أحدث العلاجات المتاحة لتليف الكبد وتشمعه، تُعتبر هذه الحالة من الأمراض التي يُستبدل فيها النسيج الطبيعي للكبد بنسيج ليفي (ندبة) مما يعيق وظائفه الحيوية. يؤثر هذا المرض على تدفق الدم إلى الكبد، مما يسهم في ضعف إنتاج عوامل التخثر ويجعل من الصعب السيطرة على النزيف عند حدوثه، كما يعرقل قدرة الكبد على تنقية السموم المتواجدة في الدورة الدموية.
ينتج عن التليف ارتفاع ضغط الدم الكبدي المتعلق بـتدفق الدم من الأمعاء إلى الكبد (ما يعرف بالضغط الوريدي البابي)، مما قد يؤدي إلى نزيف حاد في الجهاز الهضمي ومضاعفات خطيرة أخرى. في هذا المقال، نستعرض أسباب تليف الكبد وأعراضه ومضاعفاته، بالإضافة إلى أحدث العلاجات المتاحة لهذا المرض.
أسباب تليف الكبد
تتعدد أسباب تليف الكبد، ومن بينها:
الاستهلاك المفرط للكحول
قد يسبب شرب الكحول التهاب الكبد الكحولي، حيث يُصاب نحو 10٪ إلى 15٪ من هؤلاء الأشخاص بتليف الكبد، وتتفاوت الكمية المطلوبة من الكحول لإحداث التليف بشكل كبير.
التهاب الكبد الفيروسي
يمكن أن يُساهم التهاب الكبد المزمن من النوع B أو C في تطور تشمع الكبد، بينما يعتمد التهاب الكبد من النوع D على وجود التهاب كبد B، مما يؤدي إلى تفعيل التليف بشكل أسرع عندما يُصاب كلا النوعين.
التهاب الكبد غير الكحولي
تبدأ هذه الحالة بتراكم الدهون في الكبد، والتي قد تتطور لاحقًا إلى تليف.
التهاب الكبد المناعي الذاتي
هنا، يقوم جهاز المناعة بشكل غير متعمد بمهاجمة خلايا الكبد، مما يزيد من احتمال الإصابة بالتشمع.
داء ترسب الأصبغة الدموية
تعرف هذه الحالة بتراكم الحديد في الكبد وأجزاء أخرى من الجسم.
انسداد القناة الصفراوية
يمكن أن يُؤدي انسداد القناة الصفراوية إلى تليف الكبد، غالبًا بسبب حالات مثل سرطان البنكرياس أو سرطان القناة الصفراوية.
اطلع أيضًا على:
أسباب أخرى
بالإضافة إلى ما سبق، يمكن أن تسبب حالات مثل التليف الكيسي وداء البلهارسيا (غالبًا في الدول النامية) وعدم تحمل الجالاكتوز تليف الكبد.
أعراض تليف الكبد
تشمل أعراض تليف الكبد ما يلي:
- الإحساس بالتعب الشديد وفقدان الوزن.
- النزيف الأنفي وسهولة الإصابة بالكدمات.
- ألم أو انزعاج في منطقة البطن.
- اصفرار الجلد (اليرقان).
- الشعور المستمر بالحكة.
- تجمع السوائل في الساقين (وذمة) والبطن (استسقاء).
- نزيف من المعدة أو المريء.
في معظم الأحيان، لا تظهر الأعراض لدى مرضى الكبد، وقد يتم اكتشاف المرض عند ظهور مضاعفات بعد تدهور وظائف الكبد. قد تكون الأعراض كما يلي:
في المراحل المبكرة
الشعور بالتعب الشديد وفقدان الشهية، وفقدان الوزن وضمور العضلات، بالإضافة إلى ظهور أوردة شبيهة بالعنكبوت على جزء من الجسم، والشعور بالغثيان.
في المراحل المتقدمة
قد تتضمن الأعراض سهولة النزف، صعوبة التفكير، وعدم القدرة على النوم، بالإضافة إلى تورم القدمين والبطن وتغير لون البول والبراز، والتغيرات في الشبكية والأظافر.
مضاعفات تليف الكبد
يواجه المرضى الذين لديهم تليف كبد مخاطر عديدة مثل حصوات المرارة، حيث يزداد خطر الإصابة بهذه الحصوات مع تقدم مرحلة التليف، كما أن هناك خطر أكبر للإصابة بسرطان الكبد، خصوصًا سرطان الخلايا الكبدية.
أحدث العلاجات لتليف الكبد وتشمعه
يعتبر التدخل الطبي لعلاج تليف الكبد أمرًا بالغ الأهمية ولا ينبغي تأخيره. رغم أن العلاج قد لا يكون قادرًا على عكس التليف، إلا أنه يمكن أن يساهم في تقليل التلف أو منع تفشيه. تعتمد استراتيجيات العلاج على مُسببات التليف والمضاعفات. بعض الخيارات تشمل:
- استخدام الأدوية الحديثة لعلاج التهاب الكبد B أو C.
- للمرضى الذين يعانون من إدمان الكحول، يجب الامتناع تمامًا عن استهلاك الكحوليات مع إمكانية استخدام برامج علاج لتعزيز التعافي.
- قد تُعالج الأمراض المناعية باستخدام الأدوية المثبطة للمناعة.
- في حالات داء ترسب الأصبغة الدموية، يمكن سحب كمية من الدم لتقليل الحديد المتجمع.
- لعلاج الأمراض المرتبطة بالكبد الدهني غير الكحولي، يُنصح بفقدان الوزن من خلال التغذية السليمة وممارسة الأنشطة الرياضية.
- لإدارة الأمراض التي تسبب انسداد القنوات الصفراوية، قد تشمل العلاجات الأدوية أو التدخلات الجراحية.
- في حالات التليف الحرجة، يتم النظر في زراعة الكبد كحل نهائي، على الرغم من تحديات التكلفة وتوافر الأعضاء.