أحكام الجزية في الإسلام هي الشروط التي وضعها الإسلام لتتوافر في المتقدمين لدفعها، والجزية هي جزء من المال يدفعه الأشخاص غير المسلمين الذين يعيشون في الدولة الإسلامية، وتحت حكم المسلمين الذين يقومون بحمايتهم، لذلك فمن الضروري التعرف على أحكام الدين الإسلامي في هذا الأمر، وهذا ما سنعرضه اليوم من خلال موقع سوبر بابا.
أحكام الجزية في الإسلام
تفرض الجزية على القادرين العاقلين من غير المسلمين الذين تم دعوتهم ورفضوا وكل النصارى واليهود، فإذا رفضوا دفع الجزية يتم هنا مقاتلتهم، فإن الجزية هنا كإقرار بالخضوع للدولة الإسلامية وإحكام حكامها المسلمين والعيش بين المسلمين وأيضًا لضمان عدم تمردهم أو خروجهم عن طاعة الخلفاء المسلمين.
ارتفع الإسلام بالجزية لعدم جعلها كالإتاوة يفعلها المغلوبون لغالبهم، بل لتكون عقد مبرم بين الأمة الإسلامية والشعوب غير المسلمة التي تعيش تحت كنفها، هو عقد بين الطرفين يستدعى الوفاء به من خلالهم وظهر ذلك من خلال اصطلاح مفهوم أهل الذمة، الذمة هي التي يحرم نقضها ويجب الوفاء بها ورعايتها وكان الإسلام قد حدد من لديهم الحق في دفع الجزية:
- الرجال البالغين من غير المسلمين حيث لا يتم فرضها على ما غير ذلك من أطفال ونساء، أي الرجال القادرين على حمل السلاح والمقاتلة.
- الرجال العاقلين أي الأشخاص الذين لا يعانون من أي مشكلات عقلية فتم الاتفاق على ذلك من قبل العلماء والفقهاء.
- الأحرار من النصارى أو اليهود هم من يفرض عليهم الجزية أما من يعانون من العبودية تسقط عنهم الجزية.
- من ضمن أحكام الجزية في الإسلام أنها تسقط أيضًا باشتراك أهل الذمة مع المسلمين في القتال والدفاع عن دار الإسلام ضد أي أعداء للدولة الإسلامية والمسلمين.
- الرهبان المتفرغين للعبادة اختلف العلماء والفقهاء حول دفعهم للجزية، ففي عدم الفرض في كونهم لا يتعرضون لأي أعمال خاصة بالمقاتلة، وبالتالي لا ضرر منهم لكن المذهب الشافعي يؤيد فرض الجزية عليهم في حالة امتلاكهم للأموال.
أقرأ أيضًا: حكم تأخير إخراج الزكاة عن وقتها بغير عذر شرعي
كم مرة يتم جمع الجزية في السنة؟
كان يتم جمع الجزية مرة واحدة فقط في العام بالشهور الهلالية وكان يمكن دفع الجزية عينًا أو نقدًا، ولكن كان من غير المسموح تقديم الميتة أو الخنزير أو الخمر بدلًا من الجزية، وكان عمر بن الخطاب يسمح بتخفيف الجزية لمن يستثقلها أو يعجز عن دفعها.
عندما مر عمر أثناء سفره إلى الشام في فترة من فترات خلافته وجد أحد العمال يعذب الذميين في أداء الجزية، فنصحه الخليفة وقال له: (لا تعذب الناس فإن الذين يعذبون الناس يعذبهم الله يوم القيامة)، وأيضًا أهل الذمة الفقراء وغير القادرين كانوا يٌعفون من الجزية بل ايضًا يُجرى لهم العطاء من بيت المال الإسلامي.
كانت الدولة الإسلامية تؤخر موعد تأدية الجزية حتى تنضج وتنمو المحصولات الزراعية حتى يستطيع أهل الذمة تأديتها تخفيفًا لهم، وكانت الدولة تتبع نهج الرحمة والرأفة أي عدم استخدام العنف في جمع الجزية، وأيضًا المسلمين في ذلك الوقت كانوا يدفعون الزكاة.
مما جعل أهل الذمة يشعرون بالمساواة في مصارف الأموال التي تعمل الدولة على إعادة توجيهها فيما يخدم الدولة الإسلامية والمسلمين.
أقرأ أيضًا: أمثلة على الصدقة الجارية
أسباب فرض الجزية
من أسباب فرض الجزية على أهل الذمة جزاء الحماية لهم وعدم حقن دمائهم أثناء الفتح وعدم استرقاقهم بل التزامهم بأحكام الدولة الإسلامية، قال الله تعالى: ﴿حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ﴾ [التوبة: 29]، كذلك للاعتراف بعزة الإسلام والدولة الإسلامية المعنى الذي تشير إليه الآية الكريمة: (وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ).
كان في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم عدة مواثيق للجزية مع غير المسلمين كانت واضحة وتضمن لهم حقوقهم وحقوق المسلمين والدولة الإسلامية من خلال ضمان لهم الحماية وأيضًا ضمان أن يعيشوا في حرية لممارسة شعائر عقائدهم الدينية .
في فترة من الفترات عندما عجز المسلمون عن أداء الحماية لأهل الذمة تم رد إليهم الجزية التي تمت جبايتها، حيث أمر أبى عبيدة أحد الولاة أثناء جموع الروم برد الجزية، والخراج التي تمت جبايتها لأصحابها وقال حينها إنما رددنا إليكم أموالكم لما جمع لنا من جموع الروم ولسقوط شرط الحماية لهم ويدل ذلك على أمانة المسلمين في تنفيذ العهود التي بينهم وبين الغير.
تعددت أحكام الجزية في الإسلام وذلك لأهمية هذه القضية، تقليلًا للمشاحنات التي كانت قد تحدث بين المسلمين وأصحاب الكتب السماوية الآخرين.