وتستمر إلى نهار الخامس والعشرين من نفس الشهر. تجدر الإشارة إلى وجود اختلافات في تواريخ الاحتفالات بين التقاويم المسيحية المتنوعة. وعلى الرغم من أن الكتاب المقدس لم يوضح تاريخ ميلاد السيد المسيح بشكل محدد، فإن الاحتفال بذلك اليوم أصبح عرفًا مُعتمدًا عبر الزمن.