أحكام الأضحية وفق المذهب المالكي

أحكام الأضحية وفق المذهب المالكي

تُعرف الأضحية بأنها ما يُذبح أو يُنحر من النعم كقربة إلى الله في أيام النحر، وتقتصر على أنواع معينة من النعم، ومنها: الغنم، البقر، والإبل. وقد أُقيمت شعيرة الأضحية في المدينة المنورة في السنة الثانية من الهجرة، واتفق علماء المسلمين على مشروعيتها.

يقول الإمام مالك: “الأضحية سنَّة وليست فرضًا”. فكل مسلم حر، سواء كان مقيمًا أو مسافرًا، ذكرًا كان أم أنثى، صغيرًا أم كبيرًا، يُطالب بإدراك الأضحية. لكن الأضحية لا تُفرض على المحرم في الحج وفق المذهب المالكي.

شروط الأضحية

توجد عدة شروط للأضحية، منها:

  • قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لا تذبحوا إلا مسنة، إلا أن تَعسروا فتذبحوا جذعة من الضأن). ويُعتبر المسن في الإبل من أتم خمس سنوات ودخل في السنة السادسة، وفي البقر من أتم ثلاث سنوات ودخل في الرابعة، وفي الماعز من أتم سنة ودخل في الثانية، بينما يمكن أن تكون جذعة في الضأن (الخروف) بشرط أن تتجاوز ستة أشهر.
  • اتفق الفقهاء على ضرورة خلو الأضحية من العرج والعور والمرض، وألا تكون هزيلة، وفق حديث البراء بن عازب -رضي الله عنه-: (لا يُضَحَّى بالعرجاء بَيِّن ظَلْعِها، ولا بالعوراء بَيِّن عورها، ولا بالمريضة بَيِّن مرضها، ولا بالعجفاء التي لا تَنْقَى).
  • المشاركة في الأجر والثواب.

لا يجوز الاشتراك في ثمن الأضحية ضمن المذهب المالكي، حيث إن التقرب لله يتطلب إراقة الدم، وهو أمر لا يتجزأ. ومع ذلك، يُسمح بالتشارك في الأجر والثواب، بشرط أن يكون المشتركون يعيشون في نفس المكان أو يكون بينهم قرابة كالأبناء والأخوة وأبناء العم.

مواعيد الذبح وفق المذهب المالكي

  • أيام الذبح

روى الإمام مالك عن ابن عمر أن “الأضحى يومان بعد يوم النحر”. وأشار القاضي عبد الوهاب إلى أن أيام الأضحى هي يوم النحر ويومان بعده، بينما لا يُضحي في اليوم الرابع. يجب أن يتم الذبح في النهار وليس في الليل، وفقًا لقوله تعالى: (وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّـهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ)، مما يشير إلى أن الذبح يجب أن يتم في النهار.

  • وقت الذبح الذي يُعتبر صحيحًا مع النية

يبدأ وقت الذبح بعد صلاة العيد، حيث يوضح الحافظ ابن عبد البر أنه لا يوجد خلاف بين العلماء على أن من يذبح أضحيته قبل الذهاب إلى المصلى فلا يُعتبر مُضحيًا. يجب أن يتم تحديد الأضحية في وقت الذبح، مما يعني أنه إذا توفي صاحب الأضحية، تُعتبر جزءًا من التركة، أما إذا توفي بعد ذبحها، فتكون أضحية، ولا يتم تقسيم لحمها كتركة.

من السنّة أن يقوم المضحي بذبح أضحيته بنفسه اقتداءً بالنبي -صلى الله عليه وسلم-، ويشمل ذلك الرجال والنساء. فقد أوصى أبا موسى الأشعري -رضي الله عنه- أن تدبح بناته أضاحيهن بأيديهن.

شروط الذبح

  • التسمية عند الذبح: يُعتبر الإمام مالك أن التسمية أمرٌ واجب عند الذبح، بينما إذا نُسيَّت التسمية، تظل الذبيحة صحيحة. أما في حال تعمد الشخص ترك التسمية، فلا تُؤكل الأضحية.
  • قطع الحلقوم والودجين: وهما العرقان الموجودان على جناحي العنق، واللذان يتدفق منهما الدم، استناداً إلى قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (ما أنهر الدم وذكر اسم الله عليه فكل).