أحكام النون الساكنة في سورة الحديد: فهم القواعد والتطبيقات

الإظهار الحلقي

الإظهار الحلقي هو عملية قراءة كل حرف من حروف الإظهار بشكل واضح من مخرجه دون استخدام الغنة. تنحصر حروفه في الهمزة، الهاء، العين، الحاء، الغين، والخاء. وعندما يظهر أحد هذه الحروف في كلمة مسبوقًا بنون ساكنة أو تنوين، يكون الحكم هنا هو الإظهار. ومن الأمثلة على ذلك في سورة الحديد:

  • جاء في قوله -تبارك وتعالى-: (هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا)، حيث وُجد موضع الإظهار في كلمة (مِنْهَا).
  • وأتى في قوله -تبارك وتعالى-: (وَمَا لَكُمْ أَلَّا تُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّـهِ وَلِلَّـهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ)، حيث يظهر في كلمة (مَّنْ أَنفَقَ).
  • كما جاء في قوله -تبارك وتعالى-: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا وَإِبْرَاهِيمَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ فَمِنْهُم مُّهْتَدٍ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ)، حيث وُجد الإظهار في كلمة (فَمِنْهُم).

الإخفاء

الإخفاء يعني إخفاء الحرف الأول مع الثاني حين يتواجد بينهما صفة الغنة. وتشمل حروفه في أول البيت:

“صف ذا ثنا كم جاد شخص قد سما *** دم طيبًا زد في تقى ضع ظالمًا”. ومن الأمثلة عليه في سورة الحديد:

  • جاء في قوله -تبارك وتعالى-: (يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ وَاللَّـهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ)، حيث كان الإخفاء في الحالتين: (يَنزِلُ) و(كُنتُمْ).
  • وورد في قوله -تبارك وتعالى-: (آمِنُوا بِاللَّـهِ وَرَسُولِهِ وَأَنفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُم مُّسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَأَنفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ).
  • وكذلك في قوله -تعالى-: (إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ).

الإدغام

الإدغام هو إدخال حرف ساكن في آخر متحرك بحيث يصبح الحرفان حرفًا واحدًا مشددًا. ينقسم الإدغام إلى قسمين: إدغام بغنة، وحروفه موجودة في كلمة “ينمو”، وإدغام بغير غنة، وحروفه اللام والراء. ومن الأمثلة عليه في سورة الحديد:

  • جاء في قوله -تبارك وتعالى-: (يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِن نُّورِكُمْ).
  • وورد في قوله -تعالى-: (سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّـهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّـهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّـهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ).
  • وفي قوله -تبارك وتعالى-: (مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ).
  • وكذلك في قوله -تعالى-: (الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَمَن يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّـهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ).
  • وفي قوله -تبارك وتعالى-: (وَلِيَعْلَمَ اللَّـهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّـهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ).

الإقلاب

الإقلاب هو أن يقوم القارئ بتحويل النون الساكنة أو التنوين إلى ميم مخفاة مع الغنة، ويقتصر على حرف الباء. يمكن أن يظهر في كلمة واحدة أو كلمتين. وقد ورد في موضع واحد في سورة الحديد، كما جاء في قوله -تبارك وتعالى-: (لَا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَـئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ).