أحكام سجود السهو في الفقه المالكي

موضع سجود السهو

يعتبر السهو من الأمور التي قد تحدث أثناء أداء الصلاة نتيجة الزيادة أو النقص. ويحتاج الشخص إلى إتيان سجدتين بغض النظر عن كثرة السهو، سواء كانت الزيادة أو النقص. تُؤدى سجدتا السهو قبل التسليم إذا كان السبب نقصًا، بينما تُؤدى بعد التسليم في حال كانت هناك زيادة. في حالة وجود سهو يتعلق بالزيادة والنقص معًا، فإن الشخص يسجد قبل التسليم مع إتيان تكبيرات الانتقال.

أما في حال سجود السهو بعد التسليم، فيقوم المصلي بالتشهد قبل أن يسلم من الصلاة. وفيما يتعلق بالسجدتين اللتين تسبقان التسليم، يكفيه التسليم منهما. بالنسبة للتشهد لهما، هناك روايتان معتمدتان: إن سها عن هذين التشهدين، يمكنه أن يسجد للسجدتين بعد السلام، بغض النظر عن طول المدة، أما في حالة السجدتين السابقتين على التسليم، فعليه أن يسجدهما ما لم يكن قد مضى وقت طويل أو فقد وضوؤه، وإلا فإنه مطالب بإعادة الصلاة.

أنواع أعمال الصلاة التي يحدث فيها سهو

يترك المصلي سهواً أربعة أنواع أثناء الصلاة، وهي كالتالي:

  • الفريضة (الركن).
  • السنة.
  • الفضيلة.
  • هيئة العمل (مثل السجود، القيام، أو الركوع…).

يجب التنبه إلى أنه لا يُسجد لأي نوع من أنواع الأعمال والحركات في الصلاة باستثناء السنة فقط. أما الفريضة -الركن- فلا تُعتبر الصلاة صحيحة إلا بأدائها ولا يُعتبر سجود السهو كافيًا بدلاً عنها.

حكم الشك في عدد الركعات

من لم يتأكد من عدد الركعات التي صلاها فإنه يبني على ما تأكد منه ويسجد بعد التسليم. إلا إذا كان الأمر يتعلق بشخص غير قادر على التحقق من يقينه بسبب وساوس وأفكار فاسدة، فيكون مُلزماً بما يسيطر على ظنه. يُستحب له السجود بعد التسليم، ولا يسجد المقتدي بسبب سهوه، بل يتبع الإمام ويسجد معه في حال سهو الإمام سواء حصل ذلك قبل التسليم أو بعده. فإذا سجد الإمام قبل التسليم، فلا بد أن يسجد المقتدي معه، أما إذا كان ذلك بعد التسليم فيجب عليه الانتظار حتى ينتهي الإمام من الصلاة ثم يسجد.

حكم سجود السهو

يعتبر سجود السهو سنة مؤكدة، وهناك ثمانية أمور تُسجد لها:

  • قراءة ما عدا الفاتحة.
  • الجهر.
  • السر.
  • التكبير مرتان أو أكثر، باستثناء تكبيرة الإحرام.
  • التسبيح مرتان أو أكثر.
  • التشهد الأول.
  • الجلوس للتشهد الأول.
  • التشهد الثاني في صلاة المغرب أو في الرباعية مثل صلاة الظهر.

الأفراد المعفيون من سجود السهو

هناك بعض الأفراد غير مطالبين بسجود السهو، وهم:

  • من يشك في أنه أتم التسليم أم لا، فيسجد ولا شيء عليه.
  • من يشك في أنه سجد سجدة واحدة أو سجدتين، فيكرر السجدة الثانية ولا شيء عليه.
  • من قرأ سورة في الركعتين الأخيرتين أو في واحدة منهما أو في الركعة الأخيرة لصلاة المغرب، فلا سجود عليه لهذه الزيادة.
  • من انتقل من سورة إلى أخرى.
  • من أُجبر على إخراج القيء وكان الخارج يسيرًا وطاهرًا ولم يتعمد ذلك.
  • من ارتفع صوته أثناء القراءة السرية، أو حرك لسانه فقط دون صوت في القراءة الجهرية بآية من الفاتحة أو السورة.
  • من أعاد قراءة السورة بنفس طريقة الجهر أو السر بعد أن قرأها بطريقة مختلفة.
  • من اكتفى في صلاته باستماع نفسه في الجهرية أو إسماع من بجواره في السرية.

واجبات سجود السهو قبل وبعد

تتضمن واجبات السجود بعدي خمسة أمور، وهي:

  • النية.
  • السجدة الأولى.
  • السجدة الثانية.
  • الجلوس بين السجدتين.
  • التسليم.

حكم المسبوق عند سجود إمامه

إذا لحق المسبوق بالإمام في صلاة الجماعة ووجد على الإمام سجود سهو، فإن كان هذا السجود قبل التسليم، يجب عليه أن يسجد مع الإمام قبل إتمام ما فاته. أما إذا نسي الإمام السجود القبلي، فليجب على المسبوق أن يأتي بسجدته الخاصة قبل قضاء ما فاته من الصلاة. وإذا كان السجود واجبًا بعد إتمام صلاة الإمام، فلا يجوز للمسبوق أن يقوم به قبل إنهاء صلاته، حيث إن ذلك قد يفسد صلاته. إذا حدث نقص من المسبوق أثناء قضاء ما فاته، ويجب على الإمام أن يسجد بعدي، فيجب عليه أن يؤدي سجود السهو قبل أن يسلم بعد إكمال صلاته، وذلك نتيجة للنقص الذي حصل له مع الزيادة التي لزم على الإمام. ويكون كل ذلك صحيحًا شرط أن يدرك المسبوق ركعة، أما إذا أدرك أقل من ركعة وسجد مع الإمام قبل التسليم فإن صلاته تبطل.