أحكام الأذان
يتناول الفقه الإسلامي الأذان باعتباره إبلاغاً بدخول وقت الصلاة عبر ألفاظ محددة. وتوجد مجموعة من الأحكام المرتبطة به، تشمل ما يلي:
- تختلف آراء العلماء حول حكم الأذان، فمنهم من يرى أنه مستحب، بينما يرى آخرون أنه واجب، في حين يعتبره بعضهم فرض كفاية، وهو ما يُرجح ابن تيمية.
- يُشرع الأذان للمسافرين كما هو مشروع للمقيمين.
- يجوز الأذان والإقامة للصلاة التي فاتت بسبب النوم أو النسيان.
- توجد مستحبات متعددة للأذان، من بينها:
- الفصل بين الأذان والإقامة بمقدار صلاة ركعتين.
- تحقق الطهارة التامة من الحدث الأصغر والأكبر.
- وضع الأصبعين في الأذنين لزيادة وضوح الصوت.
- أن يكون المؤذن قائماً ومرتفعاً عن الأرض.
- التفات المؤذن برأسه يميناً وشمالاً عند الحيعلتين، وهما: “حيّ على الصلاة”، “حيّ على الفلاح”.
- أن يمتاز المؤذن بصوت حسن وعالي.
- استقبال القبلة أثناء الأذان.
شروط صحة الأذان
يتطلب الأذان الصحيح توافر عدة شروط:
- وجود النية لدى المؤذن، حيث لا يُقبل الأذان بدون نية.
- ضرورة الترتيب والتتابع بين ألفاظ الأذان.
- وجوب الأذان باللغة العربية، وليس بلغة أخرى.
- أن يكون المؤذن مسلماً، عاقلاً، ومميزاً؛ لذا لا يُعتبر أذان غير المميز والكافر والمرأة صحيحاً.
- يجب أن يُسمع الأذان من عدد كبير من الناس؛ فلا يصبح الأذان صحيحاً إذا لم يسمعه أحد.
- يجب أن يُؤذن بعد دخول الوقت، باستثناء صلاة الفجر، وفقاً لقول النبي عليه الصلاة والسلام: “إنَّ بلالًا يُؤَذِّنُ بلَيْلٍ، فَكُلُوا واشْرَبُوا حتَّى يُؤَذِّنَ ابنُ أُمِّ مَكْتُومٍ”.
صيغ الأذان
تباينت الآراء بين العلماء حول صيغ الأذان، حيث جاءت كالتالي:
- المالكية: تعتقد بأن صيغة الأذان تتكون من سبع عشرة جملة، مع تكبير مرتين في البداية وترك التشهد سراً ومن ثم جهراً.
- الشافعية: يتمثل رأيهم في أن صيغة الأذان تتضمن تسع عشرة جملة، مع تكبير أربع مرات في البداية وترك الترجيع.
- الحنابلة والحنفية: يرون أن صيغة الأذان مكونة من خمس عشرة جملة، وهو الأذان الذي أذّن به بلال رضي الله عنه.
وقد أشار الشيخ ابن عثيمين إلى أن جميع صيغ الأذان مشروعة ويمكن الأذان بها، والتنويع بين الصيغ أفضل ما لم يترتب على ذلك فتنة أو إرباك للمسلمين.