مبادئ التجويد وأحكام التلاوة
يعنى علم التجويد بالأحكام المتعلقة بتلاوة الكلمات القرآنية، حيث يهدف إلى إعطاء كل حرف من حروف القرآن حقه من حيث المخرج والصفات. يمنح هذا العلم القارئ القدرة على تجنب اللحن والأخطاء أثناء تلاوة القرآن الكريم، مما يسهم في تحقيق الفوز في الدنيا والآخرة. يُعتبر علم التجويد من أرفع وأنبل العلوم في نظر الله سبحانه وتعالى، لأنه مرتبط بدراسة كلامه ورغبة المؤمن في تحسين تلاوته. ويرجع الفضل في تطبيق هذا العلم من الناحية العملية إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وقد اختلف المؤرخون في تحديد أول من أسس هذا العلم، فقيل إنه أبو الأسود الدؤلي، بينما قيل غير ذلك.
أهم أحكام التلاوة
تتنوع أحكام التجويد والتلاوة، وهنا نستعرض بعضًا منها:
البسملة
حدد علماء القراءة بالنسبة للبسملة في التلاوة حُكمين رئيسيين تشملان:
- عند بدء القارئ من أول السورة، يجب عليه قول البسملة، باستثناء سورة التوبة، حيث لا تبدأ بالبسملة عند افتتاحها.
- إذا بدأ القارئ من منتصف السورة، يجوز له إما أن يستفتح بالبسملة أو أن يبدأ القراءة مباشرة.
أحكام النون الساكنة والتنوين
تتضمن النون الساكنة والتنوين أربعة أحكام رئيسية كما يلي:
- الإظهار: ويعني نطق كل حرف من مخرجه دون غنّة، وتشتمل حروف الإظهار على ستة وهي: الهمزة، العين، الحاء، الخاء، الهاء، والغين، ويمكن أن تتقابل هذه الحروف مع النون في كلمة أو كلمتين، ولا تكون مع التنوين إلا في كلمتين؛ مثل قول الله تعالى: (ينْأون).
- الإدغام: وهو إدخال حرف ساكن في حرف متحرك، بحيث يُنطق الاثنان كحرف واحد مشدد. وفي حال التقائهما، تُجمع حروف الإدغام في كلمة (يرملون)، ويصبح النطق كحرف واحد، كما في قوله تعالى: (ومنْ يعمل).
- الإقلاب: وهو استبدال حرف بآخر أثناء النطق، ويقتصر على حرف واحد هو الباء؛ فإذا سبقت النون الساكنة أو التنوين بحرف الباء، تُبدل النون ميماً مخفاة مع ظهور الغنّة في الحرف الأول؛ مثال ذلك في قوله تعالى: (لنسفعاً بالناصية).
- الإخفاء: يتمثل في نطق حروف الإخفاء بين الإدغام والإظهار مع إظهار الغنّة من دون تشديد. وتحوي حروف الإخفاء خمسة عشر حرفًا، باستثناء حروف الإظهار والإدغام والإقلاب؛ فإذا سبق أحد هذه الحروف نون ساكنة أو تنوين في كلمة أو كلمتين، تُخفى النون الساكنة أو التنوين عند ذلك الحرف؛ كما في قوله تعالى: (ريحٍ صرصرٍ).