أحكام النون الساكنة في سورة الحج وأهميتها في التجويد

أحكام النون الساكنة في سورة الحج

النون الساكنة تُعرَف بأنها النون التي لا تحمل حركة، وهي نون ثابتة سواء في الوصل أو الوقف أو الكتابة، وتظهر في الأسماء والأفعال، وقد تكون متطرفة أو متوسطة. تُقسم النون الساكنة إلى أربعة أحكام رئيسية: (الإظهار، الإدغام، القلب، والإخفاء). في هذا المقال، سنستعرض كل حكم وتفصيله، بالإضافة إلى أمثلة من سورة الحج.

حكم الإظهار

الإظهار يعني في اللغة التبيين، أما في الاصطلاح فهو استخراج كل حرف من مخرجه بلطف ودون زيادة في الغنة. ويشمل الحروف التالية: (ء، هـ، ع، ح، غ، خ). يجب التنويه أن إخراج النون دون غنة غير صحيح، إذ تُعتبر الغنة صفة ملازمة للنون، سواء كانت مشددة أو مجردة، ولكنها تصنف في هذه الحالة كغنة ناقصة. يتم الإظهار في حالتين:

  • كلمة واحدة، مثل: (مِنْهَا)، (الْأَنْهَارُ)، (الْأَنْعَامِ)، (مِّنْهُ).
  • كلمتان، مثل: (مِنْ عَلَقَةٍ)، (وَإِنْ أَصَابَتْهُ)، (مِنْ حَدِيدٍ)، (مِنْ غَمٍّ)، (مِنْ أَسَاوِرَ)، (مِنْ عَذَابٍ)، (وَمَنْ عَاقَبَ)، (مِنْ حَرَجٍ).

حكم الإدغام

الإدغام يعني في اللغة الإدخال، وفي الاصطلاح هو دمج حرف ساكن مع حرف متحرك بحيث يتكون حرف واحد مشدد. حروف الإدغام تندرج تحت الكلمة (يرملون)، ومن شروطه أنه يجب أن يكون في كلمتين، بينما إذا كان في كلمة واحدة فلا يؤدي إلى الإدغام. وينقسم الإدغام إلى قسمين:

  • إدغام بغنة، حيث حروفه تأتي من كلمة (ينمو) وأمثلته تشمل: (مَن يُجَادِلُ)، (مِن نُّطْفَةٍ)، (مِن مُّضْغَةٍ)، (مَّن يُتَوَفَّى)، (مَّن يُرَدُّ)، (مَن يَعْبُدُ)، (مِن نَّفْعِهِ)، (لَّن يَنصُرَهُ)، (مَن يُرِيدُ)، (وَمَن يُهِنِ)، (مِن مُّكْرِمٍ)، (مِّن نَّارٍ)، (وَمَن يُعَظِّمْ)، (مَن يُشْرِكْ)، (لَن يَنَالَ)، (وَلَـكِن يَنَالُهُ)، (أَن يَقُولُوا)، (مَن يَنصُرُهُ)، (إِن مَّكَّنَّاهُمْ)، (وَإِن يُكَذِّبُوكَ)، (وَلَن يُخْلِفَ)، (مِن نَّصِيرٍ)، (لَن يَخْلُقُوا)، (إِن يَسْلُبْهُمُ).
  • إدغام بغير غنة، حيث حروفه هي (ر، ل) وأمثلة ذلك تتضمن: (أَن لَّن)، (أَن لَّا)، (مِن رَّسُولٍ).

حكم الإقلاب

الإقلاب في اللغة يعني تحويل الشيء عن شكله، وفي الاصطلاح يعني تحويل النون الساكنة إلى ميم مخفاة مع الغنة، عندما تأتي بعدها حرف الباء. في حالة الإقلاب، تُوضع (م) فوق النون للدلالة على هذا التحويل، وذلك يتضح في رسم المصحف الشريف. وأمثلة على ذلك هي: (مِن بَعْدِ)، (مِّن بَهِيمَةِ).

حكم الإخفاء

الإخفاء يعني في اللغة الستر، وفي الاصطلاح هو النطق بالحرف بصفة تتوسط بين الإظهار والإدغام، دون تشديد مع بقاء الغنة في النون الساكنة. الحروف التي تندرج تحت حكم الإخفاء هي بقية الحروف الهجائية غير المذكورة في الأحكام السابقة، وعددها خمسة عشر حرفًا، ومجموعة في البيت الشعري التالي: “صف ذا ثنا كم جاد شخص قد سما *** دم طيباً زد في تقى ضع ظالما”. ويمكن أن يحدث الإخفاء في:

  • كلمة واحدة، مثل: (انقَلَبَ)، (فَلْيَنظُرْ)، (أَنزَلْنَاهُ)، (عِندَ)، (مَنسَكًا)، (يُنفِقُونَ)، (مِنكُمْ)، (وَلَيَنصُرَنَّ)، (الْمُنكَرِ)، (عِندَ)، (فَيَنسَخُ)، (لَيَنصُرَنَّهُ)، (أَنزَلَ)، (مَنسَكًا)، (يَسْتَنقِذُوهُ)، (يَنفَعُهُ).
  • كلمتين، مثل: (إِن كُنتُمْ)، (مِّن تُرَابٍ)، (مِن كُلِّ)، (مَن فِي)، (عَن سَبِيلِ)، (مِن دُونِ)، (لَمَن ضَرُّهُ)، (مِن تَحْتِهَا)، (مَن كَانَ)، (مَن فِي)، (مِن فَوْقِ)، (مِن ذَهَبٍ)، (مِن تَقْوَى)، (مِّن شَعَائِرِ)، (مِن دِيَارِهِم)، (مِّن قَرْيَةٍ)، (وَلَـكِن تَعْمَى)، (مِن دُونِهِ)، (أَن تَقَعَ)، (مِّن ذَلِكُمُ)، (مِن قَبْلُ).