أحكام النون الساكنة والتنوين في السورة الرابعة من القرآن الكريم

الإدغام

الإدغام هو ظاهرة لغوية تحدث عند التقاء حرف ساكن مع حرف متحرك، بحيث يتم دمجهما ليصبحا حرفًا واحدًا مشددًا يشابه الحرف الثاني. وعند تطبيق حكم الإدغام، يرتفع اللسان بارتفاع موحد. الإدغام في أحكام النون الساكنة والتنوين ينقسم إلى ثلاثة أنواع: الإدغام بغنة (الناقص) والذي يضم الحرفين (ي، و).

النوع الثاني هو الإدغام بغنة (الكامل) والذي يتكون من الحرفين (ن، م). أما النوع الثالث، فهو الإدغام الكامل بدون غنة، والحرفين المعنيين هما (ر، ل). وقد وردت عدة أمثلة على حكم الإدغام في سورة النساء، منها:

  • في قوله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ)، حيث تدغم تنوين الكسر في كلمة (نفس) مع الواو، إدغامًا ناقصًا بغنة.
  • في قوله -تعالى-: (تِلْكَ حُدُودُ اللَّـهِ وَمَن يُطِعِ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ)، تم إدغام النون الساكنة في كلمة (ومن) مع الياء، إدغامًا ناقصًا بغنة.
  • في قوله -تعالى-: (وَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ مِنكُمْ طَوْلًا أَن يَنكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِن مَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُم)، تم إدغام النون الساكنة في كلمة (فمن) مع الميم، إدغامًا كاملًا بغنة.
  • في قوله -تعالى-: (لَّا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ)، تم إدغام النون الساكنة في كلمة (من) مع النون في كلمة (نجواهم)، إدغامًا كاملًا بغنة.
  • في قوله -تعالى-: (إِنَّ اللَّـهَ كَانَ تَوَّابًا رَّحِيمًا)، تم إدغام تنوين الفتح في كلمة (توابًا) مع الراء في كلمة (رحيمًا)، إدغامًا كاملًا بغير غنة.

الإظهار

الإظهار يعني النطق بالنون الساكنة أو التنوين من مخرجهما دون غنة ظاهرة أو توقف. يبلغ عدد حروف الإظهار ستة، وهي: حروف الحلق (ء، هـ، ع، ح، غ، خ)، ويمكن تذكرها من خلال بداية البيت التالي: (أخي هاك علمًا حازه غير خاسر). ومن الأمثلة على حسن الإظهار في سورة النساء:

  • في قوله -تعالى-: (وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَىٰ)، حيث أظهرت النون في كلمة (وإن) كونها قابلت أحد حروف الإظهار، وهو الخاء في كلمة (خفتم).
  • في قوله -تعالى-: (وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً فَإِن طِبْنَ لَكُمْ عَن شَيْءٍ مِّنْهُ)، هنا يظهر حكم الإظهار في كلمة واحدة؛ ففي كلمة (منه) تلاقت النون الساكنة بحرف الإظهار، وهو الهاء.
  • في قوله -تعالى-: (وَأَخَذْنَ مِنْهُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا)، حيث يأتي التنوين في كلمة (ميثاقًا) مظهرًا لالتقائه بأحد حروف الإظهار، وهو حرف الغين في كلمة (غليظًا).

القلب

القلب هو عملية تحويل النون الساكنة أو التنوين إلى ميم، مع مراعاة الغنة. يقتصر القلب على حرف واحد هو (الباء). ومن الأمثلة على حكم الإقلاب في سورة النساء:

  • في قوله -تعالى-: (وَاللَّـهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِكُم بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ)، حيث تم قلب النون إلى ميم في كلمة (من) لالتقائها بحرف الباء.
  • في قوله -تعالى-: (فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ)، حيث تم قلب تنوين الكسر في كلمة (أمَّةٍ) إلى ميم، نتيجة تلاقي التنوين بحرف الباء.

الإخفاء

الإخفاء هو النطق بالنون الساكنة أو التنوين بطريقة وسطية بين الإظهار والإدغام، مع مراعاة الغنة. يحتوي الإخفاء على 15 حرفًا، يمكن جمعها في البيت التالي: (صف ذا ثنا كم جاد شخص قد سما** دم طيبا زد في تقى ضع ظالما). وأمثلة على الإخفاء في سورة النساء تشمل:

  • في قوله -تعالى-: (فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا)، حيث يكون تنوين الفتح في كلمتي (ماءً وصعيدًا) مشمولًا بحكم الإخفاء، نظرًا لمجيء أحد أحرف الإخفاء بعدهما، وهما الفاء والطاء.
  • في قوله -تعالى-: (لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنثَيَيْن)، حيث تم إخفاء النون الساكنة في كلمة (الأنثيين) لالتقائها بأحد أحرف الإخفاء، وهو حرف الثاء.
  • في قوله -تعالى-: (وَمَن يُطِعِ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي)، حيث يكون تنوين الكسر في كلمة (جنات) مشمولًا بحكم الإخفاء، بسبب وجود أحد أحرف الإخفاء بعده، وهو حرف التاء.